أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباردولي

من هم أهل “عراقو”؟! في تنزانيا و يتكونون من 200 عشيرة في محافظاتها

#الشبكة_مباشر_روتردام_وداد علي داود

  مجموعة عرقية من أصل عراقي في تنزانيا، هؤلاء يتكونون من نصف مليون مواطن ويتكونون من ٢٠٠ عشيرة في محافظات مبولو. هنالك شيء غريب جدا عنهم، يرفضون أن يسموا أنفسهم أي شي آخر غير أنهم عراقيون ويقولون أنهم من أهل سومر وعندهم معلومات عن تاريخهم الذي يثير الدهشة؛ يعرفون

أسامي مدن تاريخيه في العراق، حافظين الأساطير عن الآلهات وحكام سومر التي مكتوبة في كتب التاريخ  وعندهم كثير من ألاشياء التي تقربهم من العراقيين وبعيدين من بقية الأفارقة؛ طريقة زراعتهم بالضبط كاهل سومر، الأكلات العراقية وحتى يستخدمون الآلات الموسيقية مثل الخشبة، الربابة والسنطور

التي كلها أختراعات في زمن سومر. يقولون كان السبب في ترك العراق الازدحام الزراعي في سومر ولذلك تركو أرضهم قبل ٣٠٠٠سنة لبحث أماكن أخرى قبل حافظوا وفضلوا هويتهم العراقية من ذلك الوقت.

المؤرخون والعلماء بالعلوم  الاجتماعية والأنثروبولوجيا يتساءلون عن هذا الموضوع ولا يجدون أجوبة لهذه الأسئلة:

من أين يعرفون الحكمة السومرية؟ القصص، التاريخ والاساطير؟ طريقة الزراعة؟ الآلية الموسيقية؟ كل هذه ألاشياء مكتوبة في كتب التاريخ ولكننا نعرف هذه الأشياء من قبل ١٠٠ سنة بعد وجود الإثار اما  “أهل عراقو” من أفقر مواطني تنزانيا، ٩٠ % منهم أميون فلا يستطيعون القراءة  والكتابة… فهذه المعلومات

من أين؟ وعندما تسألهم عن العراق يقولون “بلد أور”، “أهل الحكمة” و”بلاد الأم” ولكن لا يعرفون شيئا عن دولة العراق الآن، ومازالوا  يسمونها   الإمبراطورية ويشعرون بأنهم مختلفون وأفضل من بقية الأفارقة.

و في هذا الضدد كتب الكاتب كاظم فنجان الحمامي في قناة عشتار :

في الزمن الذي تبعثرت فيه جثث المهاجرين العراقيين على السواحل الإيطالية واليونانية، وفي الزمن الذي تصاعدت فيه موجات النزوح من العراق بحثا عن الملاذات الآمنة في شرق الأرض وغربها، ظهرت علينا الفضائيات الغربية المعنية بالجغرافيا البشرية لتحمل لنا مفاجأة غير متوقعة، فقد اكتشف الجغرافيون

مجاميع من القبائل السومرية، التي غادرت السهل الرسوبي لوادي الرافدين في الألفية الأولى التي سبقت الميلاد، ثم عبرت مضيق باب المندب، وتوجهت نحو السواحل الأفريقية، لتستقر في الأراضي الاستوائية الرطبة، المعروفة الآن باسم (تنزانيا).

المثير للدهشة أنهم يطلقون على أنفسهم (عراقو Iraqw)، ويرطنون بلغة هجينة، جمعت المفردات السومرية والعربية والعبرية في تركيبة لسانية عجيبة. تدور معظم أساطيرهم القديمة حول جلجامش وملحمة الطوفان، ولسنا مبالغين إذا قلنا أن قبائلهم التي تتألف من (200) عشيرة تعرف عن النمرود وعشتار

وأنكيدوا وكيش ولكش ومسلة حمواربي أكثر مما تعرفه قبائلنا القريبة من محيط زقورة (أور) في محافظة (ذي قار).

بلغ تعدادهم السكاني عام 2001 حوالي (462) ألف نسمة، معظمهم يسكنون بيوت القصب والبردي. يصنعون أوانيهم الفخارية بأيديهم، ويمارسون الزراعة والري، وتربية الجاموس على الطريقة السومرية الموروثة، لكنهم ظلوا يتمسكون بانتسابهم لأرض الميزوبوتاميا، ويغرسونهم حبهم للعراق في قلوب أولادهم

وأحفادهم. يعيشون الآن في ظروف مأساوية، اضطرتهم لإطلاق اسم (مآسي Maasai) على مدينتهم الواقعة في مقاطعة (عروش Arusha).

لقد اثبتت تحاليل مادة (DNA) التي أجراها (تيشكوف) عام 2009 لشريحة كبيرة من عناصر هذه القبائل. انهم ينتمون جينياً إلى الأصول الآسيوية (العربية) المختلطة بالأصول الأفريقية، بمعنى أنهم أصبحوا الآن بحكم الاختلاط والتعايش الطويل من الفئات الأفرو- آسيوية (Afro-Asiatic).

لم يسبق لزعماء هذه القبائل أن طالبوا بالعودة إلى موطنهم الأصلي في أهوار العراق. ربما لأنهم وجدوا الملاذ الآمن في الربوع التنزانية الهادئة، ففضلوا البقاء في أحضان السهول الاستوائية، والابتعاد عن تداعيات المحاصصات السياسية، وربما لأنهم لا يريدون تضييع أوقاتهم في البحث عن استحقاقات البترو-

دولار، لكنهم وعلى الرغم من ذلك كله ظلوا يتفاخرون بانتسابهم لحضارة وادي الرافدين، شأنهم شأن الأقوام الغابرة، التي نزحت من العراق في القرون السحيقة، وانتشرت في أرجاء الأرض، أو اختارت العيش في أوربا وآسيا وأفريقيا، فالعراق مهد السلالات البشرية، ومنبع الأصول والأعراق. كل ذرة تراب في أرضه

الطاهرة لها بريق يميزها، ولها حكايتها النادرة، وتعبر عن صورة الثراء العرقي والتعدد الطائفي، لكنها تلتئم حول تاريخ تليد، ووطن مجيد، وحلم بحجم الكون.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى