ميثاق البناء الأسري.. مبادرة لأرباب العمل لـ”تسهيل الزواج” في موريتانيا
#الشبكة_مباشر_بروكسل_أمينة بن الزعري
🔸سجل العشرات من الشباب الموريتاني في مبادرة أطلقها الاتحاد الوطني لأرباب العمل، تستهدف “دعم الشباب في بناء حياة زوجية مستقرة، وذلك ضمن جهود للحد من غلاء المهور وتشجيع الزواج”.
وأعلن رئيس الاتحاد، زين العابدين ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحفي عن إطلاق مبادرة تهدف إلى تزويج 50 شاباً بمهر قدره 50 ألف أوقية قديمة، في خطوة اعتبر أنها تأتي “لتعزيز الاستقرار الأسري ومواجهة تحديات ارتفاع تكاليف الزواج في موريتانيا”.
هذه المبادرة يرى ولد الشيخ أحمد، أنها تسعى إلى “خفض المهور وتسهيل الحياة الزوجية” في بلد ترتفع فيه معدلات الطلاق.
🔸فما هو الميثاق؟
تدخل هذه المبادرة ضمن ميثاق البناء الأسري الذي أعلن عنه اتحاد أرباب العمل، ويهدف إلى منع ما سماه ب”انتشار سلوك البذخ والتبذير المنكر في المجتمع”، وفق ما جاء في الميثاق.
وتتضمن بنود الميثاق “إبرام عقود الزواج الشرعي داخل المساجد، والابتعاد عن الاستعراضات الكبيرة في حضور العقود داخل المساجد”.
🔸ويدعو المثياق إلى “الامتناع عن البذخ والإسراف داخل المنازل والاكتفاء بما يحصل به المعروف الاجتماعي”.
كمايحث الميثاق على “الابتعاد عن المباهاة والمبالغات في الهدايا والعطاءات المتبادلة بين الطرفين وترك الفرصة لطرفي البيت الجديد حتى يؤسسا حياتهما بهدوء وطمأنينة”.
و حتى أواخر غشت ، بلغ عدد الموقعين على هذا الميثاق حوالي 12 ألف شخص، بالإضافة إلى ذلك، أعلن الاتحاد عن فتح منصة خاصة لاستقبال عروض الزواج، حيث سيقوم باختيار 50 منها لتزويجهم.
🔸وفي هذا الإطار قال المكلف بالإعلام سيدي محمد ولد اجيوان، إن مبادرة “ميثاق الأسرة” جاءت استجابة لتفاقم ظاهرة غلاء المهور في المجتمع الموريتاني، مشيراً إلى أن المبادرة تهدف إلى معالجة هذه المشكلة الاجتماعية وليس لتحقيق مصالح شخصية.
وأضاف ” أن المبادرة تضع المجتمع أولاً وتسعى للتصدي للظواهر السلبية التي أصبحت تتفاقم في ظل تهميش القضايا الأساسية والتركيز على المظاهر”.
وأوضح ولد اجيون أن المبادرة ستقدم دعماً مالياً قدره مليون أوقية قديمة، منها 50 ألفاً كمهر و950 ألفا للمصاريف الأخرى، بالإضافة إلى تقديم مساعدات لدعم الحياة الزوجية وتوفير فرص عمل في المؤسسات الخاصة لضمان استقرار الأسر الجديدة، وذلك في ظل تزايد معدلات الطلاق التي وصلت إلى الآلاف في الفترة الأخيرة.
🔸الآراء المتباينة
وحين أعلن الاتحاد الوطني للأرباب العمل عن هذه المبادرة، تصدر النقاش حولها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك الذي يعد الأكثر استخداما في موريتانيا.
فالبعض استغرب من إطلاق رجال الأعمال هذه المبادرة في وقت تشهد موريتانيا ارتفاع الأسعار في الخدمات الأساسية خاصة المواد الغذائية.
وقال احد الملاحظين في صفحته في الفيسبوك، إن “التبذير والبذخ لا يخرج من دائرة اتحاد أرباب العمل”، معتبرا أن هذا “الميثاق لا يعنيهم”.
في حين اعتبرت إحدى الصحفيات والناشطات خديجة سيدينا إن رجال الأعمال يجب عليهم إطلاق ميثاق شرف لإتقان المشاريع ولأجل منافسة حرة”.
فيما عقبت الفناة لبابة بنت الميداح إن الفنانين سيقبلون هذا القرار بشرط خفض أسعار المواد الأساسية والتصدي لتزوير المنتجات الغذائية.
لكن في مقابل المنتقدين لهذه المبادرة، هناك أصوات أشادت بهذا الميثاق بكونه يأتي في وقت “أصبحت فيه الماديات تتحكم بالزواج”.
وقال اخر، إن الميثاق يعد خطوة هامة في طريق ترشيد موارد الأسرة وفي حال تطبيقه فسيكون له الأثر الإيجابي في محاربة الفساد.
كما يرى الكثير أن ميثاق بناء الأسرة خطوة تستحق الاهتمام لأنها تؤسس لتسيير الولوج إلى مؤسسة الأسرة النواة الاولى للمجتمع.
و للاشارة فقد سبق أن أعلنت الحكومة الموريتانية العام الماضي تشكيل لجنة وزارية أسند لها وضع خطة عمل للتصدي لمظاهر البذخ في المناسبات الاجتماعية.
وبحسب الوزارة الأولى، فإن الخطة تهدف إلى الوقوف ضد مسلكيات خطيرة ودخيلة على منظومة قيم وأخلاق المجتمع الموريتاني، ومنافية لتعاليم ومقتضيات الشرع.
كما أصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم فتوى أكد فيها أن “ما ينتشر من تبذير في المناسبات الاجتماعية، وإسراف في الولائم، وتكلف الهدايا وغيرذلك من تلك المنكرات أمورٌ مخالفة للشرع، منكرة في الإسلام؛ لما يترتّب عليها من المحرّمات، وما ينشأ عنها من المفاسد”.
كما اعتبر المجلس أن “التبذير حرام، وعرفه بأنه صرف المال في وجوه الإنفاق المحرمة كسهرات السفه والاختلاط المحرم؛ ووصف المجلس الإسراف بأنه “محرم مذموم، وأنها لإنفاق الزائد عن الحاجة في وجوه النفقة الجائزة”.