بعد أن ارتفعت أسعار البنزين الهولندي إلى مستويات قياسية خلال مارس/ آذار الماضي نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، بدا أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهولندية قد قللت من تأثير أزمة الطاقة الأوروبية الحالية. لكن الخبراء يقولون إن قطع الواردات من روسيا يعني أن ثمن البنزين سيرتفع بشكل حاد خلال الأشهر المقبلة.
وقال خبير الطاقة والاقتصادي في بنك ايه بي ان امرو هانز فان كليف، إن قرار الاتحاد الأوروبي بقطع الواردات الروسية من النفط بحلول نهاية عام 2022، من المرجح أن يكون له تأثير كبير على الأسعار التي يدفعها السائقون في هولندا بمحطات البنزين.
وأوضح فان كليف أن سعر النفط قد ارتفع بنسبة 10 في المائة بعد الإعلان عن نية الدول الأوروبية بوقف واردات النفط الروسية، مما يعني أنه في حال ما تم تطبيق ذلك، سوف يرتفع السعر أكثر بكثير خلال الأشهر المقبلة.
على النقيض من ذلك، قال الخبراء الاقتصاديون في البنوك الهولندية الأخرى إنهم أكثر تفاؤلاً بشأن أسعار البنزين المستقبلية في هولندا، حيث قال بول فان سيلمز من بنك “ING” إن تأثيرات مقاطعة النفط الروسي قد تم أخذها بالفعل في الاعتبار، كما أشار إلى أن أسعار النفط تعتمد على عدد من العوامل، وليس فقط الحرب والعقوبات المترتبة عليها.
مصائب قوم عند قوم فوائد
وقد أثر الإرتفاع الأخير في أسعار النفط والغاز والكهرباء على الشركات والعملاء في جميع أنحاء القارة، حيث تدفع العائلات في هولندا الآن ما متوسطه 20 في المائة مقابل طاقتها عما كانت عليه قبل عام. كما واجهت شركات الطاقة الأصغر سلسلة من الإفلاسات نتيجة لأزمة الطاقة الأوروبية، حيث لم تتمكن من الصمود أمام ارتفاع الأسعار.
ومع ذلك، يبدو أن شركات أخرى قد استفادت من الارتفاع الكبير في الأسعار. فوفقًا لأحدث تقرير مالي لشركة شل، سجلت الشركة – التي انتقلت مؤخرًا إلى المملكة المتحدة – صافي ربح قدره 6،7 مليار يورو في الربع الأول من هذا العام.
على الرغم من قرار شل وقف جميع العمليات التجارية في روسيا، والذي قالت إنه سيكلف الشركة حوالي 4،8 مليار يورو، فإن ارتفاع أسعار النفط سمح لشركة شل بأن تشهد زيادة كبيرة في الأرباح مقارنة ببداية العام الماضي، عندما كانت أسعار النفط منخفضة نتيجة لوباء فيروس كورونا.
المصدر/ Iam Expat
