تكلم حتى أراك.. لغة الإشارة والتواصل مع الآخر
#الشبكة_مباشر_القاهرة_كتب أحمد الكومي
ذكرت الدكتورة/ يسرا شعبان بكلية الحقوق جامعة عين شمس، بأنها سئلت ذات مرة عن مدى سعيها وإصرارها لتعلم لغة الإشارة، فكانت إجابتها في منتهى البداهة والتلقائية وهي التواصل مع الآخر، مضيفة بأن هذه الفكرة بالنسبة لها أولاً، هي جزء من فكرة “تقبل الآخر” والتي تسعد أن تحظى بقدر كبير منها، وأنها تولدت لديها بفطرة التكييف مع الآخر وقبولها، كما هو ثم تم ثقلتها تجربة سفرها وذلك مع الوقت عندما عاشت في أوروبا وفتحت أمامها عوالم وآفاق كثيرة بها أناس من كل الجنسيات، الثقافات، الأعراق وخلافه.
وأضافت الدكتورة/ يسرا شعبان، أن فكرة التواصل مع الآخر أياً كان لغته هي بالنسبة لها التعرف على ثقافة جديدة، تكسر الحاجز النفسي المبدئي الذي يكون بين الأشخاص، وتساعد المتحاورين على إيجاد أرض نقاش مشترك بل وأكثر من ذلك يكون الحوار مثل رحلة سفر بعيدة لإستقصاء ثقافة الآخر ومعايشته والذهاب معه أينما وكيفما يتحدث، منوهه بأنها لا تتصور البتة وجود شخص أمامها دون قدرتها على محاورته بلغته التي يفهمها أو ثقافته التي يعهدها.
وأشارت يسرا شعبان، بأنها حين كانت في ألمانيا، فكانت تتحدث الانجليزية بطلاقة وتتعامل معهم دون أية صعوبة، لكنها آثرت أيضاً تعلم بعض مبادئ اللغة الألمانية، وإن كانت لم تحصل منها إلا على بعض المستويات، بعض الكورسات، وذلك بهدف فتح حوار مع الآخر بلغته وإندماجها مع الآخر على قدم وقدر من العلم والمساواة.
وذكرت شعبان، بأن يرجع الفضل في ذلك خصوصاً في تعلم اللغات عموماً إلى أمها، والتي وجهت نظرها منذ نمولة أظافرها إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي يقول “خاطبوا الناس على قدر عقولهم”، وكذلك مقولة “من تعلَّم لُغة قوم، أمِن مكرهم”، وكان لذلك أثر كبير في حياتها من ناحية تقبل ثقافة الآخر بل وإنتاجها، تعلم الفرنسية والإنجليزية والإسبانية. فقد حرصت أمي على تعليمنا أفضل ما يكون وخلق بيئة راقية للعيش والتعايش.
ووجهت الدكتورة يسرا شعبان، لتقديم نصيحه وذلك على قدر تجارب حياتها البسيطة،خصوصاً الطلاب والذين تسعد بمقابلتهم والتدريس لهم، هو تعلم الللغات، وليس فقط اللغات الكلاسيكية بمعناها المفهوم، بل أيضاً تعلم لغة الإشارة، تعلم لغة التكنولوجيا، تعلم كل لغة تسمح لك بالتخاطب مع الآخر، والذهاب إلى ثقافته دون حرج، من أجل خلق أرض مشتركة common floor كما يقال بالانجليزية، وأن اللغات بوابة ونافذة على الآخر، تجعلك تكتشف ما قد يكون غائب عنك، والألذ أن يكون بلغته الأصلية.