مقالات

الغثيان الذي ينتابني و أنا أتابع أخبار بلادي على القنوات اللبنانية و أنا هنا في غربتي

#الشبكة_مباشر_دبي

دواء “Kytril” فعال جدا يعالج الغثيان “لعية النفس” يستعمله طبيب البنج بعد الانتهاء من عميلة جراحية. كان زوجي الطبيب قد أعطاني قرص من هذا الدواء عندما أصابني الغثيان منذ يومين..

لقد تخطيت الخمسين ولم يعد هناك احتمال للإنجاب لذا ذهبت إلى طبيب العائلة ليحاول أن يعرف سبب هذا الشعور المقيت ولكن لم يجد اي تفسير عضوي فرجّح السبب إلى الوضع النفسي واكتشفت بأن هذا الشعور ينتابني عندما أتابع أخبار بلادي على القنوات اللبنانية وأنا هنا في غربتي

سئِمتُ المؤامرات وسئمت التحليلات وسئمت المناصب والمراكز، سئِمت كل ما هو مادي وخسيس سئمت النفاق واللعب على الكلام، سئمت الوجوه المتعددة للناس سئمت كذبهم ونفاقهم في سبيل الحصول على مكاسب مادية، تعبت من محاولة تفهّم منطقهم ولم أعد احتمل سيناريو وتمثيلية “حماية

الطائفة في الوجود” لذا نتقوقع ونشكل جبهات لنتقاتل مع بعضنا. لقد تجرّدتم من كل ما يمتّ للانسانية بِصِلة.. أصبحتم مجرمين بحق أرضكم وأهلكم وبحق أنفسكم!!!

سئمت ” talk shows” التي تبث سموماً يومية لتعزز الفرقة وتُثبّت الحقد بين ابناء وبنات الوطن الواحد!!!

والله “بتلعي نفسي” لما بتابع بعض “المسائيل” يللي تستضيفهم البرامج الهزلية لكي يضحكوا على هول مصائبنا!!!

كيف تضحكون و العالم تموت على مدار الساعة بسبب تعنتكم و سرقاتكم و فسادكم بعد أن شرّعتم أبواب الوطن لكل محتل وكل محتكر وكل مجرم وكل حرامي!!! اضحكوا اليوم بعد أن استُبدِلت عملتنا الوطنية بالدولار عند التعامل بشراء حاجاتنا اليومية.. المُؤلِم والمُبكي هو أن المُخطِّط يعمل بدهاء مخيف إذ

يسحب السجادة من تحت أرجلنا بِتَرَوٍ وفي كل مرحلة ينفضنا لنتأقلم على الوضع الجديد. اليوم أصبحنا على “البلاط” فبِتنا نتمسّك به كي لا يكسروه ويهدموا بناء هذا الوطن!!!

أنا من تحاول أن تنشر الحب والطاقة الايجابية حولها قد خذلتني نفسي بعد إنفجار 4 آب وتوالت الأحداث بعدها بقسوة فتركتُ وهاجرت لأن عائلتي قد استسلمت ولم تعد تؤمن بهذا الجنون.بدأتْ عندها الناس تأكل بعضها البعض والحزن لفّ كافة أنحاء الوطن لا للحقيقة فإن الحزن يلف المنطقة برمّتها! غادرتُ

حدود الوطن رغما عني وغادر الكثير من أهل الوطن حدود الحياةوأيضا رغما عنهم. #ماذا_بعد ؟؟؟

الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل هنا في الإمارات في دبي. الدولة التي فتحت لنا أبوابها لكي نحيا بكرامة بعدما خذلنا أنفسنا في دولتنا المصونة. بالرغم من الراحة المحيطة بي مازلت أعاني لكي أتأقلم وأنا بعيدة عن حدود وطني. لقد فارقني النوم وأنا أحاول أن أتلمّس ما تبقى من الأمل المتراكم في

ثنايا نفسي “لأتشعبط” به وأَبني عليه وأنا أنتظر بزوغ الفجر… لا بد أن تشرق الشمس من جديد!!! لا بد أن ينمحي السواد ويتسرّب الضوء إلى بيوتنا ليعطي صحة وحياة لأهلنا وأولادنا!! “لازم نكفّي باللي بِقيو” قالتها فيروز من خمسين سنة ونحنا رح نكفّي باللي بقيو!!!

إحموا أنفسكم وأولادكم أهلي وأصدقائي من كل ما يُحاك ضدنا للاستيلاء على موقِعِنا وعلى أرضنا وثرواتنا البشرية والطبيعية… هي سنين عِجاف لن تدوم… لازم نبقى ولازم نكفّي ولازم نرجع!!!

حتى تشرق شمس الفرج، تصبحون على خير!

خلود 5/2/2023
#خلود_الوتار_قاسم #لبنان #تحية_لدولة_الامارات #أمل #فرج #بقاء #ثبات

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى