أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفندولي

موسيقار بلجيكي من أصل عراقي يبتكر أول نظام موسيقي متعدد الأصوات و مهرجان أبو ظبي يدعمه

#الشبكة_مباشر_مونس

في دورته الثامنة عشرة وتحت شعار «المستقبل يبدأ الآن»، وضمن مبادرة منبر التأليف والتوثيق الموسيقي، يدعم مهرجان أبوظبي الباحث والمؤلف الموسيقي البلجيكي – العراقي، المتخصص في علوم الموسيقى الغربية والعربية قتيبة النعيمي، في ابتكاره أول نظام موسيقي متعدد الأصوات قابل للتطبيق على جميع السلالم الشرقية والعربية ذوات الدرجات الجزئية، مع المحافظة على هوية وغنى الموسيقى العربية.

وعبّرت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، عن اعتزاز المهرجان بدعم المؤلف الموسيقي المبدع قتيبة النعيمي في ابتكار المقام البوليفوني المتعدد الأصوات، كأول نظام موسيقي للمقام يعتمد الدرجة الجزئية من ثلاثة أرباع النغمة، إسهاماً في تقديم ابتكار موسيقي قابل للتطبيق على السلالم الموسيقية الغربية في الموسيقى الكلاسيكية. وقالت إنه ابتكار موسيقي محتفظ بهوية وغنى الموسيقى العربية، ترجمةً لرؤيتنا في ترسيخ مكانة الإمارات حاضنةً للمبدعين العرب، ومنصةً عالميةً لتطوير أفكارهم الخلاقة وإطلاق مبادراتهم مستلهمين مبادئ التفكير الإبداعي الحر والمتجدد.

وأضافت: «مع النظام الموسيقي الجديد لمقام النعيمي، سيكون للمؤلفين الموسيقيين القدرة على مزج المقام الشرقي بالموسيقى الغربية، ليستمتع الجمهور في جميع أنحاء العالم بأوركسترات سيمفونية عظيمة تتقن العزف تبعاً للمقاييس الدقيقة للمقامات العربية الكلاسيكية، في صورة ملهمة للتلاقي الإنساني في ظل قيم الوئام والسلام».
من جانبه، قال الموسيقار قتيبة النعيمي: «هذا الابتكار حل جذري لمشكلة عانى منها المنظرون والباحثون في الموسيقى العربية والشرقية لقرون، وهي هرمنة الدرجة الجزئية (ثلاثة أرباع الدرجة الصوتية)، حيث يعالج نظام الدرجة الجزئية متعدد الأصوات هذه المشكلة بطريقة علمية ونهائية، وبدءاً من اليوم أصبح بالإمكان كتابة مؤلفات موسيقية متعددة الأصوات وبهوية عربية خالصة باستخدام جميع السلالم الموسيقية العربية الشرقية التي تحمل في طياتها الدرجات الجزئية من دون استثناء».

إنجاز تاريخي
ويسهم مهرجان أبوظبي في تقديم ابتكار المؤلف العالمي قتيبة النعيمي الأول من نوعه، إلى العالم، إسهاماً من المهرجان في إحياء التراث الموسيقي العربي، وتمكين مشهد الفنون والموسيقى العالمية، حيث إنَّ المؤلفات الموسيقية متعددة الأصوات للموسيقيين العرب اقتصرت على السلالم الموسيقية التي لا تحتوي على درجة الثلاثة أرباع «مثل النهاوند والعجم والحجاز والكرد والصبا زمزم».
ويشكل ابتكار نظام كتابة توافقات صوتية للسلالم الشرقية والعربية، إنجازاً تاريخياً، يربط الموروثات الموسيقية الشرق أوسطية مع الحضارة الغربية، كما يقدم حلاً علمياً لمشكلة وضع هارموني للدرجات الجزئية من خلال مواءمة جميع السلالم الشرقية – وضمنها ذوات الدرجة الجزئية – لكتابتها وفق أسلوب تعدد الأصوات، ما يسهم في نشر الموسيقى العربية على نطاق أوسع وتمكين الجمهور الغربي من تذوق وفهم الموسيقى العربية.
ومن المعروف تاريخياً، أن علماء عرباً من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا، أنتجوا مؤلفات تتناول الموسيقى من وجهة نظر فلسفية وفنية وعلمية، وأن العرب كانوا رواداً في هذه التجربة منذ القرن التاسع. وعمل النعيمي على إغناء هذا الإرث من خلال ابتكاره نظاماً يجمع ما بين التوافق الصوتي والسلالم الشرقية والعربية (ذوات الثلاثة أرباع الدرجة)، الأمر الذي لم يكن ممكناً سابقاً.

عالم جديد
وعن أهمية الابتكار، قال أستاذ العود العربي العالمي، نصير شمه: «قدم قتيبة حلاً لمعضلة موسيقية، وكان هناك بدايات الهارموني عربياً على يد الكندي الذي اقترح الصوت الأول والصوت الثالث يعزفان مع بعض ليعطيا ائتلافاً تستسيغه الأذن، لهذا أعتبر قتيبة امتداداً لهذه التجارب القديمة منذ أكثر من ألف عام، أصبحت اليوم واقع نظرية أن تكون الموسيقى العربية ضمن البناء الهارموني العالمي، وهذا جهد كبير يحسب للنعيمي».
وأكد المايسترو عبد الرزاق العزاوي، المؤلف الموسيقي والباحث وقائد الأوركسترا الوطنية الفلهارمونية في العراق، أن «هذا الابتكار إنجاز تاريخي غير مسبوق في المشهد الموسيقي العربي، يفتح عالماً جديداً في هرمنة الموسيقى العربية، يمكّننا من تأليف موسيقى بلمسة عصرية، مع الحفاظ على هوية المقامات الشرقية».
وقال ألكسندر ماركوف عازف الكمان العالمي: «إن النعيمي يصنع مزيجاً فريداً من أنظمة الموسيقى الموسيقية الغربية والشرق أوسطية»، مضيفاً أن «العنصر الأكثر لفتاً للانتباه هو التنسيق الناجح للمسافات الدقيقة (3/4 نغمة) أتطلع إلى اكتشاف تعبيرات جديدة للأوركسترا التي سيتم إنتاجها وفق نظام النعيمي». وأكد: «هذا الإنجاز الرائع فرصة ثمينة للموسيقيين من الثقافتين العربية والشرق أوسطية والأوروبية للتعاون».
وأكد البروفيسور كلود لودو، المؤلف الموسيقي والأستاذ في الكونسرفاتوار الوطني العالي للموسيقى في باريس: «إنّ هذا النظام يفتح الأبواب لكتابة متعددة الأصوات للسلالم الشرقية (بدرجاتها الجزئية)، وهو طريق جديدة للموسيقيين من جميع الجنسيات لاستكشافها في ممارسة إبداعية، وهذا النظام المبتكر هو إضافة للذخيرة الموسيقية العالمية».

ورش عمل توضيحية
ينظّم مهرجان أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة قتيبة الفنية، ورش عمل في كل من بلجيكا وفرنسا ومصر، للتعريف بالنظام الجديد، حيث تسلط الورش الضوء على شرح النظام من الناحية النظرية وكيفية عمله، وسيتم التطرق إلى التأليف الموسيقي الشرقي بهوية عربية وكيف تم تأليفه لأوركسترا غربية، إضافة إلى عزف بعض المقطوعات الموسيقية من تأليف الملحنين الذين حضروا الورشة. وتقام ورش العمل، التي يقدمها الموسيقار قتيبة النعيمي، على مدار 3 أيام، بمشاركة نحو 20 طالباً، حيث تعقد الورش في بلجيكا خلال ديسمبر المقبل، وفي فرنسا، خلال الفترة من يناير إلى فبراير المقبلين، وفي مصر خلال شهر فبراير 2022.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى