مقالات

في حضرة المتنبي

#الشبكة_مباشر_بغداد

وسط كرنفال مثير .. متوجا بالعاب نارية .. وابداعات الفرقة السمفونية .. جرت مراسم اعادة تاهيل شارع المتنبي برعاية السيد رئيس الوزراء .. وترحيب المعمار علاء معن امين بغداد بضيوفه

الكرام .
كم هو جميل .. ان نلتقي جميعا .. مثقفون وادباء وفنانون واعلاميون ، في شارع الثقافة والابداع والفلسفة والجمال .. وتحت ساعة القشلة ، وهي تدق لتعلن البدء بكرنفال الخيال ، مع احتفالات

اعياد الميلاد .. وذكرى اعلان الوعد الذي اطلقته امانة بغداد قبل عام .. معلنة عن بدء ” مشروع نهضة بغداد ” .

الآن .. لندع المتنبي ..

ينزل من عليائه ، ويبدا بالسلام علينا فرادى وجماعات .. حاملاً بيده قنديل بغداد ، بعشق وثبات ،

يضيء به اروقة زقاقه القديم ، ماراً بدكاكين الوراقين ، كتب وقرطاسية وترجمات ، قاصدا بيت الحكمة ، حاملا كتاب الله الى الناس اجمعين ومستمتعا بنهج البلاغة لامام المتقين .. متوقفاً عند

نتاجات العلماء الصالحين والفلاسفة الأفذاذ .. الكندي والغزالي وابن رشد والفارابي وابن سينا .. وجميع مفكري التنوير من العرب والمسلمين رواد الحضارة العربية الإسلامية في عصورها الزاهرة .

فجأة .. توقف المتنبي قليلاً عند ديوانه الاثير ، مستذكرا اشعاره :

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم .

عشنا اوقاتا ممتعة تحت خيمة المتنبي .. تلك الخيمة العظيمة التي حفظت للقصيدة مكانتها ، وللغة عظمتها .. وهذه امانة بغداد اليوم .. تحافظ على عهدها ليعود زقاق المتنبي معلماً ثقافياً ،

وسياحياً قل نظيره في العالم .. انه غذاء الروح والمائدة التي فوقها تجتمع العصور .. و امهات الكتب من المصادر والمراجع والعلوم والفلسفة واول الذين زرعوا البذور .. انه عقل العراقيين

التواق الى الابداع والمعرفة .

اننا نعيش في هذه الايام .. عودة الروح لبغداد منطلقين من الرئة التي يتنفس منها العراقيون .. التواقين للمعرفة والكمال .. لأن المعرفة صارت عندهم .. وعي وقوة وجمال .

انها فرصة للتجوال .. والتمتع بروعة وجمال الهوية المعمارية لمدينة بغداد ، التي اريد لها ان تندثر .. وكان الاصرار ان نعيش كرنفالها ولتنفض الغبار عن الواقع الحضري لزقاق الثقافة ، ليزدان

بقناديل المحبة والتعايش والسلام ، وليعود بحلة جديدة ، وبعقول وامكانات عراقية فريدة ، كأشارة بدء لتطوير بغداد .. مدينة السحر وقبلة الأنام .

لكن المؤسف .. ان تمنع الجهات الامنية الكثير من الاعلاميين والمثقفين من الدخول ، لأسباب وهمية ..

وتصرفو ا وكأن الشارع تابعا لوزارة الداخلية ..

د كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى