فراشة
بين حجرين خرجت اليرقة
صارت فراشة رشيقة ملونة
تنقلتْ بين الأزهار سعيدة
صادقتْ الأرانب والأشجار
حطتْ على السلحفاة في لوحة جميلة
داعبت الفرح برشاقة
جلستْ على سلالم اللحن المنساب بين الحقول
أبهجتْ الأطفال
تأملت برؤيتها العاشقات
آنستْ وحدةَ فزاعات الحقول
رقصتْ مع السنابل
ولم تنتبه لألسنة النار
دنتْ منه
وبصعوبة بالغة نجت
حزنتْ
تعبتْ
وأصبحت تتنقل بين الزهرات بلا ألوان
لم تعرفها البتلات
ولا حتى النسمات
لم يسمعها النهر
ولا حتى رأفت بحالها ألوانها السعيدة
بعد حين
جاء صديقها الحجر فحك نفسه كثيراً
جرح صلابته
أشعل النيران الخامدة منذ دهر
لعبت الفراشة وفرحت
ونسيت أنها بلا ألوان
حامت مرة أخرى
فاحترقت هذه المرة
هاهو الحجر منطفئٌ الآن
بعد أن أحرق قلبه بذات اللهب
ومات
