أدب وفن

طوفانُ الدم ومَهرجانهُ الأبدي…..الشاعر خالد صبر

مجلة الشبكة مباشر

طوفانُ الدم
ومَهرجانهُ الأبدي

فاضَ الدمُ
ومدينتي فـُضَّتْ بَكارتـُها
فراحَتْ بينَ جدران الدُجى تـَتألـَّمُ
وحبيبتي اختـُطِفـَتْ
قراصنة ٌ أباحوا عُريَها
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
جَعَلوا ثيابَ عَفافِها خِرَقًا
لتَحْجبَ أوْجهًا في قـُبْحِها تـَتَلَثــَّمُ
فبأيِّ آلامِ الحبيبةِ أكْتمُ ؟!
قدْ أبْحَروا بدمائِها
كَذبوا فلا نُوحٌ يَقودُ سَفينـَهمْ
بلْ أوْثَقوهُ ،
رَمَوْهُ للمَوج الذي يَتَلاطمُ
فبأيِّ آلامِ الحبيبةِ أكْتمُ ؟!
جَعَلوا ابْنـَهُ رُبّانـَهمْ
مِنْ حَيثُ لا مِنْ عاصِم ٍ
مِنْ حيثُ يَجْدفُ
بالسكاكين التي لا تـَرْحمُ
مِنْ حَيثُ مَرْكبُهُ الجَهولُ المُجْرِمُ
فبأيِّ آلامِ الحبيبةِ أكْتمُ ؟!
مِنْظارُهم أعْمى
وهذا الليلُ داج ٍ مُبْهَمُ
تاهوا …….
فلا الجُوديّ ُ في مِنْظارِهمْ يَبْدو
ولا رُبّانـُهمْ مِنْ جَهْلهِ يَتَعَلـَّمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكْتمُ ؟!
وشراعُهمْ ما عادَ يُبْصِرُ في العراقِ
سوى كنوز ٍ أسْفَرَتْ
ولَهُمْ يطيبُ المَغنـَمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
لا
ليسَ فوقَ جباهِهم أثـَرُ السجودِ
وإنـّما يَتَحاصَصونَ دماءَنا
كي يَرْسموا
فَوقَ الجِباهِ خَرائطًا لا تـُفْهَمُ
كيْ يَصْبُغوا مِنْها لِحىً مَوْبوءَةً تَتَحَكـّمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكْتمُ ؟!
مَنْ للمدينةِ تَسْتَغيثُ دماؤها؟!
مَنْ للحبيبةِ يَسْتَغيثُ عَفافـُها ؟!
مَنْ للـّيالي الباكياتِ
تَضيعُ منها الأنْجُمُ ؟!
مَنْ لليَتامى ، للثكالى …………
لمْ يَعُدْ يَسْتَوْعبُ الصَرخاتِ مِنهُنَّ الفَمُ
فبأيِّ آلامِ الحبيبةِ أكتمُ ؟!
* ******
يا مَهْرَجانَ دِمائِنا الأبَديَّ
هل مَنْ يَخْتِمُ ؟!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى