كارثة بلجيكا و الإدارة الناجحة للأزمة لحكومة الشباب فيها و بدون لجان تذكر
#الشبكة_مباشر_لييج_د. عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير
تحل هذه الأيام كارثة في بلجيكا مع بعض الدول الأوروبية بفيضانات غير مسبوقة لم تشهدها بلجيكا و آوروبا منذ الحرب العالمية الثانية فقد غطت مياه الأمطار مناطق واسعة في الأقليم الفرنسي
المسمى الوالوني و الأقليم الألماني القريب من ألمانيا و هولندا و كانت كارثة حقيقية لم تمر بها بلجيكا منذ أكثر من عشرات السنين مخلفة وراها عشرات الموتى و المفقودين و الآف المشردين ومنازل و أراضي واسعة غمرتها المياه و لآ زالت مستمرة.
أصبحت مقاطعة لييج و نامور بأكملها منكوبة و في حالة تأهب واسعة للفيضانات الأخرى المحتملة ، أي المرحلة الحمراء “الحرجة”
(وجزء كبير من تلك الموجودة في لوكسمبورغ و نامور والون برابانت)
كما تشير إلى ذلك المديرية التشغيلية العامة لممرات والون المائية على موقعها على الإنترنت.
وذكرت سلطات مقاطعة لييج أن نهر لاموس قد يفيض في أي وقت و ذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت جنوب البلاد وارتفاع منسوب المياه في سد جزيرة مونسين.
وتقوم القائمة بأعمال حاكم مقاطعة لييج ، كاثرين ديلكورت ورئيس بلدية لييج ويلي ديميير بتقديم المشورة للسكان و التجار في المناطق الواقعة على ضفاف النهر لاتخاذ تدابير وقائية مثل إفراغ الأقبية وتوفير مواد مقاومة للماء للنوافذ أو حتى معدات الرفع.
و جرت تعزيزات قوية على أرض الواقع بأشراف وزيرة الدفاع الجميلة و بدون رتبة عسكرية قط و لم تخدم بمؤسسة عسكرية من قبل و هي البطلة لودفين ديدوندير.
و قوات الشرطة بكافة تجهيزاتها بإشراف البطلة وزيرة الداخلية الجميلة أنيليس فيرليندن التين لم تحمل بحياتها سلاح شخصي و أنهما رياضيات من الدرجة الأولى.
و أجهزة وزارة الصحة بأشراف الطبيب البطل فرانك فاندنبروك نائب رئيس الوزراء وزير الصحة
و هم الذين يذهبون للدوام بدراجات هوائية لم يغيروها منذ أن أصبحوا وزراء.
خلال الليل من الأربعاء إلى الخميس الى الجمعة الكل عمل باتقان و حرص نادر بأشراف ووجود على أرض الواقع الملك و الملكة شخصيآ و رئيس الوزراء و جميع أعضاء الحكومة الكل كخلايا نحل و بدون ضجة إعلامية و بأسناد من دول الاتحاد الأوروبي و خاصة الجارة فرنسا و النمسا و إيطاليا و ألمانيا و من باقي الأقاليم في بلجيكا حيث شارك طواقم من رجال إطفاء من أنتويربن لمساعدة مقاطعة لييج و من بينهم خمسة غواصين مع قوارب ومعدات إنقاذ ، يساعدون الجيش في إجلاء الأشخاص و العوائل من منازلهم أو تحديد أماكن المفقودين إذا لزم الأمر.
في صباح بداية الأزمة ، وصل فريقان من خدمات الإنقاذ “بيكاردي والونيا” كتعزيزات في منطقة لييج. كما أعلنوا عن جاهزيتهم بالفعل لتولي المسؤولية فورآ على الجانب الجنوبي من البلاد، أعلنت فرنسا و بدون طلب من الحكومة البلجيكية إرسالها مساعدات عاجلة ، فيما أشار وزير الداخلية “جيرالد دارمانين” والأمن المدني الفرنسي على تويتر إلى أنهما أرسلوا 40 فرد إنقاذ من وحدة الأمن المدني والتدخل السريع إلى مقاطعة لييج ، بالإضافة إلى طائرة هليكوبتر مع “اثنين من المنقذين و كذلك النمسا و إيطاليا.”
وأعلن عمدة لييج انه يتم حالياً تنظيم خدمات الحماية المدنية و الإنقاذ، كما تتم عمليات إنقاذ الأشخاص باستخدام القوارب على وجه الخصوص ، لكن الوضع الحالي يجعل عمليات الإنقاذ صعبة للغاية.
وأعلن مكتب المدعي العام أنه تم العثور على عشرات الجثث في مناطق مقاطعة لييج في جنوب البلاد.
و قد لقوا حتفهم جميعاً نتيجة هطول الأمطار الغزيرة التي تؤثر على المنطقة حاليًا ، ولكن لا يوجد وضوح حتى الآن بشأن هويات الضحايا أو الأماكن التي تم العثور فيها على رفاتهم.
و بحسب المدعي العام ، فإن إدارة الحماية المدنية هي المسؤولة عن التعرف على الضحايا.
لم نسمع بتشكيل لجان و لم نسمع بتسجيل حالات سرقة و نهب في البلاد بالرغم من وجود أكثر من 170 جنسية رسمية هنا في مدينتي لييج بالتحديد من مختلف دول العالم و من أديان و طوائف و مذاهب عديدة كلها كلها تعيش بأمن و آمان و مثل الساعة مجبرة أن تعيش.
و لم نسمع بتوجيهات و فتاوي من مراجع دينية بلجيكية أو تحركات لميليشيات و زعماء مافيات بل تضامن شعبي واسع من المواطنين و اللاجئين في أرض بلجيكا.
كل الأجراءآت تدار من شخصية شبابية هو رئيس الوزراء و الكل تعمل كالساعة و تسير حسب عقاربها بكل دقة و حرص على عبور بلجيكا هذه الأزمة بأقل الخسائر و أعادة البناء.
المشردون من منازلهم وضعوا في أماكن سكن مؤقتة و المتضررين كمنازل و سيارات و معدات لهم شركات التأمين التي هي مجبرة على تعويضهم حسب تسجيل كل شخص في بلجيكا و هو أجراء إجباري
و الذي تعرض لأزمة صحية فالمستشفيات و الطوارئ ملجئآ لهم و الذين تعرض لضغط نفسي هناك المختصين بالرعاية النفسية و الاجتماعية.
و هناك تلفونات طوارئ تعلن بصورة مستمرة في جميع وسائل الأعلام المرئية و المسموعة و وسائل الاتصال الاجتماعي تطالب المواطنين بضرورة الأتصال الفوري عند الحاجة أو لديهم معلومات تخص الأزمة الحالية.
و حملآت التطوع الفردية و الجمعيات المختلفة لتقديم العون للمحتاجين و من ضمنها منظمتنا المنظمة الأوروبية العربية للتبادل الثقافي و التي ستنظم حملة تبرع و خدمات بالتعاون مع عدد من المنظمات و الجمعيات الأوروبية.
و نتمنى لبلداننا التي تشهد الفوضى بالحرائق المفتعلة الإجرامية و حوادث التسيب المجتمعي و المافيات و ميليشيات القتل و الفساد و المرجعيات الطفيلية التي تعيش و تغذي المجتمع بالجهل المبرمج و في مقدمتها الجهل المقدس و لتذهب البلاد الى الجحيم و الشباب الضائع بأحلام زائفة و هذه الفئة بالذات في جميع المجتمعات في العالم تكون دائمآ عماد بناء المجتمعات في كل دول
العالم و لكن يقتلون بدم بارد فقط لكونهم يحلمون بمستقبل يليق بهم و بعوائلهم و بلدهم.
ياريت لو تعمم التجربة البلجيكية بإدارة الأزمة لبقية بلدان العالم و منها بلدي الحبيب العراق و للعلم فيها من التناقضات و الخلافات ربما تزيد عن الذي في بلداننا و لكن عند البناء و الدفاع و المستقبل يكونون متحدين و مصرين على النجاح و قبل أكثر من عشر سنوات منذ أن وصلت شخصيآ أرضها بقت بلجيكا سنة و خمسة شهور بدون حكومة نظرآ للخلافات السياسية و ربما العرقية أيضآ الموجودة و لكن بقت تستقبل اللاجئين من مختلف دول العالم و منهم أنا و هي في نفس الوقت مقر الاتحاد الأوروبي و مقر لاجتماعات قادة دول آوروبا و الحلف الأطلسي الناتو و لكنها دولة مؤسسات قبل كل شيء بالرغم من صغرها و بدون موارد فأن بها 7 مفاعل نووية و دولة صناعية و تجارية و زراعية و مصدرة من الدرجة الأولى و هي دولة علمانية من حيث الدستور و الحياة العملية و تحترم جميع الأديان و تكون بطبيعتها الدستورية على مسافة واحدة من الجميع منها تصلح أن تكون نموذج يحتذى به.
كل التمنيات لبلدي الثاني بلجيكا التي أتشرف بحملي جنسيتها و بلدي الأول العراق العظيم عراق الحضارات أن يكونا في مصاف الدول المتقدمة في العالم لأنهما أهلآ لها و أن يحفظهما من كل مكروه و الى الأمام.
د. عصام البدري-بروكسل
مؤسس و رئيس تحرير الشبكة مباشر
