الدكتور مصطفى نعمان حسين بن الشيخ علي البدري ( 1934-2019) علم من أعلام الأمة
#الشبكة_مباشر_سامراء_د. محفوظ فرج المدلل
وُلِد الدكتور مصطفى نعمان البدري في سامراء يوم الاثنين ١٦ رمضان ١٣٥٣هـ – ٢٤ كانون الأول ١٩٣٤م (١) وتربى منذ نعومة أظفاره في كنف أسرة دينية معروفة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر شافعية المذهب رفاعية السلوك تحب العلم ؛ فوالده السيد حسين بن الشيخ علي البدري وهو من بقية غلبها الحياء فتوارت عن عالم الناس ، وآثرت الالتزام بنمط خاص من الحياة دون أن تبعد عن الواقع ، أو تتأخر عن طريق الحضارة(٢)
ويذكر هو : أنه كان بين عامي ١٩٣٩ – ١٩٤١م يهيم بالاناشيد القومية ، والتمثيليات التي تصور الفتح العربي الاسلامي باللغة الفصحى التي يسمعها من الاذاعة(٣)
دخل المدرسة الابتدائية في الدجيل وأنهاها في المحمودية ، ويروي في هذه المرحلة أنه قد أُشرِب قلبه بحب العروبة ؛ فحينما زار المدرسة في الدجيل أحد المشرفين وهو يرتدي الملابس العسكرية وخطب بالتلاميذ بحماس عن الوحدة العربية ولمّا انتهى من خطبته طلب من التلاميذ أن يرسم أحد منهم خارطة بلاده يقول الدكتور مصطفى : فاخترقت الصفوف ورسمت خارطة الوطن العربي فقال لي : اين وطنك ؟ فأشرت إلى وطني ، فصافحني وربت على كتفي فكان هذا ارفع وسام عندي (٤)
والتحق بالثانوية في سامراء وحصل على الشهادة الأعدادية في الأعظمية وكان شغوفاً بفكرة العروبة المؤمنة
حصل على البكالوريوس في أداب اللغة العربية والعلوم الاسلامية – كلية دار العلوم – الشريعة – بجامعة بغداد
و يبدو أن الدكتور مصطفى نعمان قد اطلع على بعض مؤلفات الامام مصطفى صادق الرافعي منذ وقت مبكر فهو يذكر أن أباه يرى في الرافعي – الاديب الامام – الأصالة والتجديد الصحيح معاً (٥)و في سنوات دراسته الجامعية قد اطلع على معظم مؤلفات الرافعي فعشق كل كلمة كتبها ؛ فأصبح يلهج بنثره وشعره حتى حفظ بعضاً من مؤلفاته(٦) عن ظهر قلب
ولذلك عقد العزم على دراسة هذه الشخصية الفذة في دراسته العليا فحصل على شهادة الماجستير من كلية دار العلوم – القاهرة ، باشراف العلامة الاديب عمر الدسوقي عن رسالته ، الامام الرافعي المطبوعة في دار البصري بغداد ١٣٨٧هـ- ١٩٦٨م .
ثم نال الدكتوراه في مصر عن إطروحته ( الرافعي الكاتب ) ١٣٨٢هـ – ١٩٧٤م ، وحصل فيها على مرتبة الشرف الأولى ( امتياز ) (٧)
وقد أجازه الأستاذ محمد بهجة الأثري بالكتابة الأدبية والنقد ودعاه بالناقد المكين .
سلك الدكتور مصطفى في الوظيفة المدنية كاتباً وملاحظاً في وزارة المعارف والجامعة ، ثم انتقل إلى التدريس محاضرا ومدرساً، وأستاذاً للأدب الحديث في كلية الآداب جامعة بغداد )(٨) ثم أستاذا للأدب الحديث في جامعة تكريت ، وجامعة سامراء و أحيل على التقاعد ، متفرغا للكتابة والتأليف .
توفي رحمه الله في ٢ / ذو القعدة / ١٤٤٠هـ – ٥ / تموز / ٢٠١٩م
مؤلفاته
————
أخرج في الشعر
١- في مولد الفجر
٢- معجزة العروبة
٣-يوم العروبة
٤- وادي الهوى
وأكثر شعره هو اعتقادي – حتى في غزله
وأمّا دراساته فهي :
١- عصر الرافعي – الأديب الامام – مطبعة البصري وهي رسالته للماجستير
٢- أغاريد الرافعي – مطبعة الحرية -،وزارة الثقافة ١٣٩٩هـ- ١٩٨٠م
الرافعي الكاتب ، اطروحة الدكتوراه ، دار الجيل – بيروت ١٤١١هـ- ١٩٩١م
٣- الانبعاث القومي للضمير العربي – بيروت ١٤٠٥هـ- ١٩٨٥م
٤- الاسلام الحنيف والموجة الدينية المضطربة بغداد ١٤٠٩هـ- ١٩٨٩م
٥- كُلَيمات الرافعي الآبدات ، انتقاء وتقديم وتعريف
٦- العروبة المؤمنة والبناء الاعتقادي للأمة
وقد أعد للامام الرافعي الجزء الرابع من كتاب ( وحي القلم ) و( ديوان النظرات ) و ( الكتاب النبوي )
وننتظر أن يطبع ما أعده ولده البار الدكتور محمد البدري .
ولا بد من ذكر فضله عليَّ فقد كان معي طيبا كريما لم يبخل علي بما لديه من علم ومعرفة إنه رجل عروبي وبحر زاخر أدبا ولغة
حدثني عن اعجابه الكبير بالامام مصطفى صادق الرافعي وقد وجدته يحفظ الكثير من مؤلفاته عن ظهر قلب
حدثني عما لديه من معلومات عن الأديب الكبير عباس محمود العقاد وعن الشاعر اسماعيل صبري والأديبة مي زيادة وطه حسين وأحمد لطفي السيد وجبران وغيرهم كثير
فقد أغناني بأدب هذه المرحلة فقرأت لهم جميعا
لقد كان رحمه الله تعالى يرتاح لي كثيرا وكان شديد الرغبة بأن يوجهني الوجهة الصحيحة في كتابة النثر لأني حين التقيته كنت أمتلك أدوات الشعر ولم يهتم معي بجانب الشعر لانه يعرف إمكانياتي فيه
وقد نجح نجاحا باهرا معي في تعليمي البحث الادبي وكتابة المقالة .
وحين هممت في اعداد رسالتي لمرحلة الماجستير
وجمعت مادتي للبحث قال لي : اذهب إلى الكتابة
فبدأت بتشجيع منه أكتب وفي كل فصل أتمه
أعرضه عليه ويبدي ملاحظاته القيمة التي أفدت منها في تجربتي الأدبية على الرغم من أنها كانت في أدب العصر العباسي واختصاصه هو النقد الادبي الحديث
أسأله تعالي يا أبا محمد نجيب أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ويحشرك في أعالي الجنان بصحبة المصطفى صلى الله علية وسلم والانبياء والصديقين والأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
الدكتور محفوظ فرج المدلل
————————————
١- الرافعي الكاتب بين المحافظة والتجديد / تأليف مصطفى نعمان البدري ، دار الجيل / بيروت – دار عمار / عمان الأردن الطبعة الأولى ١٤١١هـ – ١٩٩١م ص ٥٨٩
٢- يوم العروبة ، محاكات شعرية ( تمثيلية ) مصطفى نعمان البدري ، مطبعة دار البيان العربي ، القاهرة الطبعة الأولى ض١٣٨٤هـ- ١٩٦٤م ص١٧
٣- المرجع نفسه ص ٢٦
٤- معجزة العروبة ، مصطفى نعمان البدري ، مطبعة الايمان- بغداد ص٨
٥- كليمات الرافعي الآبدات ص ١٦١
٦- – مؤلفات الرافعي هي : ١- ديوان الرافعي ثلاثة أجزاء ٢- ديوان النظرات ٣- تاريخ آداب العرب ثلاثة أجزاء ٤- حديث القمر ٥- كتاب المساكين ٦- نشيد سعد ٧- النشيد الوطني ٨- رسائل الأحزان ٩- السحاب الأحمر ١٠ – تحت راية القرآن ١١- على السفود ١٢- اوراق الورد ١٣- رسالة الحج ١٤- وحي القلم ١٥- رسائل الرافعي ١٦- أغاريد الرافعي / ينظر الرافعي الكاتب ص٥٧٣
٧- وقد حدثنا – في المرحلة الرابعة قسم الله العربية عن شجاعة الدكتور مصطفى في المناقشة – أستاذنا الدكتور حسام النعيمي وهو يدرسنا النحو العربي ، كلية الآداب جامعة بغداد ١٩٧٦م
٨-الرافعي الكاتب ص ٥٩٠