مقالات

الفضائيات…و أخلاقنا العربية والإسلامية                                

#الشبكة_مباشر_الكاتب خالد ألسلامي

     أشارت الأخبار التي تواردت إلينا عبر مراحل الزمن والتاريخ  وكما جاءت به الصحف والكتب والرسالات السماوية التي كانت تتوالى على البشرية  منذ خلق أبي البشر ادم عليه السلام وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا

محمد (ص) ، إلى أن ميزان الحياة وعبر العصور يتكون من كفتين هما كفة المعروف وهي تختص بالأمر بالمعروف والسير بكل مايرضي الله ورسله ورسالاته وهي أيضا ما أمرت به كل رسالات السماء وخصوصا رسالتنا الإسلامية

السمحاء وكفة المنكر وهي تختص بكل ما يعاكس سابقتها (كفة المعروف) وهذا مانهى عنه إسلامنا الحنيف وكل أنبياء الله عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام.

      ومنذ مايقارب ألف وأربعمائة وخمسون سنة خلت جاءت الرسالة الإسلامية العظيمة والتي نزلت على صدر سيد الكائنات وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم لتضع النقاط على الحروف  وتمحو كل

التقاليد والأعمال والعادات المشينة التي كان يمارسها الناس قبل الإسلام ومنها على سبيل المثال لا الحصر البغاء والربا وغيرها من الأخلاقيات المنحرفة الأخرى ناهيك عن الهدف الأساسي لهذه الرسالة العظيمة وهو توحيد الله

سبحانه وتعالى وترك عبادة الأوثان وكل أعمال الشرك .
      وصاحب ظهور الإسلام حملات شعواء لمحاربته والسير في الاتجاه المعاكس لمسيرته وسعى المشركون والمتشددين من الديانات الاخرى آنذاك على تشجيع  الفساد وسوء الخلق وكل مانهى عنه الإسلام في

البيئةالمحيطة بالمسلمين عن طريق نشر مخيمات الرايات الحمر والإصرار على التعامل بالربا والرشاوي والسرقة ونشر الفتن واستمرت هذه الحملات في مرافقتها لمسيرة الإسلام والمسلمين إلى وقتنا هذا حيث كانت تتطور ف

في كل مرحلة من مراحل التاريخ تحت عنوان التقدم  والتطور بحجة الحث على ترك ماعفى عليه الزمن ومواكبة بقية الحضارات وتصوير الإسلام على انه كَبْت للحريات الشخصية وحرمان الشباب من الجنسين من ممارسة

حرياتهم الشخصية وحثهم على ارتداء الملابس العارية والتشبه بالأجنبي وغيرها من إغراءات الكفر والشرك ناهيك عن سوء الأخلاق وتقاطعها مع تعاليم ديننا وتقاليد مجمعاتنا الأصيلة ولكن كل تلك المحاولات لم ترق في كل

مراحل الزمن  إلى ماهي عليه في زماننا هذا , فاليوم نشهد وعالمنا الإسلامي كله حملة شعواء وغزو ثقافي لا نظير له تزامن مع تطور تكنلوجيا الاتصالات والفضائيات حيث وجهت نحو العالم الإسلامي آلاف القنوات الفضائية

الفنية والغنائية ومع شديد الأسف فإن الكثير من هذه القنوات تبث سمومها من أراض إسلامية ويملكها مسلمون  التي لا هم لها سوى عرض النساء العاريات مرة بصورة كليبات غنائية وأخرى في فلم سينمائي وثالثة عبر

مسلسلات ورابعة من خلال المسلسلات الأجنبية المدبلجة من كل دول العالم ومنها للأسف دول إسلامية وما ادراك مالمدبلجة  فهي نقلت وتنقل إلينا كل مايجعل شبابنا وفتياتنا ينحدرون إلى هاوية الفساد بلا أدنى تردد ويذهب

بهم بعيدا جدا عن طريق الإسلام وجناته ويعبد لهم طريق الشرك ونيرانه خلال مئات الساعات من العرض عبر ساعة يومية تعاد في نفس اليوم عدة مرات ولنا ولكم أن نتخيل كم من الوقت ضائع  بعيدا عن ذكر الله وهذا بالضبط

مايسعى إليه اصحاب هذه الحملات هذا بالإضافة إلى مواقع الانترنيت المتخصصة في محاربة الإسلام ومبادئه وآدابه والكثير منها عربي ودعي للإسلام وكذلك أجهزة الاتصالات المحمولة    ( الموبايلات) وما تحتويه من إمكانيات

تكنولوجية عالية كعرض الفيديوهات والصور الإباحية والاتصالات المشبوهة .
   ترى هل فكر علماء المسلمين المتخصصين في مجال التكنولوجيا وهم كثر في مواجهة هذه الهجمة الشرسة واستغلال هذه التكنولوجيا بالاتجاه المعاكس  لإفشال مخططات أعداء ديننا الحنيف  والحفاظ على ما تبقى من

خلقه ومبادئه وإيجاد وسائل علمية حديثة للتشويش على قنواتهم ووسائل اتصالاتهم المتطورة  فهم يملكون عقولاً ولدينا عقولنا ولكنهم استغلوا عقولهم في تطوير علمهم لتحقيق غاياتهم ونحن تركنا عقولنا للفتن واللهو والأهواء

المنحرفة  ولو وعلى حد علمنا المتواضع وقبل عدد من السنين قد توصل العلماء الى إيجاد حل لتلك الحالة من خلال التشويش عبر تكنولوجيا أطلق عليها تسمية الجدار الناري (Fire wall ) ولكنه لا يُستخدم في مثل هذه الحالات

بل يستخدم للأغراض التي تخدم مصالحهم ثم ألا يفكر علماء الدين المسلمين بنصح المسؤولين في بلدانهم بعدم  عرض كل منتج فني يسئ إلى الخلق الإسلامي ويدعو إلى الإباحية وذلك عن طريق المؤتمرات والاجتماعات

الإسلامية العديدة  وإيجاد منظمات إسلامية تحارب الإباحية بالطرق الشرعية السلمية ومن خلال التوعية الدينية التي لاقت إهمالا واضحا  بالتزامن مع انتشار هذه الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة .ونحن لسنا بصدد محاربة كل

القنوات الفضائية  فمنها الإخبارية ومنها الثقافية والتعليمية ولا ننكر دور بعض القنوات الدينية غير المسيسة والتي لاتحضى بالدعم الكافي بل تعتمد على جهود مؤسيسها ودعم بعض فاعلي الخير المحبين لدينهم  وأمتهم

والحريصون على تطبيق الأخلاق والمبادئ التي جاء بها هذا الدين الحنيف. والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى