كما يحار الفلاسفة في وصف الله ، ووصف الطبيعة واسرارها ، وكأنك يا دحدوح ، الارض وما دحاها ،، فألهمها صمودها وتقواها .
هل انت قدر الصحافة العربية ، لكي تعبر حدود العالم ، حرة جريئة ، زكية ..؟
انك .. يا زميلي / الوجه الاخر للقيم الاعلامية الجديدة ، للمراسل الحربي الذي ابهر الصحافة العالمية ،، بعد ان انصهرت بتفاصيل مهنتك ، بجرأة وثبات غير معهود ،، غير مبال بالقصف الصهيوني وكثافته وجرائمه ،، وقتل افراد عائلتك الذين سقطوا شهداء ،، زوجتك ، ونجلك وحفيدك ، واقاربك ، واصدقائك ، وابناء شعبك ،، وانت الشاهد العتيد ، من الوريد الى الوريد .
وفوق هذا وذاك ،، تستمر في أوار المعارك ،، في معركة التوثيق الحربي ، لتوثق جرائم فاقت حد التصور الانساني .
من انت ،،
ايتها الغزاوي العنيد ،، انك بحق كالثور الاشوري المجنح ..
و الاسد البابلي المصفح .
انت ،، گلگامش الذي ظل يكافح من اجل العثور على عشبة الخلود وعلى مدى السنين ،، ثم جاء بها الى ارض بابل وفلسطين .
استرح يا زميلي ،، فروحك باتت معلقة بين السماء والارض ، بين القضاء والقدر ، بين النار والنار ، بين الرصاصة والرصاصة ،، حتى توارى طيفك ، صورتك بين حجر وحجر ، وما عدنا نراك وانت المفقود بين انقاض منازل الفقراء وبين القدر .
من انت ايها الشامخ الأصيل / المراسل النبيل .
قل لي برب المسيح ، والدم الذي في كل لحظة يسيح ،، وبرب بيت المقدس وفلسطين
،، وكل شهيد فلسطيني وجريح .
ها ، هم اخوتك ، رجال غزة ،، ابطال غزة ،، يرسخون معنى المقاومة ، معنى الثبات فوق الارض ،، وهي دروسا فلسطينية ، لن ينساها جيشهم الذي لا يقهر ،، دروس ثمينة ،، عجزت الانظمة العربية ان تقدمها على ممر السنين .
غزة ،، آه يا غزة
اليوم ،، مسحت حزن المدن العربية
،، عار الانظمة العربية التي انحنت امام الجبروت الصهيوني الامريكي .
مرت ثلاثة شهور ،، وزعماء العرب ، لا يقدمون سوى النذور ، سوى البخور ، من تصريح الى اخر ، من اجتماع الى اخر ، من بيان الى الى اخر ،، من تنديد الى اخر .
وانتم وحدكم ،، تطلقون الصواريخ ، من نفق الى اخر ، من نصر الى اخر ،، وكأنكم تعيدون تشكيل خارطة الطريق من حي الشجاعية ، الى خان يونس وجنين ،، تعبدون شوارع النضال التي ظلت غير
سالكة لعشرات السنين ،،&