دكتاتور جديد مرتديا حلة الديمقراطية يطل برأسه على شعب تونس و ينضم لقافلة الحكام العرب ” الديمقراطيين” ، ولا اظن التوانسة يُخدعون مرة اخرى ! خطوات سعّيد السياسية لاتقبل الشك في انه متوجه لاستلام مقاليد كل شيء في
هذا البلد المنهك اقتصاديا ذي الموقع الحيوي والاهمية الجيوسياسية ، بدأ سعيّد بانقلاب على ” الشرعية” قبل عام رغم ماعليها من تحفظات ولكنها منظومة “منتخبة” افرزت دستورا لعام 2014 استغل سعيّد ثغراته لينقلب عليه لاحقا بحجة
مافيه من اخطاء وتخلص من سيطرة” الاخوان ” مستغلا التراجع الشديد لشعبيتهم عربيا واقليميا و دوليا ، ومن ثم انقلب على السلطة القضائية والان ” رسم ” دستورا جديدا يلائم “تطلعاته الديمقراطية جدا ” فقد عززت فقرات الدستور الجديد
في مواده ١٠١،١٠٢، ١١٢ سلطة الرئيس واصدرت “شهادة وفاة” للبرلمان !! وقدم دستوره للاستفتاء عليه ، ليحكِم قبضته ولكن هذه المرة باسم الدستور المؤَيَد شعبياً !! نسبة المشاركة ٢٧٪ ؟تُرى هل تمثل هذه النسبة تأييدا شعبيا تونسيا
؟! و هل سيتحسر التوانسة على بن علي الذي انقلبوا عليه ابان الربيع العربي ؟! ام سيتحسرون على الاخوان رغم سلبياتهم ؟! هل ستبقى الدول العربية منشغلة “بتقاتل” السلطات الثلاث بدلا من تكاملها ؟!؟ ومتى سنتعلم ان الفصل بين
السلطات واستقلال ورقابة القضاء هو الحل الامثل لتنتج منظومة حكم متكاملة لاتخضع لاهواء دولة الرئيس او الزعيم السياسي او دولة رئيس البرلمان او رئيس السلطة المستقلة !!؟؟؟ ومتى سيكون لشعوبنا وعي سياسي وثقافي بحقوقه
؟! ياليت الغرب تركنا كما كنا نعيش بسلام بظل ” الزعماء ” الذين اعتدنا ” ديكتاتوياتهم” مادمنا لانلعب معهم لعبة “الكراسي ” وتركوا البرلمانات والنزاهة ومفوضيات الانتخابات وفصل السلطات الثلاث !؟ اعيدونا الى زمن الخليفة الحاكم بامر الله
وقاضي القضاة الذي يحكم كما يريد السلطان !؟ اليس هذا افضل ؟! بلى هذا افضل مادمنا قاصرين ومادامت نوايا الغرب تحطيم شعوبنا عبر تصديره لنا ديمقراطية مستوردة ….
سعد يونس الذرب
