مقالات

وجهة نظر تأريخية عن يوم 14 تموز 1958 عشتها بنفسي

#الشبكة_مباشر_باريس_المؤرخ د. حسن الزيدي

وجهة نظر تاريخية في يوم السبت الموافق 1958.7.12 كنت أنا حسن كرمش حميد الزيدي مع مجموعة من الرفاق منهم ضرار اسماعيل الشمري و صباح الحوراني و

عبدالإله الوائلي و منذر عبد الرحمن الدوري وعبد الجبار محسن اللامي و حكمت يوسف التكريتي و اسماعيل الطويلة و هادي جبر و شامل اورخان وحمزة الجنابي و

ابلغنا الرفيق خالد علي الصالح الدليمي بأن نكون في حالة انذار دائمة حيث أن أحداثا سوف تحصل خلال اليومين القادمين.

في صباح يوم الاثنين الموافق 1958.7.14 سمعت من إذاعة بغداد التي لم تبدأ بثها المعتاد بزقزقة عصفور ثم أيات من القرأن بل ب (البيان رقم واحد) الذي كنا نحن البعثيين

و بقية القوى الوطنية ننتظره و الذي اعلن عن إسقاط الملكية و اعلان الجمهورية و يدعو الجماهير للنزول للشوارع لدعم الثورة. .

فلم ابلغ اي من اهلي و خرجت إلى الساحة الرئيسية في منطقة دور العمال في بغداد الجديدة التي ألتقيت الرفيق خالد بها و وجدت عشرات من الشباب ليس فقط البعثيين

من الذين ذكرتهم اعلاه بل اكثر منهم من الشيوعيين و بدأنا نتصافح و ركبنا الباص الخشبي الوحيد الذي يربط بغداد الجديدة حتى ساحة ألامة التي صارت لاحقا تسمى

ساحة التحرير حيث وجدنا اعدادها غفيرة من الشباب القادمين من الكرادة الشرقية و من منطقة المجزرة التي سوف سميت لاحقا مدينة الثورة . سرنا في شارع الرشيد

الذي ضاق من كثرة الذين تجمعوا فيه حيث تزيد اعدادهم القادمة من الرصافة شرقآ و من الكرخ غربا.

و وصلنا إلى ساحة المتحف القديم الذي ينتصب قربه تمثال الشاعر معروف الرصافي و شاهدنا مئأت الشباب قادمين من الكرخ عابرين من جسر الشهداء و هم يسجلون

جثة مقطوعة الرأس ذات جسم ابيض وعلمت انها جثة عبد الإله خال الملك فيصل الثاني و ساهمت بسحلها حتى باب وزارة الدفاع التي امامها قرر عبد الالاه اعدام

العقداء الأربعة الوطنيين وهم صلاح الدين الصباح و فهمي سعيد و كامل شبيب و محمود سلمان و سبقهم اعدام المحامي وزير الاقصاد يونس السبعاوي لأنهم ثاروا

في1942.5.2ضد الانكليز بينما الشيوعيون وصفوهم بأنهم انصار الفاشية.

ثم انتقلنا إلى الكرخ وحطمنا تمثال الجنرال الايرلندي مود الذي إحتل بغداد في 1917.3.7 و المنصوب أمام السفارة البريطانية والذي تم صنعه بتبرعات عملاء عراقيين.

ثم حطمنا تمثال الملك فيصل الأول الذي إعاد نصبه صدام حسين و الذي يقع في مدخل جسر الاحرار من جهة الكرخ و مجاور للإذاعة والتلفزيون.

ثم اردنا أن نذهب لدار نوري السعيدفي البناية الحالية للفندق منصور ميليا .غير أن الجيش منعنا و أطلق إطلاقات مكثفة فوق رؤوسنا لتفريقنا.

لقد بقيت حتى الغروب و انا اتجول بين شارع الرشيد وحديقة ألامة ( ساحة التحرير) قبل أن اعود مشيآ على الأقدام لمسافة ثمانية كيلو مترات لكي أصل مساءا الى اهلي

في (منطقة شطيط)التي تقع بين دور العمال في تل محمد أو تل حرمل جنوبا و منطقة الصرايف أي المجزرة أو ( الميزرة ) شمالا وقد بح صوتي .

اترك البقية لما جرى من احزان حيث أن الثورة قتلت رجالها و استولى الانتهازيون عليها و لا زلنا ندفع اثمانا باهضة وطنيا.

تحى الحرية وتحى الجمهورية و يحى و تحى كل من ساهمت ولا زالت تساهم مع الرجل في بقاء العراق وطنا حرا ديمقراطيا ومتعدد الأعراق والأديان والمذاهب والاحزاب.

حسن الزيدي
2023.7.13

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى