في ذكرى 11 سبتمبر-أيلول 2001 الظروف و الأهداف و النتائج
#الشبكة_مباشر_بروكسل_د.عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير
11 أيلول-سبتمبر 2001 هي عبارة عن هجمات موقعية على أهداف محددة كأبراج مكز التجارة العالمي و البنتاغون حيث تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر عام 2001 و يعتقد من قام بتنفيذها 19 شخصآ محسوبين على ما يسمى بالقاعدة.
حيث انقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات ضمت كل منها شخص تلقى دروسآ في الطيران و تم تنفيذ الهجوم عن طريق إختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيها لتصطدم بأهداف محددة حيث تمت أول هجمة الساعة 8:46 صباحآ بتوقيت أميركا.
حيث اصطدمت الطائرات المخطوفة كما يلي:
1. الطائرة الأولى: إصطدمت بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي الساعة 8:46
2. الطائرة الثانية: بعدها بدقائق أي الساعة 9:03 بالبرج الجنوبي.
3. الطائرة الثالثة: بعد ما يزيد عن نصف الساعة، إصطدمت بمبنى وزارة الدفاع “البنتاجون”
4. الطائرة الرابعة: كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.
تبعاتها:
حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الهجمات، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، الذي أدىالى:
1. إعلان الحرب على أفغانستان وسقوط نظام طالبان فيها
2. إعلان الحرب على العراق وإسقاط نظام الحكم هناك أيضا بعد أقل من 24 ساعة على الأحداث
3. أعلان حلف شمال الأطلسي أن أية هجمة على أية دولة عضوه في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء.
وكان لهول العملية أثرآ على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبين الرئيسيين في أمريكا خلافاتهما الداخلية.
أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة أن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم».
بعد فترة قصيرة من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة. ومن الجدير بالذكر أن القوات الأمريكية عثرت فيما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى المتهم خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية. وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك حول مدى صحته. و
لكن بن لادن -في عام 2004 – وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004، أعلن مسؤولية التنظيم القاعدة عن الهجوم . و
تبعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا -والذي يسمى أيضا محمد عطا السيد- هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز التجارة العالمي. كما اعتبر عطا المخطط الرئيسى للعمليات الأخرى التي حدثت ضمن ما أصبح يعرف بأحداث 11 سبتمبر.
مركز التجارة العالمي
برجا مركز التجارة العالمي في طريقة البناء كانا من المباني الحديثة، و قُلد بناؤهما في أماكن عديدة من العالم. وكان يبلغ ارتفاع البرجين في نيويورك 417 و415 مترا.
كانا أعلي بنايتين في العالم وقت الشروع في بنائهما عام 1970. وهندسة مركز التجارة العالمي رغم حجم الكارثة أنقذت أرواح الآلاف لأن البرجين التوأم ظلا منتصبين وصمدا لأكثر من ساعة بعد اختراق الطائرتين لهما مما أتاح الفرصة لخروج ونجاة الآلاف الذين كانوا في الطوابق السفلية أما الذين كانوا في الطوابق العليا فلم يتمكنوا من الخروج بسبب النيران التي أعاقتهم من النزول وكانت البنية المعمارية لمبني كل برج مكونة من قاعدة فولاذية تربط عمود قوي (الجذع المركزي) من الفولاذ والإسمنت وسط هيكل كل برج وكل عمود توجد فيه المصاعد والسلالم وتتفرع عنه قضبان فولاذية كعوارض خفيفة أفقية ترتبط بأعمدة فولاذية عمودية الشكل ومتقاربة ويتكون منها الجدار الخارجي للمبنى في شكل إطار فولاذي يشكل محيطه. وتحمل هذه الأعمدة الأفقية السقف الأسمنتي لكل طابق وتربط الأعمدة المحيطية بالجذع المركزي مما يمنع هذه الأعمدة من الانبعاج للخارج.
شوهدت كميات ضخمة من المعدن المصهور فوق الأرض بين أنقاض الهياكل المعدنية للبرجين و مركز التجارة العالمي المباني الثلاثة المنهارة بعد انهيارهم ولقد نشرت عدة ملحظات علي هذه المعادن نشرها بعد عام من الكارثة دكتور كيث ايتون في مجلة الهندسة الإنشائية فلقد شاهد صورآ لهذه المعادن المنصهرة فظهر منها ما هو ما زال موقدة حمراء بعد أسابيع من الحادثة وكانت المصهورات كونت بحيرة معدنية منصهرة لأن الأرض تحتها كانت ملتهبة .
كان حطام الصلب يزن 185101 طن وقد أرسل ليعاد تصنيعه دون فحص 80% منه جيدا ولم يعط فرصة للخبراء لفحصه للتعرف علي أسباب الإنهيار للبرجين التوأمين واكتفت سلطات المدينة المنكوبة في التحقيق بالصور وشرائط الفيديو وروايات شهود العيان. وصور قليلة مازالت تبين أن ثمة مواد متفجرة قذفت من البرجين وأسمنت مجروش وقطع من صلب الأعمدة كان يلقي بها في المراحل الأولي من الإنهيار .فصور البرج الجنوبي أظهرت حلقات واضحة للتفجيرات وخروج الحمم حول المبني وتحت مكان نقطة الإنهيار تماما وكان التفجيرات أشبه بتفجيرات بالبراكين.
خبراء الطب الشرعي قد تعرفوا علي 1585 من بين رفات 2749 ضحية كارثة مركز التجارة عن طريق الأحماض الأمينية للأشلاء البشرية في موقع الكارثة. قال العلماء في مؤتمر لجمعية الكيمياء الأمريكية أن أدخنة كلورية سامة ظلت لشهرين تنبعث من بين ركام الحطام للبرجين بسبب التفاعلات الكيماوبة بين أطنان من الأسمنت والزجاج والأثاث والسجاد ومواد العزل والحاسبات والأوراق والمعادن السامة والأحماض والأوراق والبلاستيك في مساحة ميل برجي مركز التجارة.
مبنى الپنتاغون
في 11 سبتمبر كانت طائرتان قد أقلعتا من مطار بوسطن في طريقهما إلى لوس أنجيلوس. لكن إحداهما ارتطمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي والثانية بعدها ب 18دقيقة،
و ارتطمت بالبرج الجنوبي للمركز وبعد حوالي ساعة ارتطمت طائرة بالجانب الفربي لمبني البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية ) وسقطت الطائرة الرابعة قرب بيتسبرج ببنسلفانبا ولم تلتقط صورة واحدة للطائرة التي ادعت أمريكا أنها سقطت ونشرت صورة حفرة دائرية مخلفة عن صاروخ مجهول ولم يعثر علي حطامها وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أنها كانت في طريقها لضرب البيت الأبيض بواشنطن.
أنَّ الصدام الأيديولوجي الذي صاحب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول خطير جدآ وكتب في هذا المجال العديد من المحللين و أساتذة الجامعات و المحللين مخاوف بهذا المجال و منهم المؤرخ بجامعة واشنطن
الدكتور دانيال بيسنر الذي قال:
• “مع أنَّ المخاوف بشأن الإسلام تغلغلت في الثقافة الأمريكية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبح واضحاً بحلول العقد الثاني أنَّ هذا التهديد الأخير لم يكن يتمتع بقوة بقاء الاتحاد السوفييتي، فـ(الجهاديون) ببساطة لم يكونوا أقوياء كفاية لتهديد الولايات المتحدة فعلاً. ولهذا السبب، جزئياً، نشهد الآن محاولات لإذكاء (حرب باردة جديدة) مع الصين، والتي، في حال بدأت، ستوفر لمؤسسة السياسة الخارجية المسوغ الذي تحتاجه لتبرير النفقات المتزايدة باستمرار التي تقوم عليها الإمبراطورية الأمريكية”.
• لكن حتى لو دخلنا فصلاً جديداً في التاريخ، على حد وصف رودس، فإنَّ الفصل السابق لم ينتهِ تماماً بعد، وبالتأكيد ليس بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في البلدان التي تأثرت من جرَّاء “الحرب على الإرهاب” بقيادة الولايات المتحدة. وقدَّرت دراسة نشرها معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون الأمريكية “بشكل متحفظ” أنَّ 37 مليون شخص على الأقل نزحوا بسبب الحروب المرتبطة بالرد الأمريكي على الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
يمكن للمرء أن يجادل في العلاقة السببية المباشرة وراء بعض عمليات التهجير تلك، كما في العراق -سوريا والصومال و الفلبين …على سبيل المثال.
لكنَّ الفوضى في تلك الصراعات ما تزال جزءاً من مأساة حقبة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
قال ديفيد فاين، أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية وأحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير، لصحيفة The New York Times الأمريكية:
” كان هذا أحد الأشكال الرئيسية للدمار، بالطبع إلى جانب الوفيات والإصابات التي تسبَّبت بها تلك الحروب.
ينبئنا أنَّ تدخل الولايات المتحدة في تلك الدول كان كارثياً على نحوٍ مروِّع، وتسبَّب بأضرار بصورة مروعة وبطرق لا أعتقد أنَّ معظم الناس في الولايات المتحدة، بما في ذلك أنا من نواحٍ عدة، اشتبكوا معها أو حاسبوا عليها ولو بالحد الأدنى من العبارات”.
و من إرث هذه الهجمات:
1. تم تشديد الإجراءات الخاصة بسلامة الطيران في جميع أنحاء العالم في أعقاب 11 سبتمبر.
2. تم إنشاء إدارة أمن النقل لتعزيز الأمن في المطارات والطائرات في أمريكا
3. استغرق الأمر أكثر من ثمانية أشهر لتنظيف “غراوند زيرو”، موقع برجي مركز التجارة العالمي
4. تم إفتتاح نصب تذكاري لهذه الهجمات في 11 سبتمبر 2011 في الذكرى العاشرة للهجمات ليبقى شاهد على التاريخ الذي يقع على الجانب الغربي من مجمع مركز التجارة العالمي السابق حيث كان البرجين التوأمين قائمين و تم تصميم النصب التذكاري، من قبل اثنين من المهندسين المعماريين، مايكل آراد وبيتر ووكر، وقد تم اختيارهما في مسابقة شهدت مشاركة نحو من 5201 مشارك من 63 دولة
5. البناء الأساسي الجديد هو “مركز تجارة عالم واحد” أو “برج الحرية” كما يُعرف ويبلغ ارتفاعه 1776 قدماً في موقع الشمالي الأصلي الذي كان ارتفاعه 1368 قدماً.
6. استغرقت عملية إعادة إعمار مبنى البنتاغون أقل من عام بقليل وعاد الموظفون إلى مكاتبهم بحلول أغسطس/ آب 2002.
7. بقت أثارها النفسية و الفكرية و الأجراءات الأمنية لحد الان و ربما ستبقى
نتمنى لا يبقى المسلمين ضحية هذه الهجمات الان و في المستقبل و ربما تبقى الشبهات حولهم و أن تمحى من الذاكلاة الانسامية و لا تصبح “الأسلاموفوبيا” ظاهرة أبدية و أن يكون التعايش السلمي و الحضاري و إحترام العقائد في جميع دول العالم.
لحظة الاصطدام.. 21 عاماً مرت على هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية pic.twitter.com/wBnPGxngUi
— TRT عربي (@TRTArabi) September 11, 2022