أهل البصرة يفتحون مخارج الحروف، فيقولون بصرى بدلاً من بصرة، ولهجتهم من أجمل لهجات العراق، وأظن أن كاظم الساهر يعتمدها ضمنا، عندما يقول (بعد الحب وبعد العشراا)، أو
(إلك وحشة يابو ضحكة الحلواا)… وسلفاً أقول إني أريد الدخول إلى سؤال اللهجات، على مأخذ ثقافي وليس وفق سياق آخر.. فأسال: لماذا تختفي لهجة بغداد من السوشال ميديا والدراما العراقية؟.
قد تسألون وما هي لهجة بغداد؟، فأقول لكم هي التي تستعمل التاء بدل النون في (عيونك حلوة صوبن قلبي. ما خلني اندل دربي)، فتصبح (عيونك حلوة صوبت قلبي ما خلتني اندل دربي). أو تقول (راحت وانكضت أيامنا الحلوة). بدلاً من
(راحن وانقضن أيامنا الحلوة)، وأيضاً إذا الفعل هو وضع الكتب على الرف، يقول أهل بغداد: حطيتها وليس حطيتهن؟، وقريتها، وليس قريتهن..
كما تستعمل لهجة بغداد الدال بدلا من جاي.. دا آكل بدلا من جاي آكل.. وتميل إلى التذكير عند التأنيث، كما في نصيبكم بدلا من نصيبجن.. و
حياتكم بدلا من حياتجن.. وهذه النوع من الجمع المؤنث السالم، هو الشائع في أغلب مدن العراق تقريباً، وهو الأجمل في الشعر الشعبي، عندما يقول مظفر النواب:
يجي الليل ويجن كلهن..
خيالك، صورتك، وانتَ.
ولكن يبقى السؤال قائماً: أين لهجة بغداد ذات الفهاوة والنزاكة والدلال؟، ولماذا تختفي من الدراما ومواقع التواصل الاجتماعي؟. وهذا السؤال يشمل مدناً أخرى كالموصل مثلاً، التي لا نجد شخصاً واحداً يتحدث بلهجتها الجميلة المميزة،
حتى وإن كان ذلك من خلال شخصية جارة أو صديقة داخل العمل الدرامي.
ميسلون هادي
#خان_جغان