حب الوطن هو البوصلة التي تنيرالطريق لاهل الاوطان
د. فوزي الكناني
كثيرون تشدقوا بحب الوطن وهم ليسوا كذلك على أرض واقع وطن …فلاتنخدعوا بنظرات الحنين الزائفة في وجه من يتظاهر بالوطنية وهو غير ذلك هكذا قال أبو الادب الامريكي (مارك توين) وهكذا عبر عن حبه للوطن..أن حب الفرد لبلده أمر فطرت عليه النفس البشرية وأن دفاع الفرد عن بلده أمر يدعو له الاسلام فقد جعل الجهاد فرض عين على اهل البلد من الرجال والنساء قال تعالى( وما لنا لانقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا ) .
وحب الوطن ليست مجرد كلمة تكتب بل هي شعور يتدفق تجاه الوطن بالحب والولاء والانتماء.وهناك من تخاذل في حب الوطن وابحر في خلق الاوهام والاعذار وهو مكشوف بل مخطيء بائس …وهناك وطنيون حقيقيون يتنفسون حب الوطن ويعيشون على امجاده لكنهم منفعلون ثائرون لا يقيمون للعقل والمنطق مكانا بين مشاعرهم المخلصه السخية ..
التعبير السائد عن حب الوطن مفهوم ناشيء من العمق الحقيقي للتفاني من أجله لتنشأ العاطفة التي تلهم المواطن بما ينبغي له أن يقدمه لوطنه في كل المجالات ثم تتكون حالة الانتماء القصوى التي تجعل الفرد على استعداد كامل للتضحية من اجل الوطن ومن اجل المجتمع ورقيه تحدها المصلحة العامة بمنأى عن شخصنة الوطن ..
فحب الوطن فطرة الله التي فطر الناس جميعا عليها لا تبديل لخلق الله…وأحب الاشياء الى النفوس وأقربها الى الافئدة هي الاوطان.
فحب الوطن ليس تعبيرات رمزية لحظية أو شعارات وصورا واعلاما تبرز في يوم من ايام السنة أو عبر يوم أجازة رسمية أو برنامجا إذاعيا مدرسيا أو أخباريا بل هو ثورة ذاتية ملتهبه في النفس تصدر من عمق الارض ورحمها فترسل أشعة نورها الى القلب فتحرك حرارتها الاعضاء وتنير أمامها سبل الحياة تلك الوطنية والوطن المصطلح الرائج بين الامم والحضارات والشعوب على أختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم يتغنون نشيده يمجدون تاريخه وأمجاده ويصطبغون بلون ترابه وطهره يرسمون بسمة فخر ونشوة فرح وأعتزاز يحتم علينا تفهمه وإرضاعه للاجيال القادمة. فالواجب الديني يفرض على الجميع الحفاظ على أمنه وأستقراره وماله وثرواته والوفاء له وصيانة مقدراتة .والاسلام حرص على تكريس حب الوطن هذا الحب هو البوصلة التي تنير الطريق لأهل الأوطان لبناء أوطانهم وأعمارها والدفاع عنها.
بقى علينا نحن أن نسعى بعطائنا وإخلاصنا الى التغيير بأيمان ثابت وبمقتضى الروح والعلم والعمل لحاضر الوطن ومكتسباته .