مقالات

الناتج المحلي الأجمالي ،،خليط الندم

#الشبكة_مباشر_بغداد_د. نـمـيـر نـجـيب نـعـوم

لكل اقتصاد ميزاته وخصائصه التي يستند عليها،،ولكل اقتصاد شكله وهويته وصفاته في القوة والضعف،،وكثيرا مايتم اعتبار الدول قوية وضعيفة قياسا بما تحتضنه من سياسات واذرع اقتصادية تتمكن من خلالها توظيف مالديها من موارد في سبيل تقوية النسيج الاقتصادي للبلد وجعله سلاحا تتباهى به امام الاخرين .
الاقتصاد ببساطة هو تفاعل اجتماعي يعمل على اقتراح الممارسات والنظريات والمفاهيم من اجل اجراء التغييرات المادية في الموارد المحدودة واستغلالها واستثمارها وادارتها بطريقة تحقق اشباع المنتفعين من الافراد والمنظومات البشرية المحلية والدولية، ولهذا تعددت تسميات الاقتصاد فمنها ماهو كلي الذي يتم ادارته وقياس مدى نجاحه من قبل الدول،وهناك اقتصاد جزئي على مستوى قطاعات العمل على ان لاتتقاطع مع اهداف الاقتصاد الكلي لان كليهما يعمل من اجل تحقيق هدف واحد هو استثمار الموارد وتطويرها لتحقيق رفاهية افضل،مع الاخذ بالاعتبار وجود افتراضات وتوقعات لما سيجلبه المستقبل من احداث ومفاجئات.
وهناك تؤمة بين مايعرف بالسياسة مع الاقتصاد ،والاقتصاد الناجح هو الذي يعمل على ترجمة المصالح السياسية للبلد ضمن الأطر الاقتصادية لكي يعمل الاثنان معا من اجل هدف ومصلحة واحدة للبلد وشعبه.
وكثيرا مانسمع عن دول متقدمة اقتصاديا تقوم بالسيطرة على دول ضعيفة وتتدخل في شؤونها لكي تضمن القوية بقاء الواقع السياسي المرير للدول الضعيفة ، مع الاشارة الى ان الدول الضعيفة اقتصاديا هي ليست ضعيفة بمواردها بل ضعيفة بالنخبة السياسية التي تجني ثمار الموارد وتترك القطاعات الاقتصادية تزحف وليس من ينقذها.
ولعل اهم مقاييس تطور اقتصاد اي بلد هو الناتج المحلي الاجمالي وهو مؤشر لقياس حجم الانتاج المحلي وفقا لاسعار سنة محددة،حيث تعتبر هذه الاسعار كمقياس للمقارنة بين السنوات.
مايميز اقتصادنا انه يرتكز على ثلاث اسس رئيسية وكثيرا مانسمع عنها في الفضائيات والدراسات والصحف،وهذه الاسس يمكن اختصارها بكلمة ( الندم ) وماتوحيه هذه الكلمة من مأسي واحزان وأحاسيس نتيجة لارتكاب الأخطاء.ولعل اول مانبدأ به ونسمعه هو الاخبار عن النفط وصادراته ولاشأن لنا سوى بهذه الثروة ،كم صدرنا من براميل وماهي الدول التي تستلم نفطنا وماهي اطنان الغازات المصاحبة والتي يتم حرقها وماهي اسعار نفطنا قياسا بنفوط غيرنا،فالنفط هو سر حياة الاقتصاد العراقي ،فلا نسمع عن تصدير منتجات زراعية او صناعية او تكنولوجية نتباهى بها ، فقط نتباهى باستيرادها وبعيدين عن استثمارها غير مدركين لخطورتها اذا ماشح النفط.
ثم الترويج الثاني الذي يصلنا باستمرار هو اسعار الدولار وتداوله ومتى سينخفض وهل سيرتفع،بحيث ان جميع افراد الشعب باتوا اخصائيين بالدولار، من سائق التاكسي الى صاحب محل بيع الخضروات ، فكل تعاملاتنا هي لمنتجات دولارية ولاشأن لنا بالدينار العراقي الاصيل، وما نخشاه عندما نقوم يوما بمساعدة احد الفقراء بالدينار ويتذمر من ذلك لانه يقيسه بسعر الدولار.
والترويج الثالث الذي نتفاخر به في نشراتنا الاخبارية الاقتصادية هو مزاد العملة ومانسمعه من ملايين الدولارات التي تصل الى مئات الملايين الدولارية في الجلسة الدولارية الروحية الواحدة ، والتي تتم عبر صفقات لايعلم بها الا المنظرين وعباقرة الاقتصاد ،،ملايين دولاية تذهب لدعم الاعتمادات المستندية لاستيراد المواد والمنتجات التي يعيش عليها العراقي،فاقتصادنا مبني على الأستيراد ،وتجارتنا ذات مسار واحد هو الاستيراد وليذهب التصدير ( ماعدا النفط ) الى جهنم وبئس المصير.
واخيرا نقول لماذا اقتصادنا عليه الندم ،،لانه يتألف من ن ( نفط ) ، د ( دولار ) ، م ( مزاد العملة ) ،، وهو ماتم توضيحه.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى