مقالات

السعودية و إيران “مصالحة القرن”

#الشبكة_مباشر_عمان_د. إبراهيم الزير

بعد ان كان حلم أصبح اليوم في واقع الامر حقيقة فريدة من نوعهامصالحه سعودية إيرانية بوساطة صينية وانهاء الخلافات وبداية عهد جديد بين البلدين وإعادة العلاقات الدبلوماسية وهو ما شهده العالم اجمع عندما استيقظ صباحا… نعلم جميعا مدى العلاقة بين ايران و الإدارة الامريكية على مدى سنوات قبل البدا لابد الإشارة الى انه لن و لم يتغير العالم بسهولة و بساطه التي قد يتصورها البعض و خاصه ما برزت به الصين في عمليه الوساطة بين السعودية و الدولة الفارسية ، لابد ان ندرك ايران و الإدارة الامريكية من الإمكان الاختلاف في العديد من الملفات منها ملف أوكرانيا على سبيل المثال و ليس الحصر او من خلال التغير الجزئي ارتباط الدولة الفارسية مع إدارة الرئيس الروسي بوتين و من الممكن انه كانت تلعب ايران هذا الدور من اجل التوازن فيما بين العلاقة بينها و بين الورس و كذلك الإدارة الامريكية ، و لكن الصورة مختلفة للإدارة الإيرانية في الشرق الأوسط انه لابد و يجب عليها الانتباه اكثر و اكثر بهذا التوازن والا لسوف يكون لها عقاب من قبل الإدارة الامريكية و هو تغير و اسقاط النظام الى الابد و تغيره الى نظام خاضع لأوامر و متطلبات الإدارة الامريكية و بقرار صارم كما تم انشاء هذا النظام بقرار امريكي و توليه الحكم عام 1979.
علاقات سريه تجمع على مدى سنوات بين النظام الايراني والإسرائيليوالأمريكي في الخفاء وخلف الستار أي الكواليس بالتالي لم تكن عفويه او وقتيه وكان يدور فيما بينهما اهم غرف العمليات العسكرية منذ تولى النظام الإيراني الإسلامي بعد الثورة الإسلامية الحكم في 1979.
حيث كان لإيران دور بينها و بين الإدارة الامريكية و التنسيق فيما بينهما على العمليات العسكرية في أفغانستان عام 2001م مرورا بعد ذلك بالعراق 2003م رغم الخلافات المستمرة في كيفيه تقسيم ثروات العراق فيما بينهما الذي مازال الى يومنا هذا قد يشغل حيز كبير في العلاقات فيما بينهما رغم البرنامج النووي حجر الزاوية للخلاف الأساسي ، و هديا لما تم سرده و نعلم مدى الخسارة الفادحة التي تعرضت لها الإدارة الامريكية في حرب أوكرانيا و لن يستكن على النفوذ و السيطرة لكن خسرت العديد من الحلفاء الا ملف الدولة الفارسية الذي يعد لحد الان في تصوري بانه الأهم و الذي تستحوذ الإدارة الامريكية على نسبه 99% من أوراق اللعبة و ان قرار الحرب كذلك هو في يد الإدارة الامريكية و ضف على ذلك بريطانيا و هما لما القدرة على بقاء النظام الإيراني من عدمه و لهما السيطرة عليها في قرار مصالحتها مع دول الجوار من عدمه وهما من استطاع و بقدره ان تحدد للإدارة الفارسيةالمساحة التي تكون بينها و بين العالم العربي و أخيرا و ليس اخرا يقومان بتحديد امتداد النفوذ الإيراني من عدمه ، على مدى السنوات تعمل النظام الفارسي على تحقيق مصالح و اجندات الغرب في المنطقةرغم رفعها الشعارات ضد دولة الاحتلال الصهيوني و التنديد الزائف ضد حلفائها و داعميها في المنطقة مسرحيه مذيقه ابدعت الإدارة الفارسية الدور فيها و لكن يبدو انها لا تعلم بان الجميع يعلم ما خلف هذه المسرحية و هذا القناع و بدأت تلعب الدور دون اقنعه و أيضا ذلك بعد فشل الإدارة الامريكية و البريطانية حربها في أفغانستان و العراق و كان للفارسية دور في اكمال المهمة على اكمل وجه و التي تعد هي الوكيل السري لإتمام باقي المهمات على اكمل وجه كما فشلت إسرائيل في سوريا و لبنان و أكملت ايران المهمة أيضا على اكمل وجه و فشلت الإدارة الامريكية في اليمن و جاء دور ايران في اكمال المهما وكيلا عن كل الحلفاء السريون و هو ما نشاهده في العواصم الخمس التي قد تسيطر عليها ايران في وقتنا الحالي دمشق و بغداد و بيروت و صنعاء و كابول عملت عليها ايران من خلال تلك الاجندات الغربية و الصهيونية و هو ما يدل على فشل دولة الكيان في تحقيق تلك المهمة و هو ما استند اليه أوباما في كيفيه استخدام هذا الدور و كيف سوف تقوم بتفعيله ايران في المنطقة بدلا من الكيان الصهيوني المحتل و نجحت تلك الأجندة و بالتالي ما شهدناه على شاشات التلفزة من وساطة صينيه بين الرياض و طهران لا يعد تغيرا في موازين العالم بالشكل المباشر خاصه و ان مازالت أوراق اللعبة مع الإدارة الامريكية و انها متى تشاء تستطيع تحريك طهران الى أي اتجاه قد تراه يتناسب مع تلك الاجندات خاصه و ملفات الدولة الفارسية مع دول الخليج العربي على وجه التحديد و على ما يبدو بانه بأذن امريكي خالص هذه الوساطة و تلك المصالحة فيما بينهما و السؤال هنا الذي يطرح نفسه هل هذا بالفعل سوف يحدث تغير جذري في العلاقات بين طهران و بين دول الجوار في الشرق الأوسط او تغير الوضع في العراق و اليمن و سوريا و لبنان و هل التقارب السعودي الإيراني و التفاهم طبقا لتلك المصالحة قد تطرأ الى تلك الملفات فيما يخص استقرار و استقلاليه العراق و عدم التدخل في شأنها الداخلي و الوضع الحالي للدولة اللبنانية الهيمنةالإيرانية على الدولة بالكامل و هل تلك الاتفاقية فحواها لها دور في عمليه انسحاب الحوثين في اليمن خاصه المناطق التي يسطر عليها وكلاء ايران في اليمن في شمال اليمن و على ان تعود السلطةالشرعية الى العاصمة صنعاء و بالتالي هل سوف نشهد توقف للحرب الأهليةالسورية خاصه و انها حرب بالوكالة و اجندات عديده تنفذ على الأراضي السورية من خلال تلك الحرب الاهلية و هل قد ينتهي التهديد الإيراني المستمر لمملكة البحرين و شعبها هل سوف ينتهي محاولة تهريب المخدرات الى المملكة الأردنية الهاشمية التي قد تصد لها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مؤخرا و دفع ثمنها شهداء من الجيش العربي الأردني في حماية الأردن من مخدرات الدولة الفارسية و هل سوف نشهد في المرحلة القادمة تخلي ايران عن سيطرتها وعودة الجزر الإمارتية الى حضنها الأصلي التي اقدمت إيرانفي 30 نوفمبرعام 1971على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى و طنب الصغرىا للتانتتبعانإمارةرأسالخيمة،أبوموسىالتيتتبعإمارةالشارقة و ذلكقبلأياممناستقلالالإماراتالعربيةالمتحدةفي2 ديسمبر 1971, وفيهذااليومأيضانالتاستقلالهامنالحمايةالبريطانية.

نحن الان مازلنا نتبع حسن النوايا للدولة الفارسية بعد ان تم الإعلان عن تلك المصالحة او التي قد اطلقت عليها في الوقت الحالي “مصالحه القرن” و هل قد تضمنت الاتفاقية او ماعرفت بالمصالحة و عودة العلاقات الدبلوماسية انها فعليه ، ام تلك المصالحة كانت مؤقته و شكليه حتى لا نستدرج الى حرب عالميه تأكل الأخضر و اليابس بين الشرق و الغرب برغبه من الإدارة الامريكية و حلفائها بريطانيا و إسرائيل في محاولة نقل الحرب الروسية الأوكرانية الى منطقه الشرق الأوسط باي طريقه بأي ثمن كذلك في محاولة ضرب مصالح روسيا و الصين في المنطقة بعد التقارب لدول الخليج العربي و مصر و الأردن الى روسيا و الإدارة الصينية و بعد ان قامت الإدارة السعودية على توطين الصناعات العسكرية الصينية على أراضيها و هل تلك التهدئة الوقتيه و الشكلية سوف تستمر الى ان يتم الانتهاء من الانتخابات الامريكية المقبلة 2024م لحين قدوم رئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية او سوف تكون مستمرة دون التقيد بموعد محدد او لها تاريخ انتهاء كما كان لها تاريخ صلاحيه او بعد ان تم الكشف عن تطبيق اجندة المليار الذهبي و العمل على تفاديه بأي صورة من الصور .
و لابد ان ندرك جيدا بان تلك مصالحه القرن لن و لم تكون على حساب أي من دول الجوار أو بمعنى اخر لن تقوم بتلك المبادرة السعودية بقيادتها الحكيمة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله و رعاهم الى تلك الخطوة على حساب المنطقة بالكامل كما بفعل البعض سابقا خاصه و ان الرياض لديها الخبرةالسياسية و الباع الطويل من العمل في الإدارة الدبلوماسية التي تمكنها في كيفيه المناورة و كيفيه اتخاذ القرار الحكيم و الحفاظ على حلفائها و المنطقة العربية بالكامل و تعلم مدى قوة تلك الاتفاقات مع طهران وأي مدى ان تكون هاشه أيضا في نفس الوقت و من قد يكون خلفها عندما تكون هاشه .
اليوم الكيان الصهيوني رغم كل تلك الاحداث الا ان التقارب السعودي الإيراني قد أدى الى ارتباك ناتنياهو ومخاوفه من تغير الموازين من خلال هذا التقارب خاصه بعد ان فشل في محاولة اقناع الدول العربية والخليج العربي في تكوين حلف عربي إسرائيلي لمحاربه وضرب إيران في العمق والذي قد جاء بالرفض من قبل العالم العربي وخاصه دول الجوار وصولا مصر مرورا بالأردن فقد سقط رهانها على اهم الملفات التي كانت تسعى الى تحقيق أهدافه ورؤيته في المنطقة بالكاملو محاولة جر مصر و السعودية في القضاء على جيوشهما و تقسيم تلك الدول العربية بالشرق الأوسط الى ولايات او دول صغيره يكونوا وكلاء لها و للإدارة الامريكية في حربها على روسيا و الصين و جاء في المقابل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي صرح بان الاتفاق السعودي الإيراني قد يسهم بتحقيق الاستقرار في المنطقة و هنا اصبحتطبيعتل ابيب معالرياضليسلهمعنى في حسابات نتنياهو وهو مما دل هذا الاتفاق و كشف كذب و افتراء النظام الإيراني عندما كان يقوم بالإعلان من خلال اعلامه في انه يوجد اتفاقات سرية سعودية و إسرائيلية من خلال التطبيع غير معلن ناهيك عن العلاقات التجارية العسكرية التي كان يروج لها النظام الإيراني عن الرياض و تل أبيب و من اجل الاتفاق عليها و العمل على قصفها و الأكاذيب الأخرى في ان الرياض سوف تقوم بتمويل حرب إسرائيل ضد طهران و هو ما روجت له ايران خلال الفترةالسابقة و على مدار اكثر من ربع قرن .. إذا بعد مصالحة القرن هل بالفعل سلام جذري حقيقي او ما حدث هو عبارة عن هدنه مؤقته لتفادي نقل الحرب الروسية الأوكرانية الى منطقه الشرق الأوسط وهو ما سوف نشاهده الأيام المقبلة من خلال العلاقات الدبلوماسية والثنائية السعودية والإيرانية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى