مقالات

وجهة نظر عن ( المقاومة النزيهة المشروعة والمزيفة)..

#الشبكة_مباشر_باريس_ د. المؤرخ حسن الزيدي

1.كلمة المقاومة تعني الرفض التي قد لا تعني دائما (مقاومة ايجابية)..حيث أن الفكر المتخلف الرجعي والمحافظ يقاوم (مقاومةسلبية) ويرفض معظم الافكار والنظريات الحديثة وينتظر طويلا لقبولها على مضض .فمثلا فنون المسرح والسينما والغناء والرقص مستهجنة في بعض الأوساط الروحية التي (تقاومها وتحرمها )وتكفر القائمتين بها.

2 .المقاومة لكي تكون ايجابية. يجب أن تكون ذات هدف واضح وشبه عام تقبله نفسيا الاغلبية الكبرى أي /75فما فوق لكي تضطلع بها (طلائع من المقاوميين )الذين يعتز ويفتخر بهم شعبهم ويعتبرهم ابطالا أن استشهدوا.امثلة ذلك كثيرة منها. المقاومات في فيتنام والجزائر وجنوب افريقية والمقاومة الفلسطينية.
3 المقاومة ليست بالضرورة مسلحة لان الرفض النفسي للاخر ومقاطعة التعامل معه هي أيضا مقاومة ..ومنهااساليب اللاعنف. التي استعملها غاندي ورفاقه واجبرو المملكة المتحدة أن تتفاوض معهم وتمنحهم استقلالهم .

4.المقاومون لايجب أن يكونون انبياءا ولا قديسين بل ولا يجب أيضا الا يكونوا قليلي الذمة والضمير وغير نزيهين وعنصريين أو طائفيين..

5. المقاومة الوطنية والنزيهة يجب أن تراعي الضروف المحلية والاقليمية والدولية.
فعندما يكون غالبية السكان موزعين بين البطالة والفقر والمرض والهجرة بحثا عن. رزق وامن .. فلا تنتعش المقاومة أي لا تجد لها اذانا صاغية..
كما لو كانت معظم الدول المجاورة لها غير مساندة لها ولو بشكل غير مباشر فان فرصها تضيق لانها تحتاج لممارسة اساليب الكر والفرا وحرب العصابات وقد يضطر بعض المقاومين الهروب لهذه الدولة أو تلك ويفترض أن يجد عندها ملجأ ولا نقول ترحيبا ولا تاييدا..

6.لوطبقنا مفهوم المقاومةفي العراق المعاصر منذ عام 1918فانها اخذت عدة أشكال..

_ مقاومة وطنية ضد الانكليز التي تمثلت بثورتي حزيران1920ومايس 1941 واللتان لا يزال غالبية الشعب يفتخر بهما.

_مقاومة داخلية لجماعات كردية تطالب بحقوق ثقافية واجتماعية وادارية وحققت معظم مطالبها.

_ مقاومة الغزاة الامريكان بين اذار 2003 واذار 2008 واستشهد خلالها مئات واضعافهم من المعتقلين الذين لا يزال أغلبهم معتقلين وبعظهم توفي في السجون.
لقد انتهت وماتت مقاومتهم ليس فقط لان الغزاة اقوياء جدا تقنيا بل وأيضا لان كل الدول الستة المجاورة للعراق ضد المقاومين.
-علما بأنه لم يكن من بين المقاومين الحقيقيين أي ممن يدعي المقاومة الان بل كانوا متواطئين مع الغزاة.

_ لذلك فان دعاة مقاومة الامريكان في العراق الآن من بعض الجماعات والفئات الطائفة والمذهبية والولائية هم ليسوا مقاومين لأنهم لم يساندو الانتفاضات السلمية التي هي نوع من أنواع المقاومة في كل محافظات العراق وتعلن رفضها للوجود الأمريكي والايراني معا بل هم الذين يحاولون اجهاضها حيث اغتال دعاة المقاومة المزيفة والمشبوهة والعميلة بطرق جبانة اكثر من الف من المنتفضين والمنتفضات مع مئات ممن يطلق عليهم المغيبين أي الذين اختطفوا لأنهم مقاومين دون علم المؤسسات الرسمية.

_لذلك فان الجماعات التي تدعي مقاومة الامريكان في العراق هي مقاومة مزيفة وطائفية وعميلة لايران لأنها لم تستطع حتى الآن القضاء على ما يسمى عصابات داعش التي تتجول في المحافظات الشرقية لانها لا تريد اصلا انهاءها لانها التي ساهمت بخلقها منذ عام 2008لتحطيم المحافظات التي فيهاثقل بشري من المسلمين الذين يدينون بالمهذهب الحنفي وليس الصفوي القومي الايراني الذي هو ليس مذهب الأمام جعفر الصادق الذي تدين به المرجعيات الكبرى في العراق..

7. مقاومة الامريكان عام 2003 في العراق تختلف عن مقاومتهم عن 2021. في المرحلة الاولى كان هدف الامريكان إسقاط النظام لصالح اسرائيل وايران بالدرجة الأولى. اما هدف وجودها الآن هو حماية النظام العراقي من الغزو الايراني.

8.الأصوات التي تنعق بخروج الامريكان من العراق الان يخدم ايران حصرا. إذ لو كانت هذه الأصوات وطنية حقا لحققت مصالحة وطنية واخرجت المعتقلين الابرياء وساهمت بكشف المفسدين وامنت بانتخابات حرة ونزيهة. ودخلت في المؤسسات العسكرية ولا تعمل كعصاة خارجين عن القانون وامريىهم خميني وليس السيستاني.

د.حسن الزيدي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى