الفوضى العارمة الفرنسية و تداعياتها… “سرق و نهب و حرق و فوضى خلاقة بالشارع الفرنسي”
#الشبكة_مباشر_الكويت_المستشار الدكتور إبراهيم الزير
الفوضى العارمة تضرب القلب الفرنسي و تحديدا العاصمة باريس التي كانت سببا في قطع الرئيس الفرنسي رحلته للقمه الأوروبية عائدا الى باريس لمحاولة إيجاد حل للتهدئة و الاستقرار و عودة الأمان الى الشارع الفرنسي ، حرائق ونهب و سلب تدور ارجاء العاصمة باريس و السؤال هنا من الذي يقوم بإشعال باريس و تحديدا في هذا الوقت في ظل الحرب الروسية الأوكرانية و الصين لغزوها الاقتصادي للعالم و إعادة توحيد الصف العربي مره أخرى بعد تفككه عام 1990 منذ ان غزى العراق الكويت بإعادة هيكله الدول العربية بعد ميكروب الربيع العربي الذي كان سوف يتفشى بالعالم العربي و تقسيمه الى دويلات صغيره تخدم مصالح و اجندات الإدارة البريطانية و الامريكية و بعد تقارب الدولة الفارسية الى الخليج و عودة سوريا الى الحضن العربي و الجامعة العربية.
الفوضى الخلاقة تعود من جديد تضرب ميدان الكونكورد بعد ان خرج الرئيس الفرنسي ماكرون عن دورة في لعبة الأمم و الدور المرسوم له، بعد ان كان الابن المدلل لتلك اللعبة و تلك الاجندات و الإدارات و عندما وصل الى قصر الإليزيه انقلب على تلك الهيمنة الطاغية و تمرد على كل أنواع العولمة النيو براليه و الراس ماليه و بدا في نهج فرنسي جديد ينشق بدروه عن النظام العالمي الذي قد أسسته أمريكا و بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية الذي يحاولن فرضه على العالم.
ماكرون هو من صرح و قال يجب على أوروبا ان تقلل اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج الحدود الإقليمية ، و كذلك هو من أدلى بتصريحاته انه يجب على أوروبا تقلل اعتمادها على واشنطن و تجنب الانجرار الى مواجهة بين بكين و واشنطن ، كذلك هو من أضاف أيضا من خلال لقاءاته انه لابد على عقد و تكوين المجموعة السياسية الأوروبية الذي اصبح اليوم تكتل جديد قد اقترحه البديل عن الاتحاد الأوروبي الذي قد اصبح عصبه المانيه و أيضا ماكرون من ذكر ان الحلف الأطلسي في حالة “موت دماغي”،
و أيضا هو من قاد الدولة الفرنسية لمنع ترشيح بن والاس من أن يصبح الأمين العام المقبل للناتو وزير الدفاع البريطاني الحالي ، وهو من رفض توطين الغرب للإسلامين الاخوان المسلمين و تنظيماتها و فروعها الارهابية و التابعون لها في أوروبا ، و رفض العمل على تحويل اللاجئين الى سكان أوروبا الأصليين و كسر القوميات الأوروبية عبر حقنها و دعمها بثقافات غير أوروبية على يد اللاجئين من الشرق الأوسط و العالم الإسلامي التي قد اندلع بها الربيع العربي تحديدا من سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و مهاجرو لبنان أيضا و فلسطين .
و هو أيضا انذر بخطر تغلغل الاخوان المسلمون و حزب الله و الجهاد الإسلامي و بيت المقدس و غيرها من الإرهابية مثل داعش في فرنسا و عاصمتها باريس و المجتمع الفرنسي و رفض ان تلعب باريس دور الداعم للإسلام السياسي مثل ما تقوم به بريطانيا و أمريكا على مر السنيين داخل و خارج أوروبا ، و العمل على إعادة تصدير تلك النخبه الإرهابية الى الشرق الأوسط من جديد بشكل مغاير عن السابق للعمل على تقسيم الدول الى دويلات و اسقاط الأنظمة الحامة فيها كما شاهدنا الربيع العربي .
وهو من رفض بشكل صارم تحويل المؤسسات المدنبة و منظمات حقوق الانسان و تحويلها الى أداة ابتزاز الدول العربية في الشرق الأوسط و جعلها جهاز استخباراتي من الطراز الأول لجمع المعلومات لخدمة تلك الاجندات ،
وهو من دعم الدول العربية بعد ان رفضت الإدارة الامريكية اعاده دعم و تسليح الدول العربية على سبيل المثال الدولة المصرية اثناء حربها على الإرهاب في سيناء و محيطها ، وهو الرئيس الأوروبي الوحيد على التواصل الدائم مع الرئيس الروسي بوتين حتى بعد ان اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية و هو مؤخرا من دع الى لنظام مالي جديد و الذي صرح بهذا الخصوص بان العالم اليوم بحاجه الى نظام عالمي اقتصادي مالي جديد .
إذا اليوم يطالب ماكرون بالبديل لنظام العولمة القديم الذي تقوده بريطانيا وأمريكا واليوم يدفع الثمن الرئيس الفرنسي لكل تلك التصريحات ولكل تلك التداعيات، من خلال الضربة التي قد توجها له الإدارات البريطانية والامريكية خسائر في الدولة الفرنسية اثناء اندلاع تلك المظاهرات ومدى تأثر المؤسسات بالدولة والقطاع السياحي ورغم كل تلك الاحداث يقف بكل قوة اتجاه تلك الضربة التي قد اصابته تحت الحزام، والجولة اليوم من تلك المظاهرات هي الأقوى على مر السنين السابقة.
الثورة الخلاقة تحاول ان تطول الرئيس الفرنسي هذه المرة ليست العراق و لا اليمن ولا سوريا و لا لبنان و لا ليبيا بل فرنسا و الثروات الملونة تحاول الإطاحة بنظام ماكرون و قريبا سوف نشاهد السترات الصفراء مستعده أيضا للنزول الى الشارع الفرنسي لإشعال الشارع الفرنسي و جعله جمره نار لا تستطيع اطفائها هذه هي سياسة الإدارة الامريكية و البريطانية لمن يعارض اجنداتهم القذرة و مشاركتهم لعبة الأمم ، و أيضا اليمين القومي و اليسار الجديد بقومان بمشاركة الشارع الفرنسي و العمل على رفع مستوى الفوضى الخلاقة الى اعلى درجاتها أيضا لاقتسام تلك الكعكة كلا على طريقته .
ليس ماكرون اول من احتج و اعترض على سياسات بريطانيا و أمريكا سبقه الرئيس ديغول مؤسس الجمهورية الفرنسية في السابق و أيضا طاله عام 1968 انتفاضه من هذا النوع لاعتراضه على تلك السياسات و التي عرفت بثورة الشباب الفرنسي و كان تمويلها من قبل المخابرات الامريكية و البريطانيه أيضا كما نشاهد المشهد اليوم ، و في عصر جاك شيراك الذي رفض الغزو الأمريكي للعراق في 2003 و هو ” صديق العرب ” وهو من قال ان الغزو لن يجعل أمريكا اكثر أماننا و الشرق الأوسط سوف يفقد استقراره و ان أوروبا سوف يكون لها آن ذاك نصيب من تلك الفوضى و عدم الاستقرار وهو أيضا من حارب ضد هيمنه حزب الشيطان في لبنان و سعى لتحقيق الاستقرار بها و عودة سلامتها و اقتصادها و دعمها من جديد لكن كان ذلك ضد الأجندة الامريكية البريطانية و رحيل رفيق الحريري صديقه عن المشهد أيضا باغتياله ، و يأتي دور نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق و فرانسوا هولاند.
منذ تولي ماكرون الحكم و الشارع الفرنسي في غليان و فوضى خلاقة رفضه كل سياسات الإدارات الامريكية و البريطانية منذ اول سنه له و توليه الحكم و نحن نشاهد المشهد الفوضوي باستمرار و اضطرابات و الامر الذي يعجب له العقل و الوجدان لماذا انتخبه الشعب الفرنسي لتولية ولاية ثانيه اذا كان غير صالح لإدارة البلاد في فرنسا و عاصمتها باريس يبدو ان هذه المرة غير ما سبقها من ضربات و خاصه بعد ان تم تطويق محيط مارسيليا و منع المظاهرات و الفوضى الخلاقة بها بالقوة و تعليق حركة المواصلات و في المقابل نشاهد نهب للبنوك و الأسواق و المحال التجارية و متاجر السلاح .
جميع كل تلك الاحداث تأتي تزامننا مع قيام الرئيس الفرنسي ماكرون في حل البرلمان و العمل على تشكيل وزارة جديدة من قبل الازمة الأخيرة و بالتالي لابد ان ندرك بان فرنسا مقبله على أيام صعبه مما نعتقد او نتفكر او نتصور و على المحيط الخارجي و تزامننا مع كل تلك الأوضاع الفرنسية المانيا تعلن بانها دخلت مرحله الركود الاقتصادي بالفعل و على ما يبدو و ان المرحلة القادمة سوف تكون مرهقه لكل من الجانب الفرنسي و الألماني و متعبه لكل من الأطراف سالفه البيان و يبدو ان هذا جزاء من يتمرد على سياسات الامريكية و البريطانية و السيناريو المطلوب منه في لعبه الأمم يتم محاربته بنفس الأسلوب و نفس الكتالوج و يبدو أيضا نفس الاجندة الاستخباراتية الغربية و هي تعد نفس سياستهم اتجاه الشرق الأوسط في حالة معارضتهم عن السياق المرسوم مثل ما حدث مع ترامب الرئيس الأمريكي الأسبق و بورس جونسون و رئيس وزراء بريطانيا الأسبق و المستشار الألماني غيرهارد شرودر و ديغول شولدر و محاولة اسقاط النظام لقيصر روسيا بوتين و اليوم ماكرون و يسبقهم رؤساء دول عرب قد طالتها يد الربيع العربي و انتهت حياتهم بالقتل و السجن و الاغتيال .
على ما يبدو بانهم كان لابد ان يكونا نسخه من سياسات السابقون مثل باراك أوباما و نيكولا ساركوزي و غيرهم من طبقوا الأجندة بكل حذافيرها حتى يرضى عنك أمريكا و بريطانيا و تدعمك بشكل دائم بالانتخابات و داخل الدولة و العمل على عدم الاعتراض يوما ما على لعبه الأمم القذرة التي رسمتها تلك الإدارات بعد الحرب العالمية الثانية و يستمر اسمك عبارة عن قلادة ذات لامعة براقة طوال السمع و الطاعة في كل محافلهم و مؤتمراتهم و اجنداتهم سواء ي أوروبا او اتجاه الشرق الأوسط لتنفيذ كل ما يملى عليك من نظام ولو التفتت عن كل تلك القرارات يتم توجيه لك الوجه الاخر الاقبح لهما و تكون في تلك اللحظة انت ضد العولمة و الديمقراطية و ضد المثليين و ضد تحقيق الاستقرار و خاصه الديمقراطية التي أصبحت في يد أمريكا و بريطانيا اداه للسيطرة و التحكم و أيضا أداة للتآمر او العمل على القضاء على المجتمعات المدنية و نسفها من جذورها و من داخلها بشكل كامل في الشرق و أيضا في الغرب او إيصال اخرون تم الاتفاق على دمجهم الى لعبه الأمم و اختيارهم من قبل تلك الإدارات و الضحية و الذي يدفع الثمن هو الشعب و في نهاية المطاف و هو اول من يدفع تلك الفاتورة في كل الأحوال ,
ينفجر اليوم الشارع الفرنسي بعد تمرد فاغنر الروسية والعالم اليوم يعيش حرب عالميه بشكل جديد ولابد ان نتارك بان كل ما يدور على هذا الكوكب بتلك الأنظمة و اجنداتها هي مرتبطة ببعضها البعض