الاعلام وزاوية الحق
د.فوزي الكناني
الاعلام في كل بقاع الارض يتلاعب ويسلط الاضواء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو المذهبية أو الجهوية أو المنفعه المادية وليس من زاوية الحق سواء كان له أم عليه ، الاعلام على وجه الارض وبكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار 24 ساعة في مشارق الارض ومغاربها ترينا المشهد من زاويتها هي فقط لكن الحقيقه شيء آخر …
فأعطيكم مثلا على ذلك: كلنا نعرف وشاهدنا وسمعنى غرق سفينة التيتانك آر إم إس. وهي في أول رحلاتها عبر المحيط الاطلسي والتي كان على متنها تقريبا 2230 شخصا تم أنقاذ 706 شخص فقط هذا يعني أن 1524 شخصا لقوا حتفهم .
في أحداث الفلم للمخرج جيمس كاميرون الذي أستلهم أحداث الفلم من حطام السفينه الذي فتنه حث ذكر يجب أن يكون هناك قصة حب تتخلل أحداث الفلم وأظهار الكارثة ..مات تقريبا أغلب الناس بسبب الغرق بينما مات بطل الفلم بعد ساعات بسبب برودة الماء وليس الغرق . أغلب من شاهد هذا الفلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفلم يغرقون بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفلم هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق :
لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل بحيث كان لص (ومدمن خمر ولاعب قمار ) ولم تتعاطف مع المئات من النساء والاطفال والشيوخ الذين ظهروا وهم يغرقون في الفلم ؟ الجواب أستطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط وكأنهما الوجدان على متن السفينة وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهم وتتناسى الاطفال والنساء والشيوخ الذين غرقوا من حوله وكأن لاوجود لهم .
