ردا على كل المرجفين و المشككين:لم يكن السنوار مخطئآ بقرار طوفان الأقصى!!
#الشبكة_مباشر_بغداد_سماك العبوشي
بادئ ذي بدء … رحم الله المجاهد والمرابط والشهيد بإذن الله تعالى يحيى السنوار الذي سقط في ساحات الجهاد في غزة، مقبلا غير مدبر، بكامل قيافته العسكرية ومتمنطقا جعبة رصاصاته.
هذا أولا …
ردً على أصوات المطبعين، والمرجفين والمهزوزين، ولجعل ردي هذا جهادا بالكلمة في زمن عُهر وانحطاط عربي قل نظيره، فهذا يستوجب مني أن أجعل مقالي هذا بمحورين اثنين لتكتمل أركان وصورة الرد، أحدهما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية داخل مدن وقرى الضفة الغربية، وتحديدا ما ورد من اعترافات صريحة على لسان إيهود أولمرت (رئيس وزراء إسرائيل الأسبق)، وما جاء بمقالات لكتاب إسرائيليين تحدثوا فيها عن الأسباب الحقيقية لحدوث طوفان الأقصى، وإقرارهم بصريح العبارة وبمنتهى الوضوح أنها جاءت ضربة استباقية من قيادة حركة حماس وذلك لإجهاض مشاريع إسرائيلية تتعلق بتفريغ الأرض الفلسطينية (غزة والضفة) من سكانها كمرحلة أولى، ولتعطيل وإرجاء سعي إسرائيل لتحقيق حلم (إسرائيل الكبرى)، أما المحور الآخر فهو يتعلق بالشأن العربي، بشقيه، ما قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى، وما رافقها، وما تلاها من مواقف وأحداث جسام!!.
أولا … المحور الإسرائيلي:
لقد صدق المثل العربي القائل: (الحق ما شهد به الأعداء)، ومن هذا المنطلق فإنني سأقتبس مما ورد على لسان سياسيين إسرائيليين وما جاء بمقالات لكتاب إسرائيليين لتوضيح ملابسات وأسباب انطلاق عملية طوفان الأقصى، وذلك للطم أفواه المرجفين والمطبعين والمهزوزين والمنافقين، وكما يلي:
1- يوضح إيهود أولمرت بأن هناك هدفين للثنائي المتطرف (بن غفير وبتسلئيل سموتريتش) قد سبق أحداث 7 أكتوبر قد سعيا لتنفيذهما، يتمثلان بالتالي وأقتبس نصا: (الهدف الأعلى للثنائي بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هو الحرب على الضفة الغربية، وعلى حرم المسجد الأقصى)، أما “الهدف النهائي”، فهو بحسب كلامه وأقتبسه نصا: ( “تطهير” الضفة الغربية من سكانها من الفلسطينيين، و”تطهير” المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، وضم المناطق الفلسطينية إلى دولة إسرائيل)، ويقول في فقرة أخرى وأقتبسها: (سيطر هذا الثنائي على الحكومة الإسرائيلية وجعل رئيسها خادما له)… انتهى الاقتباس.
2- وعن ممارسات الفاشي المتطرف بن غفير في المسجد الأقصى وباحاته، فلقد كتب (عاموس هرئيل) في “هاآرتس” بتاريخ 23 شباط 2024 مقالا وأقتبس نصا: (يبدو أن سلوك بن غفير في حرم المسجد الأقصى خلال الأشهر التي سبقت الحرب الحالية شكل ذريعة لشن “حماس” هجومها)… انتهى الاقتباس.
فأي اعتراف صريح هذا!!؟
وأي لطمة على أفواه المرجفين من أبناء جلدتنا!!؟
3- وبذات الموضوع، وبشكل أكثر وضوحا، فقد كتب (نداف إيال) في “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 23 شباط 2024، مقالا أقتبس الفقرة التالية نصا لأهميتها: (في مجتمع الأجهزة الاستخباراتية، تظهر الصورة واضحة بشأن الأسباب التي دفعت يحيى السنوار و”حماس” إلى 7 أكتوبر، والأمور التي سأكتبها لا تعتمد على تقديرات أو نقاشات، بل على معلومات استخباراتية جرى الحصول عليها خلال الحرب، وفككت رموزها)، ثم يسترسل فيقول وأقتبس: (أحيانا، تظهر خلافات في وجهات النظر بين الشاباك وبين أجهزة الاستخبارات، لكن، تحديدا، الرؤية بشأن موقف السنوار ودوافعه كانت متطابقة إلى حد كبير)… انتهى الاقتباس.
ثم ورد في ذات المقال ما يلي واقتبسه نصا: ( لم يُقنع السنوار والمقربون منه أنفسهم بأن الوضع القائم في خطر، بل إن من أقنعهم هو بن غفير وسموتريتش، كما أن تساهل نتنياهو معهما هو الذى أقنعهم، وهم ببساطة، لم يقنعوا أنفسهم، بل كانوا على حق. وبعكس إسرائيل، فإن تقديرهم لنيات العدو صحيح ودقيق، وله أساس من الصحة)…. انتهى الاقتباس.
فأي اعتراف صريح هذا!!؟
وأي لطمة على أفواه المرجفين من أبناء جلدتنا!!؟
مما سبق ذكره، وسواء ما جاء على لسان ايهود أولمرت، وما ورد في مقالَيّ الكاتبين الإسرائيليين آنفيّ الذكر، نستشف يقينا بإن أيديولوجيا هذا الثنائي الفاشي (سموترتش وبن غفير) لم تولد من العدم بعد 7 أكتوبر، ولم تكن ردة فعل أو انعكاسا لها، وإنما سبقت 7 أكتوبر بأشهر طويلة كما ظهر لنا في مقالات الإسرائيليين أنفسهم!!
ومن الجدير بالذكر، فأن تلك المشاريع والمخططات الإسرائيلية، التي سبقت أو التي تلت 7 أكتوبر، لا تشمل رؤية وتطلعات النتن ياهو وحكومته وائتلافه الحاكم فحسب، بل وتشمل أيضا الساسة المعارضين للنتن ياهو، ولا أغالي أبدا لو أنني قلت، بل وتشمل عموم مواطني دولة الاحتلال!!.
ومن هذا المنطلق يتضح لنا بأن السنوار لم يكن مخطئا أبدا، كما ولم يتهور حين خطط ونفذ عملية الطوفان الأقصى وفي ها التوقيت بالذات، بل جاءت ضربة وقائية لما يجري من ممارسات إسرائيلية في الضفة والقدس أولا، كما وجاءت ضربة استباقية لما كان يخطط له الثنائي المتطرف (سموترتش وبن غفير) بمعية ومساندة النتن ياهو وبمباركة أمريكية ثانيا!!
ثانيا … المحور العربي:
لا يخفى على أحد حقيقة أن قضية فلسطين كانت وإلى وقت قريب رمزا للوحدة العربية، وهدفا قوميا ساميا لإنصاف شعبها المظلوم، ولكن، ومع مرور السنوات، تغيّر المشهد وتبدّلت المواقف، فمن العجز الجلي للأنظمة العربية، التي تركت القضية خلف ظهورها، إلى العجز التام للشعوب التي باتت صامتة، الى مرحلة التطبيع مع إسرائيل، الى سعي حكومات الاحتلال الإسرائيلية – بعد اتفاقيات وهم وسراب ما يُسمى جزافا وكذبا بـ (السلام مع إسرائيل) – لاستكمال السيطرة والهيمنة على كامل ارض فلسطين، فاتسع الاستيطان في مدن وقرى الضفة، وازدادت وتائر عمليات تهويد مدينة القدس، في ظل صمت عربي مريب!!
ومن هنا جاء انطلاق عنفوان طوفان الأقصى ليأتي ردا على ما سبق ذكره!!
تلك لعمري كانت مقدمة لمرحلة ما قبل طوفان الأقصى، وردا على ما صدر من إعلاميين ووعاظ سلاطين منافقين، وما نشرته قنوات فضائية (عربية) من اتهامات بأن السنوار كان قد (أخطأ التقدير) في عملية طوفان الأقصى، فأقول ما يلي:
إذا كان (المجاهد المرابط الشهيد بإذن الله تعالى) السنوار قد أخطأ التقدير، فإنه قد أخطأ حين أحسن الظن بأنظمة وشعوب عربية اعتقد بأنها لن تقف مكتوفة الايدي إزاء عدوان الاحتلال على أبناء جلدتهم في غزة، وأنها ستهب خلال ساعات أو أيام لنُصرته ودعم موقفه ذاك الذي ما اتخذه إلا من أجل إجهاض مشاريع إسرائيل داخل فلسطين أولا، ولرد الاعتبار ورفع شأن الأمة المُهانة والمشلولة!!
لقد تخلت الأنظمة العربية بكاملها (سواء المطبعة منها، أو تلك التي كانت تنتظر بفارغ من الصبر فرصة للتطبيع، أو أنظمة مرجفة مهزوزة)، أقول لقد تخلت جميعها عن أداء دورها القومي والشرعي في رد العدوان الوحشي على غزة، ولم يكن الامر مقتصرا على سلبية هذه الأنظمة تجاه ما جرى، بل وأخذت شكل الشواهد التالية:
1- سارعت بعض هذه الأنظمة الى تقديم العون والمساعدة لدولة الاحتلال بقوافل غذائية، فيما سارع نظام بعينه لغلق معبره وتشديد الخناق على أبناء غزة، وسلّم (ممر فيلادلفيا) بالكامل وبطيب خاطر ليصبح تحت سيطرة دولة الاحتلال، متخليا عن سيادته الوطنية وما يرفعه من شعار (الأمن القومي وضرورة حمايته)!!
2- لم تهدد الأنظمة العربية المطبعة العدو أو تلوح له بقطع علاقاتها الدبلوماسية معه، أو على أقل تقدير بالتلويح بسحب سفرائها أو طرد سفراء العدو من عواصمها، تأسيا بما فعلته (كولومبيا وتشيلي وبوليفيا وجنوب أفريقيا) على سبيل المثال لا الحصر، مما أعطى للعدو إشارة واضحة بعدم اكتراث أنظمتنا العربية بما يجري من جرائم في غزة، وعدم ممانعتها بالتالي على ما تقترفه دولة الاحتلال من جرائم وحشية هناك!!
3- إنغماس وتهافت الأنظمة العربية وتبني ترديد الأسطوانة الامريكية المشروخة حول أهمية وحتمية إتمام عملية السلام الآن، وضرورة حل الدولتين، وأهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى أبناء غزة!!
4 – قيام بعض المتفيقهين من المثقفين ووعاظ السلاطين التابعين لهذه الأنظمة العربية بكيل الاتهامات وإلقاء مسؤولية ما يجري في غزة على قادة حماس في محاولة منهم لطمس الحقيقة، ولإبعاد وتناسي حقيقة أسباب حدوث الطوفان وممارسات العدو الوحشية في أرض فلسطين!!.
5- أما الحديث عن جامعة الدول العربية العاجزة والمتفرجة، فذاك لعمري حديث ذو شجون، حيث لم تعقد قمة عربية الا لمرة واحدة بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت شعار “وقف العدوان على الشعب الفلسطيني”، ثم انزوت جامعة الدول العربية وتقوقع دورها إلا من تصريحات خجولة، واختفت عن المشهد تماما، فيما استمر العدوان الآثم والوحشي على غزة العزة، وبعدها جنوب لبنان وصولا الى بيروت، ونزولا الى اليمن!!
والحديث يطول ويطول، وما ذكرته عن المشهد العربي هو غيض بسيط ونزر يسير من فيض الحقيقة المأساوية لوضعنا العربي المتهالك المتردي، ولهذا كله تغوّل العدو وتشيطن ونفذ عمليات إبادة جماعية بحق أبناء غزة يندى لها الجبين!!
ختاما أقتبس عبارة استهوتني تقول: إن اسم «طوفان الأقصى» يعكس هدفا حقيقيا لهجوم 7 أكتوبر، والناجم عن تخوف حقيقي من أن مصالح المسلمين في المسجد الأقصى في خطر!!
ولا نامت أعين الجبناء.
قال تعالى في محكم آياته في سورة التوبة:
“فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)”.
سماك العبوشي
العراق 20 أكتوبر / تشرين أول / 2024