الاخباردولي

هل إنتهزت اسرائيل هجوم حماس للاسراع بتطبيق صفقة القرن رغم رفض الدول العربية؟

#الشبكة_مباشر_بروكسل_أمينة بن الزعري

في سنة 2020 و بعد طول انتظار وترقب كشف الرئيس الأمريكي الاسبق دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وبحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، عن خطته الموعودة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي تعرف بصفقة القرن.

🔸️وتضمن الخطة استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية.
ومن خلالها تعهدت اسرائيل بالحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات وهي الفترة الممنوحة للجانب الفلسطيني كي يقر الدخول في مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لتطبيق الخطة.

وحينها اعتبر ترامب خطة السلام المقترحة “فرصة أخيرة” للفلسطينيين.

لكن و بعدها و حتى قبل أن تطأ قدم نتنياهو أرض اسرائيل عائداً من واشنطن، أعلن أنه سيقدم اقتراحاً إلى الكنيست الاسرائيلي لضم منطقة وادي الأردن الاستراتيجية ومستوطنات الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل من جانب واحد.

و في اطار هده الخطة ستكون للدولة الفلسطينية التي ستقام عاصمة تحمل اسم “القدس” في اي مكان آخر لكن لا علاقة له بمدينة القدس التي ستبقى موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية وعاصمة لها، بينماستضم العاصمة الفلسطينية بعض الضواحي النائية من القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967.

🔸️أما فيما يتعلق بالحرم الشريف في القدس فسيبقى الوضع كما هو وستواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى.

🔸️ويحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس كما كان داءما.

وهادا معناه ان كل المستوطنات في الضفة الغربية ستصبح جزءاً من اسرائيل الى جانب منطقة وادي الاردن

🔸️صفقة القرن؟؟؟: لها مخاطر كبيرة وفرص نجاح ضعيفة جدا

فعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح ترامب أن مليون فرصة عمل جديدة ستخلق للفلسطينيين في حال قبولهم بتنفيذ الخطة، كما سيتم خفض معدل الفقر إلى النصف، مما سيؤدي إلى رفع الناتج القومي الإجمالي للاقتصاد الفلسطيني مع توفير 50 مليار دولار للإنفاق في مشروعات للبنية التحتية والاستثمار على مدى 10 سنوات لكل من الدولة الفلسطينية وجيرانها الأردن ومصر ولبنان.

الا انه لن يسمح للدولة الفلسطينية انشاء أو تشغيل ميناء في غزة في المرحلة الأولى، وبدلاً من ذلك صوف توفر اسرائيل عبر مينائي حيفا واشدود المنشآت الضرورية لاستيراد وتصدير السلع والمواد لصالح الدولة الفلسيطينية خلال السنوات الخمس الاولى، وبعدها يمكن للدولة الفلسطينية إقامة مرفأ في غزة بعد الوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل . كما سيتم ربط قطاع غزة بالضفة الغربية عبر “نفق”

🔸️وتتحدث الخطة التي تقع في 181 صفحة ونشرها البيت الابيض على موقعه بعنوان “السلام على طريق الازدهار” لأول مرة عن موضوع “اللاجئين اليهود” ويقصد به اليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية قبل إقامة دولة اسرائيل عام 1948 وهجرة عدد كبير منهم إلى إسرائيل أو غيرها من الدول.

وتقول الوثيقة إن الصراع العربي الاسرائيلي خلق عددا متساويا تقريبا من “اللاجئين” الفلسطينيين واليهود على حد سواء، وتؤكد أن اليهود الذين فروا من الدول العربية قد عانوا مثل أقرانهم الفلسطينيين.

🔸️كما تؤكد الوثيقة على رفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل واسقاط أي مطالب مستقبلية بالتعويض. و هادا يعني ان كل لاجىء فلسطيني لا يتمتع بحقوق المواطنة في أي بلد أمامه ثلاثة خيارات: _العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة وتبعا لقدرات الدولة ستمنحه حق الاستقرار في البلد الذي يقيم فيه وبناء على موافقة البلد ،
_أو إدراجه ضمن برنامج توزيع اللاجئين الفلسطينيين،و على الدول الراغبة الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بحيث تقبل كل دولة استيعاب خمسة آلاف لاجىء سنويا وعلى مدار عشرة أعوام.
🔸️و وفقا لخطة لسلام في الشرق الأوسط، التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمعروفة باسم “صفقة القرن”، فقد أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفض الصفقة، معتبراً أنها تخدم مصالح إسرائيل .

🔸️ واثر ذلك ظهرت ردود فعل من جميع الانحاء و أبرز هاردود الفعل العربية بعد إعلان تفاصيل الخطة:

_اتصل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً له الوقوف خلف خيارات الشعب الفلسطيني.

_وقبل ذلك، شجعت المملكة في بيان على دخول الفلسطينيين والإسرائيليين في مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية، ومعالجة أي خلافات حول خطة ترامب.

_وتلاقى الموقف المصري مع السعودي من حيث استئناف المفاوضات برعاية أمريكية، بعد دراسة “متأنية” للخطة.

_وقالت الخارجية المصرية إن القاهرة تنظر لأهمية المبادرة الأمريكية من حيث تسوية القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية ومقرراتها.

_ورحبت الإمارات بدورها بالصفقة كنقطة انطلاق للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده واشنطن.

_بينما ، حذر الأردن على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي من “التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض”، وأكد التمسك بحل الدولتين على أساس حدود 1967.

_ومن جهته، أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، لنظيره الفلسطيني تمسك بلاده بالمبادرة العربية، ولا سيما حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

🔸️وهناك مخاوف في الأردن ولبنان من توطين اللاجئين الفلسطينيين لديهما بما يحمله ذلك من تبعات اقتصادية وديموغرافية. فمبادرة ترامب ترفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، وإسقاط أي مطالب مستقبلية بالتعويض.
_ووصفت سوريا الخطة بأنها “استسلام” لإسرائيل:

وما تنهجه اسرائيل منذ السابع من أكتوبر كرد فعل لهجوم حماس، هو محاولة إخلاء غزة من سكانها و الدفع بهم أقصى ما يمكن إلى سيناء حتى تفرض الأمر الواقع و تبني ما تعهدت به و بالتالي يتسنى لها السيطرة على االضفة الغربية ، و بعدها بناء الجسر الذي يربط غزة بالضفة الغربية.

و لعل استهدافها للحدود المصرية ما هو الا ضغط تحاول من خلاله تطبيق الصفقة بفرض الأمر الواقع.

و مما يبعث على الحيرة و يؤكد تتبع اسراءيل خطة معينة ، هو سرعة الاحداث و تتابعها تحت صمت رهيب من الدول المجاورة و خصوصا سكوت إيران و حزب الله و تأييد لأكثر الدول في العالم و انحياز أوروبا، بل و حتى سكوت القوى الأخرى كالصين و روسيا..

كما أن الحالة المادية لبعض الدول المجاورة كمصر و الأردن خصوصا بعد كورونا و الأزمة المالية الحالية تدفعنا للتساءل عن إمكانية تواطوء هاده الدول لتستفيد من المليارات الأمريكية…

و لعل ان الاحداث المتسارعة في المنطقة كل يوم جديرةبان تكشف لنا مدى صحة بداية تطبيق هذه الصفقة اللعينة التي يعتبر الكل فيها رابح ما عدا شعبنا العربي الفلسطيني الأبي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى