مقالات

مختصر تاريخ العراق الحديث . . كما رأيته.. الجزء-1

#الشبكة_مباشر_لاهاي_أدهم إبراهيم

توطئة
على مدى سنواتٍ عديدة جرى تغيير المناهج التعليمية في المدارس العراقية، حتى أصبحت لا تُلبي الحد الأدنى من المصداقية العلمية ،وخصوصًا فيما يتعلق بتاريخ العراق الحديث. عادة ما تكون

المناهج ذات طابعٍ سياسيٍّ أو دينيّ، وقد ترتب على ذلك وجود بعض الإرباك والتناقض في المعلومات المقدمة، ناهيك عن حجب كثير من الوقائع التاريخية لكونها تتناقض مع الوضع السياسي لكل

نظام حكم، وعلى هذا الأساس طلب مني بعض الشباب كتابة مختصر لتاريخ العراق الحديث كما رأيته وعايشته، حيث وجدوا نقصًا كبيرًا في المعلومات نتيجة التغييرات السياسية التي مر بها العراق

خلال الأعوام الستين الماضية.

وكل حزب بما لديهم فرحون!

هناك أحداث تاريخية عاصرتها وعايشتها فعلًا، ولذلك فإني أكتب هذه الأحداث كما رأيتها، أما الفترات السابقة فسيتم كتابتها في المقدمة على ضوء معلوماتي العامة، ولذلك سأكتبها بإيجازٍ للمحافظة على مصداقيتها قدر الإمكان.

مقدمة
تاريخ العراق قبل انقلاب أو ثورة تموز 1958
في عام 1914 قامت بريطانيا باحتلال البصرة كجزءٍ من مهماتها في الحرب العالمية الأولى، بعد أن أصبحت الدولة العثمانية التي كانت تحتل العراق من دول المحور واشتركت في الحرب مع ألمانيا.

بعد الاحتلال البريطاني للعراق، تم تأسيس نظام حكمٍ جديد قائم على الولايات الثلاث التي كانت تابعة للدولة العثمانية: ولاية بغداد، ولاية البصرة، وولاية الموصل.

وفي عام 1925 جرى استفتاء لسكان الموصل لمعرفة رغبتهم في البقاء مع تركيا أو الانضمام إلى العراق الجديد، وقد أسفر التصويت على البقاء ضمن خارطة العراق، حيث كانت تركيا مستمرة في

مطالبتها لولاية الموصل، وقد اعترفت تركيا رسميًّا بكون الموصل جزءًا من العراق ولم تعد تطالب بها، رغم أن أطماعها بقيت مستمرة.

بعد إتمام احتلال العراق وُضع تحت الانتداب البريطاني بقرارٍ من عصبة الأمم عام 1918، ومنذ تاريخ الانتداب، حتى إعلان الاستقلال في الثالث من أكتوبر 1932؛ خاض الشعب العراقي كفاحًا مريرًا

للتخلص من الاستعمار البريطاني تحت لافتة الانتداب، حيث وجد الشعب العراقي أن بريطانيا قد أخلت بوعودها، وأنها أصبحت دولةً استعمارية بديلة عن الدولة العثمانية، مما دعى الجماهير العراقية

إلى المواجهة مع بريطانيا.
وهكذا قامت ثورة العشرين التي اندلعت في 25 حزيران عام 1920، وقد سبقتها مظاهرات عديدة في كل مدن العراق، وانطلقت الثورة من مدينة الرميثة التابعة للواء الديوانية (محافظة القادسية) ،

وقد كان من أهداف ثورة العشرين: الاستقلال والتخلص من الاستعمار البريطاني، إلا أن الثورة لم تستطع الاستمرار نتيجة قلة العتاد لدى الثوار، وقصفهم بالطائرات، وفقدان القيادة العامة للثورة،

إضافة إلى أسباب أخرى لا مجال لذكرها.
بعد ثورة العشرين تأسست أول حكومة عراقية، حيث أصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس أوامره بتشكيل حكومة عراقية انتقالية برئاسة عبد الرحمن النقيب الكيلاني. كما تم تشكيل

المجلس التأسيسي الذي كان من مهامه اختيار ملك على عرش العراق، وتشكيل الوزاراة العراقية، فتم تنصيب الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق في 23 آب/ أغسطس 1921م.

تم عقد عدة اتفاقيات مع بريطانيا لعل أهمها معاهدة 30 حزيران /يونيو 1930 لضمان المصالح البريطانية في العراق، خصوصًا بعد اكتشاف النفط في عام 1927، ومدتها 25 سنة، وبعد سنتين من هذه

الاتفاقية تم الاعتراف باستقلال العراق، وانضم إلى عصبة الأمم في الثالث من تشرين أول/ أكتوبر عام 1923 .

حـاولت بريطانيا على مدى سنواتٍ طوال تكـريس بقـائهـا في العراق عن طريق ربطه بمعاهدات ثنائية، وكانت أكثرها إجحافًا معـاهدة بورتسموث عـام 1948، التي حاول تمريرهـا رئيس الوزراء صـالح

جبر، وعلى إثرها انتفض الشعب العراقي بوثبة كـانون، وبعد مصادمات مع السلطة سالت فيها دماء كثيرة؛ تم إسقاط هذه المـعـاهدة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى