مقالات

رسالة لرئيس التحرير من دبلوماسي سامرائي سابق عن ندوة سامراء الحالية

#الشبكة_مباشر_كولارادو_ الدبلوماسي دريد السامرائي

الأستاذ الدكتور عصام البدري رئيس التحرير و مدير جلسات الندوة الدولية حول سامراء عاصمة الحضارة الواقع و الطموح المنعقدة حاليآ
تحية تقدير و احترام

نبارك لكم جهودكم في إبراز المكانة التاريخية لمدينة سامراء( سر من رأى )عاصمة الدولة العباسية في زمن الخليفة العباسي المعتصم بالله .. حاضرها المؤسف ومستقبلها المجهول .
من السهل إبراز واقعها الحضاري, والتاريخي , فقد كتب الكثير عن ذلك.ومن السهل وضع الحلول على الورق ( الممكن منها وغير المكن ) والتي لا تشكل فيالغالب أكثر من طموح وآمال وتطلعات رجال مخلصين.. صادقين..مؤمنين ببلدهم ..تاريخه .. حضارته.. ثقافته ..وقدرات إنسانه .
أوجز حتى الموجز لأدخل في صلب ما أنوي الحديث عنه ..إن كان لي الحق في الحديث, وكلي ثقة أنكم لا تغفلون ذلك .نعرف , ونؤمن جميعا بأن تاريخ سامراء تاريخ مشرف وحافل بكل ما يتشرف به أبناء سامراء – أبناء العروبة الأصلاء -.
المشكلة ليس في إظهار صورة الماضي رغم ضرورة إبراز جوانبه المشرقة والمشرفة .ولكن ما يشغل المواطن إن كان في سامراء .. أم على إمتداد العراق – البلد المحتل – أوعلى إمتداد الوطن العربي , هو حاضرها .. والذي هو جزء من حاضر العراق –المستباح المؤسف والمؤلم -.
إن الواقع لا يمكنه أن يغفل أن سامراء هي الآن مدينة محتلة من قبل أناس طارئين عليها من غير أهلها , عملاء لدولة عدوة للعراق ولشعب العراق ولكل ما هو عربي , وجرى ذلك في غفلة من الزمن , منذ أن دنس أرضها الفارسي المجوسي الجنرال المقبورقاسم سليماني بعد تفجير مرقدي – علي الهادي والحسن العسكري – بمخطط قذر, وعملية مرسومة الأهداف, أعقبها مباشرة في نفس يوم الحادث , إغتيال الصحفية الشهيدةأطوارالسامرائي – بيد المجرم قاسم سليماني , واستيلائه على أشرطة المعلومات التي توفرت لديها عن الحادث والتي تفضح فيها كل أسرار الحادث ومنفذيه .وتعرض أهاليمدينة سامراء لممارسات دنيئة , من إغتيالات ..وإعتقالات ..وتهجير.. ومصادرةممتلكات المواطنين المحيطة بالمرقدين , وتحويل إدارة المرقدين إلى الوقف الشيعي بعد إدارتها من قبل الوقف السني لقرون عديدة , وهذا هو الغرض الأساس لعملية التفجير,واتهام أهالي سامراء بانهم غير جديرين بحماية مراقدهم .وأعقب ذلك إستيلاء ما يسمىبسرايا السلام على المدينة وهي من أبرز الميليشيات التابعة لجيش المهدي وقائدها المجرم مقتدى الصدر .
في وضع كهذا والبلد يأتمر ويدار من قبل عملاء ولاية ( اللافقيه ) في إيران الفارسية , وميليشيات الأحزاب العراقية الولائية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني , فإن كل مقترحاتتطوير سامراء وجعلها تليق بمكانتها التاريخية والحضارية والثقافية والإنسانيةلا يمكن تحقبقها إلا وفق رغبات وأهداف وتطلعات إيران وأتباعها ورجالها العملاء فيالعراق .
أهل سامراء يبحثون عن أصوات تعلو من أجل تحرير مدينتهم من الوباء الطائفي الذي إستباحها , لتعود لها عافيتها ونظارتها في طروف طبيعية .. وتعود لتسر الناظرين ..
ويعود لها إسمها الحقيقي -سُرَ من رأى – وليس – ساء من رأى – . ولكن سامراء لن تتحررإلا بتحرير العراق كاملا من الدنس الفارسي وعملاءه , عندها سيكون العراق بيدأبنائه , وتعود سامراء إلى أهلها بسلام , عندها سنحتفل بإعادة سامراء إلى مكانتها التي تليق بها وبتاريخا وأمجادها السابقة .
ولكن هل سيحدث هذا في زمن العهر الذي أطلقوا عليه ” العراق الجديد “.
وهل سيحدث هذا في زمن العار العربي المستديم .. منذ أن خفت صوت صهيل الخيل وأغمدت سيوف كانت تتكلم بعد آخر صيحة لمقاتل عربي , يلبي نداء حواء مستصرخةضمبره العربي , مجيبا : ” لبيكِ .. لبيكِ ” .
السيف مغمد .. ينتظر قبضة جديدة يليق بها أن تسل السيف من غمده , وتزيل الصدأ الذي علق بحده .. شوق السيف إلى معتصم جديد يلبي النداءات المستباحة في أكثر من عمورية .
دريد السامرائي
كولارادو-الولاايات المتحدة الأمريكية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى