بينما كان يستقل سيارته الخضراء الداكنه قاصدا اصدقائه الذين ينتظروه في احدى مقاهي المدينه ……وقرب المنعطف اعترظته امرأه التفت بعبائتها مظطربه تحرك يدها وكانها تريد منه التوقف فجال في خاطره لعلها تحتاج المساعده وما ان سكنت عجلات السياره عن الحركه لترمي بنفسها على المقعد الخلفي للسياره وهي مرتبكه تتمتم وتقول …حرك …حرك
اتجه إلى مركز المدينه وهو يسالها …….. الديك مريض في المستشفى فلم تجبه ……إلى مركز الشرطه ……….الى السوق …..لكنها اشارت إلى الشارع العام
ادار مقود السياره حيث اراده المرأه ..ظانا انه هناك حادث مروري وقع لشخص يهمها فاسرع وهو يتامل الشارع يمينا وشمالا فضل حائرا فسالها للمره الثالثه ارجوك يا اختي إلى اين تذهبين ………اجابه بعد ان كشفت عن وجهها الجميل مختنقة بعبرتها ….حيث يعجبك …..
اندهش لما يسمع واخذته الرعده وصارت يداه ترتجفان لا تقويان على مسك المقود واخذ (يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم) واخذ يستغفر ربه رغم انه لم يكن من المتديينين واستعصم وكأنه من الورعين لكنه كان يحب الحياه فهو في مقتبر العمر وصار يناشدها ان تذكر الله وتلعن الشيطان لكنها مصره على الامر فما كان منه إلى ان يتوقف على جانب الطريق ليسالها عن قصتها …فاجهشت بالبكاء فتاثر كثيرا لبكائها ….فاخذ يرجوها ان تخبره كأخ لها
منذ ثلاث ايام واطفالي الثلاثه وامي وابي ليس لدينا قوت ناكله او شراب نشربه فقد مللت من قصد الجيران فماذا افعل ….
فما كان منه إلا ان يحمد الله ويخرج ما في جيبه من النقود ليعطيها لها ويستحلفها الله ورسوله والائمه ان لا تقصد هذا الطريق فانا اخوك بكل معنا الكلمه فاقصديني متى شئت فلكي عندي راتب حتى يفرجها الله …….
كان ذلك ايام الحصار فضل هذا الشاب في ضميره الحي يساعد الكثير من العوائل وصار اصدقائه ينقلون له خبر إي عائله محتاجه للمال او غيره فتحيتا لذلك الضمير الحي وتلك النفس التي تسمو فوق السحاب بلال عمامة تدين او جبه ورع بل بقلب نظيف