“إفتتاح جامع سامراء الكبير بتسمية طائفية جس نبض أم إجراء لواقع مدروس”

صدر ظهر اليوم 7 مارس 2023 منشور رسمي من ما يسمى ب “الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة ” إعلان خطر حذف بعدها لربما كان جس نبض الشارع و الحكومة عن إفتتاح جامع سامراء الكبير و تفاجيء الجميع بتسميته مسجد “صاحب الأمر” بعد تأهيل قبته و إكسائها .

بعيدآ عن التسمية الطائفية للمسجد فهو تصرف أقل ما يسمى عليه قرار جاهل و بائس يدعو لإعادة النبرة الطائفية للمشهد العراقي بعد أن هدأت النفوس و بات الموضوع الخطر في مزبلة التأريخ العراقي الحديث بعد إفتعال هدم قبة الأمامين الجليلين ” على الهادي و الحسن العسكري” عام 2006.

بالوقت الذي نستغرب التوقيت لهذا الإجراء الإستفزازي و الغير قانوني لإدارة العتبة العسكرية بالإعلان عن تبديل إسم جامع سامراء الكبير ومدرسته الدينية التاريخية وتحويل عائديتهما إلى إدارة العتبة، بعد أن كان وعلى مدى أجيال طويلة مسجداً لأهل سامراء الكرام حيث يحتوي المسجد على مقبرة لأمتنا الذين تولوا التدريس فيه لفترات طويلة من الزمن”.
نستنكر باسم منظمة OEAEC المنظمة الأوروبية العربية للتبادل الثقافي هذا الإجراء و خاصة أن سامراء ضمن التراث الإنساني لليونسكو و نطلب بقاء الواقع التأريخي للمدينة كما هو و رعاية المدينة كعاصمة للحضارة كما أقرها البرلمان العراقي سابقآ و نطالب الحكومة العراقية بحسم موضوع سامراء و تسليم مرافقها السياحية و الدينية و الآثار الى الحكومة المحلية و إنسحاب القوات المسلحة و تسليمها للشرطة المحلية في المدينة.

أبدى الوقف السني في بيان “رفضه الشديد لما تتعرض له أوقافه من إغتصاب علني خلال السنوات الماضية”.
وعد هذه الخطوة بـالتصعيد والاستفزاز للمكون السني في سامراء والعراق.

وطالب الوقف السني الحكومة و الجهات ذات العلاقة بالتدخل “ووقف هذه الفتنة، والتحقيق مع مفتعلي الأزمة”.
كما طالب الوقف الحكومة والمراجع الدينية بالوقوف ضد هذا الإجراء “لإطفاء الفتنة وحفظ السلم المجتمعي” بين مكونات الشعب العراقي.

و نرى هذا الإجراء جزء من محاولات ممنهجة مستمرة منذ عام 2006 بعد إفتعال هدم قبة الأمامين و أنا كنت حينها في المدينة و أجزم بأنها مفتعلة و مقصودة وضحتها في مقال سابق في مسلسل مدروس لتشييع المدينة من شراء الأراضي و العقارات حول الإمام لصالح الوقف الشيعي و منع أهل سامراء من أي نشاط تجاري أو غيره في الشوارع و الأزقة المؤدية لضريح الأمام كشارع البنك الشارع التجاري الرئيسي في المدينة مع شارع سوق مريم الكبير و شارع الشواف و شارع الكراج الرئيسي و المقبرة الرئيسة في المدينة و شارع القائممقامية.
و كنا نلوم الصمت مطبق من شيوخ و سياسي المدينة في المركز و المحافظة و مجلسها و مجلس النواب الذين لديهم عدد مهم من أهلها فيها و في لجان و كتل رئيسية و مؤثرة و الان عليهم إتخاذ موقف واضح و حازم جراء التصعيد الغير محسوب عواقبه.

كنا قد نظمنا مؤتمر دولي ليومين العام الماضي إفتراضي حول سامراء بحضور قائممقام سامراء شخصيآ الذي تبين أن لا حول له و لا قوة .

بحضور عربي مهم في المؤتمر من مدير الألكسو و سفير اليونسكو الموسيقار نصير شمة و خبيرين من دولة الأمارات العربية الذين أبدوا إستعدادهم لتبني الموضوع و زيارة المدينة.
شخصيآ لم أكتب عن هذا الموضوع لأني من مدينة سامراء و لي الفخر طبعآ و لكني أكتب عنها لأنها مدينة تستحق أن نفخر بها كعراقيين و كعرب و كمسلمين.

و مدينة سامراء بناها كما معروف الخليفة العباسي محمد المعتصم الذي كان يحكم الشرق و الغرب و إزدهرت الدولة العباسية في عهده بقوتها و حضارتها و هو
أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور
ثامن الخلفاء الدولة العباسية.
– العراق كان يحكم نصف بلاد الأرض زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد.
فإلى متى ستستمر المؤامرة المشبوهة ضد تاريخ العراق، وإلى متى سيبقى قسم من العراقيين الجهلة محاربين لتاريخهم ورموز مجدهم.
محاولة التغيير الديمغرافي لمدينة سامراء جريمة كبيرة لا يمكن السكوت عنها.
محاولات تجهيل الشعب و زرع الكراهية في نفوس شبابه و تلقينه دروس الحقد الطائفي بكل بشاعة ليكره رموزه التأريخية و الحضارية التي نفتخر بها جميعآ غريب عن أخلاقيات و تقاليد العراقيين بكل الأزمان.
وسنبقى نراقب المواقف بإنتظار إجراءات الحكومة المركزية لتجاوز هذه المشكلة و إحقاق الحق لأهل سامراء و رموزها.

عصام البدري- بروكسل
7-3-2023