أدب وفن

الطريق المسدود وثمن الخطيئة.. رند علي الأسود / العراق / بغداد

الشبكة مباشر

الطريق المسدود وثمن الخطيئة..
رند علي الأسود / العراق / بغداد

نال إحسان عبد القدوس حظاً يتمناه كل أديب ؛ فقد كان يتمتع بغزارة الانتاج حيث كتبَ مايقارب ٦٠٠ رواية وقصة قصيرة وقد تحولت ٤٩ رواية إلى أفلام سينمائية … وخمس روايات تم ( مسرحتها ) وستة مسلسلات إذاعية بخلاف المسلسلات التلفزيونية عن عشرة نصوص من ابداع إحسان ، وبلغ عدد رواياته التي ترجمت إلى ٥٦ رواية مابين الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والأوكرانية، وانتقد في رواياته التفكك الاجتماعي وجسد مظاهر الرذيلة ، ومن اهم رواياته الاجتماعية هي رواية الطريق المسدود .

هل يستطيع الجميع ارتكاب الخطيئة ؟

صور لنا صاحب الطريق المسدود في روايته الصراع الأزلي بين الرذيلة والفضيلة عن طريق بطلة الرواية ( فايزة) التي تنشأ في جو عائلي مشبوه فبعد وفاة والدها تفتح الام وبناتها منزلهم للسلوكيات المحرمة ويحاولن جر فايزة الى هذا الطريق لكن فايزة ترفض وتظل تحلم بالحب العذري الذي يقود الى الزواج والبيت والأسرة.

كانت قوية في كل شيء .. قوية في عدم الانسياق للتيار الفاجر الذي انساقت إليه امها واختاها .. وقوية في مقاومتها للاغراء الذي يطوف بها .. إغراء الشباب والمال اللذين يفدان إلى بيتها كل مساء.. وقوية في استمرارها في الدراسة رغم كل الظروف التي تحيط بها .. وقوية في حرصها على ذكرى ابيها ، واحترام هذه الذكرى رغم السنين التي مضت على وفاته..

” واصبحت تحس انها تحمل بأمها واختيها جرماً لاتستطيع ان تواجه به الناس .. وكان يخيل اليها ان الجيران كلهم يشيرون اليها كلما مرت بهم ويتهامسون عليها .. وان صديقاتها في المدرسة يتقولن عليها ويعلمن الكثير عما يجري في بيتها ” ..

ظاهر الناس شيء وداخلهم شيء آخر ، تبدأ الأقنعة بالسقوط الواحدة تلو الأخرى ، يسقط من عين فايزة كل من اتخذتهم قدوة لها في حياتها مثل منير حلمي كاتبها المفضل الذي تدور جميع رواياته عن الحب الطاهر ، لكنها تتفاجأ في احدى المرات بوجوده في منزلهم لتكتشف ان منير حلمي ازدواجي يكتب عن الحب النقي ولايفكر الا بشهواته .

كذلك استاذ اللغة الإنكليزية الذي تتخذه قدوة لها فتكتشف انه لايفكر الا بالعلاقات المحرمة .

” الرذيلة في كل مكان ”

تتخرج فايزة من معهد المعلمات وتقرر ترك المدينة والسفر الى احدى المدن الريفية لتباشر وضيفتها هناك ، فباعتقادها انها ستهرب من من مجتمع فاسد الى مجتمع ريفي بسيط نقي الا ان الرذيلة تواجهها هناك ايضاً بصورة صاحب الصيدلية وعمدة البلد اللذان يرغبان فيها وزميلتها سعدية ( المُنحلة) وعزيزة ( الشاذة التي تحاول التحرش بها ) واحمد الطفل الصغير الذي يتعلق بها وتعامله كأم لكنه يضعها في ورطة امام الجميع .
كأن الجميع اتفق ضدها حتى ( محمد ) الشاب الذي احبها حباً شريفاً طاهراً تخلى عنها .
وهنا تقرر فايزة الاستسلام للخطيئة لكن السؤال هنا
هل هل يستطيع الجميع ارتكاب الخطيئة ؟.
بالتاكيد لا ! لكي يرتكب احدنا الخطيئة يجب ان يكون مقتنعاً بها ، ان لايعتبرها خطيئه وهذه آخر كلمات الكاتب منير حلمي مع فايزة عندما تشكو له عن كل من قابلتهم في حياتها من بعده ، وهنا يقول احسان ” ان الخطيئة لاتولد معنا ، ولكن المجتمع يدفعنا إليها ” ويترك لنا صاحب أنا حرة نهاية الرواية مفتوحة فهل تقع فايزة بالخطيئة مثل امها وشقيقتيها ام إنها تنضم الى موكب الحائرات ! ..

تمت معالجة الرواية سينمائياً فتم تحويلها إلى فيلم مصري سينمائي أبيض وأسود سنة 1958 – تمثيل: فاتن حمامة، أحمد مظهر، شكري سرحان، فردوس محمد، زوزو ماضي، خيرية أحمد، وداد حمدي، وإخراج: صلاح أبو سيف.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى