وانا اتصفح تطبيق الفيسبك لفت نظري منشور لصديق عزيز يتساءل فيه عن العرب وهذا هو نص المنشور ( كل العرب يقولون :- اين العرب ؟وكل العرب يشتمون العرب وكل العرب يقولون خذلنا العرب ترى من هم العرب اللذين يقصدهم العرب ؟)
وبالتأكيد لم يقم صديقنا بنشر هكذا منشور الا بعد ما بلغ السيل الزبى وفاضت كل مشاعر الحسرة والألم في نفسه ونفس كل انسان يحمل معاني الانسانية لان ما يجري الان في غزة العز والكرامة والشرف من مجازر ودمار لم يشهد له التاريخ مثيل لا في زمن هولاكو ولا في زمن محاكم التفتيش ولا في زمن نابليون ولا حتى في عهد هتلر وما يقابله من صمت وجمود من حكام العرب ، ولا اقول امة العرب لأنها بريئة من كل هذا التخاذل ، بل وهناك بعض من حكام العرب من ساهم في دعم عدوهم وأرسل متطوعين ليقاتلوا معه ضد ابناء جلدته ومنهم من تنطلق الطائرات الداعمة للعدوان من قواعده وهم يرون اهلهم يبادون بهذه البشاعة دون ان يرف لهم طرف ولا يهتز لهم ضمير اقول ان ما يجري في غزة الشهيدة وما يقابله من خذلان وجبن من قبل سياسيي العرب بشكل فاق كل تصور يجعل كل غيور يتفجر غضبا ليعبر عن عما يشعر به من الم بكل ما يمتلك من تعابير ووصف وتصرف وهو ما اراه حقا مشروعا فمن لن يقف شعر رأسه وهو يشاهد هذا الوحشية والهمجية البربرية فلا اظنه يمتلك ذرة من الانسانية.
هنا لابد من الحديث عن أمة تغلي بحثا عن طريقة تمكنها من دعم ابناءها في غزة وفلسطين الحبيبة بينما يمنعها حكامها لنقول جوابا لتساؤلات منشور ذلك الاخ العزيز ان العرب هم من كَتب الله بلغتهم مفتاح الجنة على أبوابها الثمانية قبل ان يخلق البشر وهم اول من نطق بلغتهم ابو البشر ادم عليه السلام عندما قال الحمدلله بعد ان تاب الله عليه وهم من بنى نبي الله وابو الأنبياء ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام بيت الله الحرام على أرضهم وهم من كانت صفاتهم وأخلاقهم تميزهم عن باقي الأمم في الشجاعة والكرم والأمانة وحفظ الجار مما جعل الله يختارهم كونهم خير امة أخرجت للناس ليكون آخر انبياءه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم منهم وليحملوا آخر شرائع دينه الاسلامي وكتبه فينشروا العدل بين الناس وينقذون الناس من الجهل والشرك وعبادة الاصنام والبشر والحيوانات والنجوم والكواكب الى عبادة الله الواحد الأحد والتاريخ يشهد لهم قبل الإسلام في ذي قار وبعدها في القادسية واليرموك وحطين والقسطنطينية وخراسان والسند والهند والصين والاندلس وفرنسا وشمال افريقيا وآسيا واوروبا والعرب هم من حرروا القدس قبل التاريخ وبعده وتشهد لهم كل ساحةٍ حاربوا فيها حتى وان خذلهم حكامهم كما حصل في نكبة ١٩٤٨ التي أعطى فيها العرب فلسطين للصهاينة رغم تمكن جيوش العرب من الوصول إلى اغلب أجزاء فلسطين لولا تخاذل أولئك الحكام حينها وما عبور قناة السويس منا ببعيد وها هي بطولات أبناء غزة تذكرنا بكل ذلك التاريخ المجيد.
اذاً علينا أن نميز بين العرب كأمة التي كان يخشاها كل العالم عندما كان قادتها مخلصين لها فأَعزّوها واوصلوها الى أعلى قمم المجد والعز والافتخار وبين قادتها في هذا الزمان الذين خذلوها بشكل لا يصدق ولا يمكن ان يتحمله عقل عاقل عندما تركوها وراحوا يتسابقون الى التصالح مع اعدائهم بل وبعضهم لم يخجل من إعلان دعمه وتأييده لذلك العدو الذي يُمعن بإبادة اهلنا في غزة وكل فلسطين الحبيبة بكل وحشية مستغلا التخاذل العربي الرسمي ولا اقول الشعبي لان الشعب العربي في كل ساحة الوطن العربي الكبير من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي وفي كل مهاجره يغلى بحثا عن طريق يسمح له بالوصول الى نصرة أهله في فلسطين عموما وغزة خصوصا.