مقالات

وليد جنبلاط و التسوية العقلانية..!!

#الشبكة_مباشر_بيروت_بقلم خالد بركات..

إنَّ التيّار التوحيدي الداخلي هو الذي يصهر الشعب ضمن نطاق حدود البلد الواحد، ويوحّده بالرغم من تباين المعتقدات واختلاف النزعات، وبروز شتّى ألوان الفروقات..
كمال جنبلاط..

عرف تاريخنا زعماء وطنيين ادركوا معنى التسويات وقيمتها..
واليوم يعود الزعيم الوطني وليد جنبلاط للبحث عن تسوية، فيما يبحث الباقون عن حلول مستحيلة من خلال مواقف تتسم بالشعبوية، مع تجاهل أهمية الحفاظ على الوطن أمام أي موقع من مواقع السلطة، فالوطن يبقى الأهم من كل المناصب والكراسي..

هل تاريخ لبنان هو تاريخ الفرص الضائعة..!!؟؟
هل هي فرص ضائعة لحروب تخاذلنا عن خوضها
أو فرص إنقاذ أضعناها لأسباب ترجع إلى العناد العائد للغباء السياسي عند البعض..؟؟!!

قد تكون هناك تسويات غير منطقية أو عقلانية أو غير عادلة، لكن ليست كل تسوية كذلك..

تهدف التسوية العقلانية والواقعية الوطنية التي يطرحها الزعيم وليد جنبلاط، وبالتنسيق مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، ونواب اللقاء الديمقراطي، والمرجعيات الروحية والسياسية الى اطلاقها بديناميكية بعيدة عن الحسابات الشخصية والأنانية، وحيث تنطلق
من المسلمات التالية :

– ان كل انهيار شامل فوق الأزمات الحالية، والمحتملة في القريب يمكن تجنبه بتسوية سياسية حوارية إنقاذية عاقلة..!! 

ان كل أزمة حقيقية، مهما طالت، ومهما كانت خسائرها سوف تنتهي حكماً إلى ” تسوية ”

ان أعظم التسويات هي تلك التي تمنع استمرار الأزمة توقف الإنهيار وتنقذ الأوطان..

لكن في الثقافة السياسية المعاصرة هناك..
” تحجر فكري ” يؤدي إلى اعتبار مبدأ ” التسوية ” أنه تنازل وبيع لحقوق طائفة أو لفئة معينة..

هناك تسويات واقعية، عملية، غير انتهازية، تؤدي للإنقاذ والخلاص من كوارث عظمى، وأضرار كبرى، وتؤدي إلى تجنّب انهيار اقتصادي شامل مدمر، توصل إلى انهيار شامل للوطن..

وأيضاً وللأسف..في لبنان، هناك نظرية ” التسوية الهالكة ” التي تقوم على حالة الفوز الكامل للطرف مقابل الهزيمة الكاملة للطرف الثاني “..

وفي لبنان الآن هناك ” ملاكمة سياسية ” على حلبة الصراع، لا فوز فيها بالنقاط، ولا انسحاب بالتراضي، ولكن المسموح فقط هو الفوز بالضربة القاضية، ولكن للأسف ليس على بعض اللاعبين بل على الوطن وشعب الوطن المتفرج المسكين المتألم من الضربات أكثر من اللاعبين أنفسهم..

وكأن منطق ” التسوية الواقعية ” القائمة على التعقل والبراغماتية ومراعاة المصلحة العامة يلي ” الشعارات والتكابر والتعنت السياسي “..

وبكل تأكيد..هناك ثوابت لا يمكن ان تكون في موقع التسوية بل تصاغ التسويات من اجلها، “كالسيادة الوطنية “، أو أمن البلاد والعباد
أو الدفاع عن المقدسات.
وهي من الثوابت الأساسية عند وليد جنبلاط..

وبخلاف ما سبق فالتسوية أو المساومة في الادبيات السياسية تعني “النقاش وتبادل الأفكار

وفي العقل والتبصر، فإن التسوية عبر الحوار هي التوصّل إلى حل وسط يجنّب الطرفين خسائر أكبر بعيداً عن المهاترات السياسية..
تهدف التسوية إلى حل واقعي بدلاً من السعي
لالغاء دور الآخر السياسي..

إذاً، إذا أدت التسوية إلى استعادة حقوق ضائعة، كما يسوق البعض، دون سنوات من التقاضي، أو هلاك وطن أو تدميره، أو انهيار في الاقتصاد أكثر، أو مصادمات داخلية، فإنها تعد عملاً نبيلاً، وتعتبر إنجازاً مفيداً، على الوطن والمواطنين..
وكي لا يبقى تاريخنا هو تاريخ الفرص الضائعة..
و يكون للبنان دوره ووحدة قراره فليتنادى الجميع الى تسوية إنقاذية حقيقية..

فالإنتهازيون لا ينقذون ولا يبنون وَطناً..
والمتعنتون والمستكبرون والأنانيون المتعالون هم الخطر المحدق بالوطن..
التاريخ يشهد لمن كان للحق رمزاً وللشعب سندا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى