( رسالة …الى جميع الذين خانوا وطنهم في هذا الظرف الصعب .. الذي يمر به العراق ) عن سعاد خيري رمز الأصالة العراقية
د كاظم المقدادي اعلامي و أكاديمي عراقي
سعاد خيري / اصالة عراقية
استمتعت باللقاء الذي اجراه الزميل عامر ابراهيم على قناة الشرقية .. مع كاتبة كبيرة و مثقفة عراقية يهودية .. ووطنية من طراز خاص .
حكم عليها بالسجن لمدة عشرين سنة ، واطلق سراحها بعد ثورة 14 تموز سنة 1958 .
اجدادها القدامى .. من بقايا يهود بابل الذين تم اسرهم .. وجيء بهم الى العراق في زمن الملك البابلي نبوخذنصر .. بعدها تنقلوا بين الناصرية والبصرة .. واستقروا اخيرا بمدينة العمارة .
لم اسمع حديثا شجيا عن مدينة العمارة مثلما سمعته من هذه السيدة العراقية الفاضلة .. ولم اسمع كلاما مؤثرا عن تاريخ العراق والتعلق به.. تاريخا ، وحضارة ، و حياة ومجتمعا .. مثلما سمعته من هذه الانسانة الراقية اللماحة الذكية.
عندما… طلب منها الهجرة مع الاف اليهود الذين غادروا العراق بداية الخمسينيات .. انبثق حبها البغدادي ،، واشهرت اسلامها وتخلت عن ديانتها .. من اجل البقاء في العراق .
يقترب عمرها من المائة عام .. ومازالت تتمتع بذاكرة متقدة .. و مشاعر يقظة.. وحنجرة حاضرة .. تارة تطلق اروع الافكار ، وتارة تسرح في ذكرياتها ، وتجمع شجونها .. وتغني لشبابها .. ثم تستمر بقص اجمل القصص .. عن بغداد وازقتها ومحلاتها وجمالها .
اول امرأة عراقية تنظم الى الحزب الشيوعي العراقي .. والى مجموعة ( العصبة ) التي وقفت بالضد من الحركة الصهيونية .. وخطرها على اليهود والعرب والعالم .
وعلى الرغم .. من انها بلغت من العمر عتيا .. فهي كما تقول :
نحتاج الى عقول الاطفال الذين يحملون الكوميوتر لكي نجدد افكارنا .
سعاد خيري .. تقول / اتعجب من الذين يقولون ان العراق قد انتهى .. فالعراق الذي اهتدى الى الكتابة واوصلها الى الكون .. وصنع العجلة ، لا يمكن ان ينتهي .. انه ينظر دائما الى السماء .. الى الاعلى .. وليس هناك من افق يحد العراق .
هذه العراقية الاصيلة التي تعيش في اواخر عمرها في السويد ، يجب ان تكرم .. وتوجه لها الدعوة من قبل وزارة الثقافة والسياحة والاثار .. ويحتفى بها في بغداد والعمارة .. فهي تعادل المصرية نوال السعداوي .. في افكارها وثقافتها وطروحاتها و وطنيتها المتجذرة .
سعاد خيري تقول للذين يعتقدون ان العراق قد انتهى ..
لا تخافوا على العراق .. ًمهما جار عليه الزمان .. انه يولد باستمرار