مقالات

هم ،،، و نحن

#الشبكة_مباشر_بغداد_ د. نـمـير نـجـيب نـعـوم

يحكى ان واليا كان يحكم في بلاد مابين النهرين ،،يوم كانت هذه البلاد مرصعة بالحضارة ومشهود لها بالمحبة والسلام،،قبل اكتشاف براميل النفط والدولار ومنافذ تحويل العملات الى الجيوب ،،اتى لهذا الوالي احد معدومي العيش وقال له ،،هل تقبل يامولانا العزيز ان اعيش انا وزوجتي وسبعة من اطفالي وابي وأمي في غرفة واحدة معدومة من كل سبل الراحة،،اني اتيتك لتحل مشكلتي فأني لااستطيع مواصلة حياتي والبقاء على هذه الحال،،فتعجب الوالي ان يكون مثل هذا الحال لمواطنين يكفيهم فخرا انهم في ارض مابين النهرين ، وقال له انك فعلا تحتاج الى سكن يليق بك،،وهنا نادى احد وزرائه وطلب منه ايجاد حل لمشكلة هذا المواطن البائس،،وعندها اخذ الوزير هذا المواطن التعيس الى خارج ديوان الولاية وقال له سأحل لك المشكلة ولكن بشرط ،،ان تنفذ وبالحرف الواحد كل ما سأقوله لك بدون اي تردد او اعتراض،،فحلت السعادة على هذا الفقير ونزل عليه السرور لأنه سيحقق الشفاء مما يعانية من مأسي يومية ،،وهنا طلب منه الوزير ان يشتري بضعة دجاجات ويدخلها معه في نفس الغرفة التي يعيشها الأن،،وهنا صاح الفقير باعلى صوته اني جئت لكم لتحلوا مشكلتي لا ان تزيدوني سقما وتعاسة على ما انا فيه ،

وهنا قال له الوزير انك وعدتني بأن تنفذ ما اقوله بدون تردد ، اي بلغة اليوم اياك والعصيان المدني على أوامر الرئاسة فنحن في زمن الديمقراطية !!!! وهنا رضخ الفقر المسكين للأمر الواقع وذهب واشترى الدجاجات ،،بدون ان يسأل هل انها دجاجات عراقية ام مستوردة عن طريق احد المتنفذين حينها !!! وهنا عاش الفقير الذليل مأساة جديدة مع اولاده السبعة وأمراته وأهله،،وبعد يومين جاء الى الوزير ثانية وقال له ماذا تنتظر بعد،فأن رائحة الدجاج وفضلاتهم قد ملأت الغرفة ولا نستطيع ان نستمر في البقاء ،، فقال له الوزير بقي لدينا طلب واحد عليك ان تنفذه قبل ان نقوم بحل مشكلتك بشكل نهائي،، عليك ان تشتري بقرة حلوب وتضعها في نفس الغرفة ،،

وما ان سمع هذا المسكين شاط غضبا وتمنى ان ينزل عليه عزرائيل ويستلمه ليخلص من هذه الدنيا ،، وقال للوزير لقد اخطأت انا عندما جئت اشكي لكم همي لأني حصلت على الأسؤا ،،فقال له الوزير تعال الي بعد يومين وستجد الحل النهائي وترتاح وتدخل السعادة الى قلبك ،،وبعد يومين جاء الفقير الذي لم يذق الراحة الى الوزير ينتظر منه الحل النهائي والجذري لمشكلته ،،فقال له الوزير عليك باخراج الدجاجات السبعة والبقرة الحلوب وتعود الينا بعد يومين،،فلم يصدق الفقير البائس ، فبعد يومين جاء الى الوزير طائرا من الفرح وأخذ يقبل أيدي الوزير وجميع افراد الحاشية ،، في ديوان الرئاسة !!ويشكر الوالي والوزير بقرارهم اخراج الحيوانات الأليفة من غرفته وإبقاءها للبشر فقط وانه الأن مرتاح جدا مع اسرته !!!.

رباط السالفة ،،، عموم الشعب الذي يعاني من مأسي في عهد الديكتاتوقراطية ،،وفي نفس بلاد مابين النهرين الذي نخشى فيه يوما ان يتم استيراد الماء من دول الجوار بعد جفاف النهرين وتحويل اراضيهما الى منتجعات ومولات ومجمعات سكنية استثمارية من قبل المتمكنين من شفط الموازنات المالية ،، هم انفسهم يسمحون بدخول المخدرات عبر الحدود وهم من يكافحون شفطها في الأزقة المظلمة،،هم من يفسحون المجال لاستيراد السيارات وهم من يريدون معالجة مشاكل الازدحامات عن طريق الجسور الوهمية ،،هم من يرشحون اشخاصهم الى المناصب العليا وهم من يغلقون ملفات فسادهم ويهربونهم للخارج،،هم من يقضون على الزراعة والصناعة وانفسهم يقومون بزيادة الاستيرادات ،،،هؤلاء هم،،اما نحن فشأننا شأن الفقير الذي قبض حلولا ستراتيجية من الوالي !!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى