أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباراوربيكلمة العددمقالات

اليوم يحتفل المغاربة و الأتراك بذكرى إنطلاق وجودهم في بناء رخاء بلجيكا من عام 1964 الى يومنا هذا

#الشبكة_مباشر_لييج_عصام البدري

اليوم يحتفل المغاربة و الأتراك في مدينة لييج جنوب العاصمة بروكسل بذكرى إنطلاق وجودهم في بناء رخاء بلجيكا من عام 1964 الى يومنا هذا بحفل كبير في مدينة لييج يشارك به العشرات من الجمعيات الثقافية و الفنية في مدينة لييج.

بداية الجالية المغربية في بلجيكا جاءت مع عمال الصلب والبناء، و الفحم وعددها الآن 600 ألف

جيل العاملين المغاربة الذين استعانت بهم بلجيكا في الستينيات لتعويض نقص العمالة في صناعات مثل التعدين والصلب والتصنيع والبناء.

واليوم تضم بلجيكا نحو 600 ألف شخص من أصل مغربي، و يمثل المغاربة قرابة شخص واحد بين كل خمسة أشخاص في بروكسل وحدها، وفقاً لأرقام مُتحف الهجرة.

وفي البداية، كانت الجالية المغربية تتألف من العاملين الذكور، ولكن مع مرور الوقت، انضم إليهم النساء و الأطفال، وأدى هذا إلى نمو الجالية المغربية التي هي اليوم أكبر أقلية في البلاد.

لقوا ترحيباً شديداً من السكان المحليين
ورغم هذا التغيير الجذري في البيئة، في البداية على الأقل، “لقوا ترحيباً حاراً” من السكان البلجيكيين.

كانوا أشبه بمعلم سياحي، مشهد غريب في الحي. فكان السكان المحليون يدعون المغاربة لتناول القهوة،

وصل كثير من المغاربة الآخرين إلى بلجيكا خلال الستينيات و رغم المعاملة الودودة من بعض السكان المحليين، لم تكن الأمور تسير دوماً بسلاسة.

فمثل العديد من الدول الأوروبية لاقى المهاجرين ترحيباً في أوقات الازدهار فقط.

التحول في المعاملة بدأ مع تزايد البطالة
شهدت فترة الثمانينيات ارتفاعاً في معدلات البطالة وتنامي المشاعر المعادية للأجانب.

وأصبح التمييز أكثر انتشاراً، فكان أصحاب العقارات يرفضون تأجيرها لغير البلجيكيين وتمنع المؤسسات دخول الأجانب، وخاصة العرب والسود.

وكان المبرر الأكثر شيوعاً هو أن الأجانب يأتون لسرقة وظائفنا ونسائنا”.

وازداد الوضع سوءاً في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول وهجمات بروكسل عام 2016 في المترو والمطار التي أودت بحياة 32 شخصاً.

حتى أدوات الاستحمام كانت غير متوفرة في البداية ، ولكنهم حاولوا التأقلم مع الثقافة البلجيكية

وخلال الأيام الأولى لانتقال العوائل المغربية إلى بلجيكا، عاشت في ظروف مالية صعبة. لم يكن أدوات الاستحمام متوفرة، وكانو نغسلون الملابس بالأيدي أو في الحمامات العامة”.

وفي المدرسة، زادت مشاكل اللغة الفرنسية الأمور صعوبة، لكنهم كان مصمون على النجاح في مساعدة بلجيكا و الآخرين.

ولكن السكان ما زالوا لا يتقبلونهم
لا يعتبر السكان البلجيكيون الأشخاص من أصل مغاربي بلجيكيين، ولا يتقبلون ذلك بالكامل. وقال: “هذا يمكن الشعور به في الطريقة التي ينظرون إلينا بها، وفي الحياة اليومية”.

بالرغم من كون اغلبهم الان بلجيك، ولكن لا ينسون جذورهم المغربية. و الابناء لا ينسون أن والديّهما تخلّيا عن كل شيء ليمنحون الابناء فرصة لحياة أفضل”.

الإيطاليون لم يتحملوا سوء المعاملة في مناجم الفحم فلجأوا البلجيكيون للمغاربة
بعد الحرب العالمية الثانية، كانت بلجيكا بحاجة إلى إعادة الإعمار لكنها واجهت نقصاً في العمال.

فلجأت الحكومة إلى توظيف عمال من الخارج للعمل في المناجم لأن تعدين الفحم كان المصدر الأساسي للطاقة، ويتطلب عمال أقوياء.

واجتذبت اتفاقية Men for Coal الموقعة عام 1946 مع إيطاليا رجالاً للعمل في هذه المناجم، لكنهم واجهوا ظروفاً قاسية و تمييزاً أدى إلى توقف الهجرة بعد 10 سنوات من

وفاة 136 إيطالياً في مارسينيل، التي تعد أسوأ كارثة تعدين في بلجيكا.

ولسد النقص في اليد العاملة، وقعت بلجيكا اتفاقيات مع إسبانيا و اليونان عام 1957 و مع المغرب و تركيا بعد (سبع سنوات).

أصحاب الأعمال كانوا يفضلونهم لأنهم متدينون ومطيعون

ودفع الفقر والبطالة في المغرب الناس، لا سيما المنتمين إلى المناطق الريفية، إلى الرحيل، وعام 1964، وصل مئات الرجال المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً إلى بلجيكا.

و بفضل فهم المغاربة “الجيد إلى حد ما” للفرنسية، كانوا يقابلون بالترحيب من أرباب العمل، الذين اعتبروهم أيضاً محايدين و متدينين ومنقادين.

وحين انضمت عائلاتهم إليهم، ازدادوا ارتباطاً ببلجيكا، وهذا ساعد في النهاية على تجديد روح البلاد من خلال التوسع الاقتصادي.

معالم عديدة في العاصمة بُنيت من قبل الجالية المغربية في بلجيكا

وشهدت فترة الستينيات نمواً في المدن البلجيكية بعد بناء الطرق الجديدة والأنفاق ومسارات الترام والمكاتب والجسور.

وقالت زكية الخطابي، وزيرة المناخ والبيئة البلجيكية السابقة ، لموقع Middle East Eye: “والدي ساهم في بناء العديد من المباني الرمزية في بروكسل”.

وأضافت: “بروكسل بُنيت بأيدي العاملين من الرعيل الأول من الجالية المغربية في بلجيكا. قيمة الهجرة المغربية موجودة في يدي والدي”.

الجالية المغربية في بلجيكا

وفي السبعينيات، كان المغاربة يشكّلون نسبة كبيرة من موظفي نظام النقل العام بالمدينة، وترتفع النسبة إلى 80% في بعض محطات النقل.

وجمع متحف الهجرة شهادات من العمال، الذين ذكرهم بأن “البلجيكيين أحجموا عن العمل في الترام بسبب مواعيد العمل الصعبة”.

وحين توقف النمو الاقتصادي أواخر الستينيات، بدأت معدلات البطالة في الارتفاع.

واختار أبناء الجالية المغربية في بلجيكا البقاء في البلاد، بعد أن استقروا بالفعل مع أسرهم وأسسوا حياتهم هناك.

و انتهت اتفاقيات الهجرة الرسمية عام 1974، لكن الهجرة من المغرب لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، حيث يبحث الناس عن الفرص الاقتصادية التي استفاد منها مواطنوهم، وينضمون لعائلاتهم.

تركيز على الحوادث السلبية وتجاهل لقصص النجاح

وفي الوقت الحاضر، غالباً ما تحظى الحوادث السلبية التي تتعلق بأفراد من أصول مغربية أو الجالية المغربية في بلجيكا، بتركيز مبالغ فيه يغطي على إنجازاتهم.

وتقول زكية الخطابي: “الشجرة الساقطة تحدث ضجة أكبر من غابة تنمو. نحن لا نتحدث أبداً عن الكثير من المهن التي نجح فيها المهاجرون المغاربة، سواء في مناصب رئيسية أو في مناصب على أي مستوى آخر”.

وتضيف: “رغم أنني مرتبطة جداً بأصولي المغربية، فأنا أعتبر نفسي جزءاً من المجتمع البلجيكي لأنني ولدت هنا”.

إليكم أبرز إنجازات المغاربة وكيف امتد تأثيرهم في الثقافة البلجيكية لكل مناحي الحياة؟

اليوم، تتميز الجالية المغربية في بلجيكا في العديد من المجالات، من السياسة إلى الفنون والأوساط الأكاديمية والطب والتجارة والرياضة.

فخلال انتخابات 2019، اُنتخب ستة مواطنين من أصل مغربي في مجلس النواب، في حين حصل 21 نائباً بلجيكياً مغربياً على مقاعد في برلمانات إقليمية.

وعادل العربي وبلال فلاح من المخرجين السينمائيين المعروفين عالمياً، ويشتهران بأفلام مثل Black and Bad Boys for Life ومسلسل Ms Marvel، بينما مثّلت لبنى أزابال في أفلام نالت استحساناً كبيراً مثل Paradise Now وIncendies.

الجالية المغربية في بلجيكا

وللطعام المغربي تأثير قوي أيضاً على المطبخ البلجيكي.

فمن الشائع العثور على أطباق مثل الطاجين والكسكس في قوائم بعض المطاعم وفي المنازل في أنحاء البلاد.

يقول الشيف فاتي خالص لموقع Middle East Eye: “الناس أصبحوا يحبون الكسكس، ويدمجونه في وصفات مبتكرة وعصرية”.

ويضيف خالص، المقيم في مدينة هاسيلت الفلمنكية، أن الكسكس أصبح الأساس لأطباق متعددة، من السلطات إلى اليخنة.

وتقول زكية الخطابي إن أحفاد المغاربة يؤكدون اليوم على حقهم في الانتماء إلى المجتمع البلجيكي.

وقالت: “في الماضي، كان الآباء يعتذرون عن وجودهم هناك، بينما يتعامل شباب اليوم بثقة على أنهم في وطنهم ويطالبون بحقوقهم. وهم أيضاً على دراية بالتزاماتهم ويقرون بها”.

أما الأتراك في بلجيكا أو الأتراك البلجيكيون (بالتركية: Belçika’daki Türkler)‏ يشيرون إلى المواطنين البلجيكيين من أصل تركي، الذين هاجر معظمهم إلى هذا البلد في الستينيات للعمل، أو الأشخاص من أصل تركي الذين يعيشون في هذا البلد لفترة طويلة ويحملون جنسية مختلف البلدان .

تاريخ
حدثت هجرة الأتراك إلى بلجيكا في الستينيات عندما كانت الدول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى العمالة الرخيصة. وبعد ذلك،

في يوليو 1964، تم التوقيع على اتفاقيات ثنائية بين دولتين بلجيكا وتركيا لتسهيل هجرة العمالة. كان يُطلق على العمال الوافدين اسم “العمال الضيوف” ولم يكن يُعتقد أبدًا

أنهم سيكونون دائمًا في هذا البلد. غالبية الأتراك الذين هاجروا إلى بلجيكا في الفترة الأولى كانوا من القادمين من منطقة أميرطاغ في أفيون قره حصار .

بدأ عصر القدوم إلى بلجيكا بتأشيرة سياحية في السبعينيات. بشكل عام، حاول المهاجرون من منطقة أميرطاغ في أفيون البقاء في البلاد بفضل أقاربهم الذين هاجروا سابقًا إلى هذا البلد، ومن ثم حاولوا الحصول على صفة العامل.

في الثمانينيات، تم فرض عقوبات قانونية مختلفة لمنع الهجرة إلى بلجيكا لأسباب اقتصادية. وبالمثل، بعد هذه الفترة، أصبحت الطريقة القانونية الوحيدة للحصول على الإقامة في بلجيكا هي لم شمل الأسرة .

مع انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي ، حصل الآلاف من أتراك بلغاريا العاملين في بلجيكا أيضًا على وضع العمال المستقلين.

و اليوم الأتراك موجودين بقوة إقتصادية و سياسية و حتى ثقافيآ و دينيآ في بلجيكا فمنهم وزراء أو أعضاء برلمان و تجار و سياسيين و عمال و موظفين و منهم لازال على ثقافتهم التركية مع إحتفاظهم بكامل حقوقهم المدنية في تركيا و بلجيكا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى