غير مصنف

سيناريو البالف و المبلوف

#الشبكة_مباشر_د . نـمـيـر نـجـيـب نـعـوم

تعد سيناريوهات البلف من الصناعات الرائجة في عدد من المجتمعات التي يحكمها عناصر لاشأن لهم بالشعب بل ان جل اهتمامهم هو كنوز وموارد البلد الذي يتنفذون بحكمه.

حقا انها صناعة لها من حملات الترويج ،،ومن اساسيات الترويج في علم التسويق أن صاحب الأنتاج لايمكن له الأستمرار في ترويج صناعته الا أذا تأكد وتيقن ان ترويجه يصل الى عقول المستهلكين ، فاذا كانت بضاعته فاسدة ولاتحتوي على المواصفات الفنية الراقية،فذلك دلالة على ان من يتلقى سلعته هم مجموعة من عقول تسيطر عليها الغشاوة وقليلي الدراية والمعرفة وهم في الغالب من السذج الذين يحتلون الطبقة البسيطة في المجتمع ، ولكن تكمن المشكلة في ان من يتلقى برامج ” البلف ” هم من صفوة المجتمع الذين يتباهون بخبرتهم وشهاداتهم وامكانياتهم ومع ذلك يسكتون على تلك البرامج ، فهم كمن يسكتون عن الحق ، ومن يسكت عن الحق فهو شيطان اخرس .

من يحتل المناصب بناءا على ترشيحات من قبل جهات لاعلاقة ولادراية لها بالاختصاصات المطلوبة لذلك المنصب،فأن ذلك يفسر ان احتلال المنصب هو أولا لأغراض مادية لخدمة تلك الجهات ، وثانيا فانه يمتهن سياسة ” البلف ” التي تعتمد اساسا على قصص الخيال البعيدة عن الواقع ، وتركز هذه القصص على الوعود الطنانة الرنانة التي تبدأ بكلمات محددة ،مثل ” سوف نقوم ” ، ” سوف نعمل ” ، ” سوف نوفر” ، ” سوف نقدم لكم ” ،، ثم يتركون المناصب الى زملائهم واحبابهم الذين لايرثون انجازات حقيقية على ارض الواقع، بل يرثون كلمة ” سوف ” ، وهكذا تسير العجلة المعطوبة دون الوصول الى بر الأمان.

منذ عشرين عاما ، لايفتخر اصحاب المناصب الا بالصور والدعايات التي يروجون لها كــ ” مقبلات ” قبل الوجبة الرئيسية في ” البلف ” ، لايرددون ولايعرضون ما تم انجازه من ملفات الخراب والفساد التي تعتبر من الأوتار الحساسة التي لايجوز المساس بها ، ولكنهم يخاطبون عقول البسطاء ويعدونهم بالجنة ، ويتم وصولهم للمناصب وتعاد نفس ملفات الفساد وتبقى الرقابة والمتابعة في سبات عميق .
من الملفت للنظر ان من يعرض صورته ، لايعرض انجازاته ، والأغرب من ذلك ان فئة السذج ،

يختارونه لصورته واسمه ولقبه، ولايقولون له ماذا فعلت وماهي انجازاته ، فاذا كان السياق هو المعتمد في اختيار القيادات ، فلماذا لايطبق نفس السياق عندما يتم قبول الطلبة في الدراسات العليا مثلا ويتم استيعاب جميع المتقدمين بغض النظر عن خلفياتهم العلمية وتخصصاتهم الأكاديمية ، ولماذا يتم انتخاب وترشيح ” البالف ” بصورة متكررة بالرغم من انجازاته الصفرية ، ولمدة عشرين عاما وبنفس الوقت يتم فصل الطالب عندما يتكرر رسوبه في نفس الصف، فالسياسي “البلاف ” يأخذ عشرين صفرا ويعود مجددا لمنصبه وهو راسب، والطالب يأخذ صفرين ثم يتم فصله ،

ولماذا يطلب الطبيب اوليات عن صحة المريض ويجري له الفحوصات اللازمة قبل اعطاء العلاج المناسب ، ولايتم وضع علاجات للذين يتمتعون بامراض انتفاخ الجيوب وأورام المكتسبات اصحاب وجبات ” البلف ” التي يقدمونها كأطباق مجانية للسذج ، وكذلك الحال عندما تجرى المناقشات والحوارات والتدخلات اثناء اقرار الموازنات المالية السنوية ةمايتابعها من وجبات ” بلف ” يسيل لها اللعاب ، وما ان يتم اقرارها وتنفيذها وانتهاء السنة المالية ، حتى يسكت ” المبلوفون “ولايحاسبون ” البلافين ” عن قصص الدجل والشعوذة التي قدموها .

ان هذه المنظومة اذا ما استمرت فأن مصير البلد هو السقوط النهائي ، ويبدو ان خطة من قام بالتغيير الاساسي ، هو ان يتم تسليم امكانات البلد الى نخبة منتقاة من ذوي الخبرة في شؤون ” البلف ” ولايتقنون وجبات سواها، بدليل سكوت جميع الأطراف ،القائمون والتابعون ، ” البلافون ” و ” المبلوفون ” ، مادامت صينية ” البلف قائمة ويتناولونها بعشرة اصابعهم .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى