سيناريو التوغل البري الصهيوني بداية مشروع اقليمي لمشروع دولي
#الشبكة_مباشر_دبلن_أ.د.طارق السامرائي
أضاءات فكرية
قد يخيب ظن البعض من يقرأ الحوادث بعكسية اهدافها ،فالامر يتعلق بتحليل مجمل ما يجري لما سيجري .
فبعد ان تم جر ايران الي سوح المنازلة اصبح للجريمة طعم خاص ومذاق معسل ،الرعب في لبنان وديمومة نيران الحرب مكلفة لكنها مطلوبة وتوسيعها اقليميا ودوليا هدف مركزي واستراتيجي ملح وان لا زال تحت المظلة .
ايران لا ترغب باسقاط حالات التقادم لمشروعها الحلم العسكري السياسي المذهبي (النووي)تلوح به وهو في مرحلة طفولته وتنتظر مرحلة النضج ثم التلويح بالحرب ،لكن جملة من الضغوط القسرية دفعتها لخوض شفاف للمعركة مع حسابات باطار تفاهمات ستجري وراء الا مرئيًا مع الخصوم لترسيم حدود المعركة وما تتمخض عنه .
ايران وامريكا وإسرائيل ليسوا اغبياء ولكن الظروف تفرض تناولها بحكم الحسابات في الربح والخسارة .
الان تكاملت ملامح الصورة …نحن في حرب اركانها اسرائيل -ايران- فلسطين -لبنان -امريكا -الغرب ،والباب مفتوح علي مصراعيه للصين وروسيا من طرف ودعوة منظمات جهادية افغانية وباكستانية واسلامية واجنبية من طرف ثاني .
أيران تريد السلام والهدوء وإسرائيل تجبرها علي زجها في أتون الحرب وبعلم الولايات المتحدة الامريكية…
والمجتمع الدولي بين القوانين بلا تطبيق ويطالب بسياسة ضبط النفس !!!
والامور تجري بما لا تشتهي براقش !!!
سيعقد مجلس التعاون الخليجي بعد ساعات ..ما عليه وما له والعلم عند الناس اليوم ، يريد المجلس تطبيق القرار 1651 تطبيق مخرجات أتفاق الطائف بشأن لبنان وهو مرتعب من تهديدات ايران ان شذ العرب عن مواقفهم وذهبوا لدعم تل أبيب .
السؤال هل سيعقد هذا المؤتمر بمعزل عن دراية وعلم امريكا والغرب ؟وهل ستترتب الاوراق حسب أولوياتها واهميتها؟ (وهل سينجح ويجتاز المحنة أم يخفق ويستدير للوراء ؟؟
وهنا يبرز سؤال اخر مرادف (لماذا نجحوا هم ….ولم ننجح نحن )
هو ما علي الطاولة للمؤتمر الان !
نجح دعاة الخراب والتدمير والحرب ،نجحوا في قلب الموازين وتخلف معايير المصلحة الوطنية العربية وأعاقة نضج مشاريع الجهل والمقاومة النظيفة ،وهو تفوق له ادوات نجاحه في التصنيع والتقنية والدونات السياسة الملتوية الغربية .
دخلت ايران عنوة عنها الحرب لكي تصبح الخطوة الخيرة للحرب الاقليمية قائمة في الشرق الاوسط والمنطقة العربية علي الخصوص .
والمستجد الحالي هو (ان نصر الله تابع انتهت صلاحية أستخدامه….فقتل ).
ولابد من مراجعة وقراءة للاحداث المتصاعدة في لبنان والاستهدافات التي نفذتها عساكر اسرائيل ضد فلول وقادة حزب الله وحماس من اذي واغتيالات وصولًا للتهديد باجتياحه وفرض الطاعة أزاء صمت دولي رهيب وعجعجة اعلامية مذبذبة وتاييد امريكي غربي صارخ .
احداث متشابكة متسارعة يومية باطار حرب تجاوزت حدود 370 يوما تتطلب تعاملًا جديًا عربيا اسلاميا ودوليًا باطار الاستنكار الشديد لجملة الجرائم البشعة والابادة الجماعيه التي تستهدف ممنهجة الاطفال والنساء وكبار السن بلا تفريق والتي لها استراتجيتها المبرمجة والتي صنعت وتبلورت وطبخت في مطابخ الاجنبي .
ومن هذا الباب فان الطبخة الجديدة بعد فلسطين ولبنان هو الاردن ومصر ومحاولات خلق المناخ الاحتجاج التأجيجي ضد السلطة في البلدين وتغذية النعرات الطائفية في العراق واليمن واقطار الخليج العربي ،وهو تنسيق بين المشروعين الصهيوني الغربي الصفوي رغم توفر بعض التعارض في مقاربات تطبيقه الا ان الاتفاق قد تم وهو الذي يحمل رياح الكراهية والتفتيت للعرب في المنطقة .
ان منطلقات نجاح هذا المشروع يدعو الي تكريس سياسة (التجويع والترويع والحصار الاقتصادي )لترويض شعب الامة للاستسلام وتوديع ما يدعي وحدة الامة العربية كنواة لوحدة الامة الاسلامية والاستعانة بنظريات (الأبادةالجماعية والتهجير القسري ).
وهو مشروع ممنهج لتوظيف حالات العقم للنسل العربي واجهاض التوليد البشري العربي.ان ما يجري في بلدان المنطق العربية لا ينحصر في حلم عدائي للتوسع واشاعة الوجود الاسرائيلي اللقيط القسري انما لنشر العقيدة الصهيونية والفكر الألحادي وشرذمة المجتمع العربي الاسلاميتين (رامبوالتخلف المقصود ).
ساهمت أيران بغيها التاريخي وكرهها العرب والاسلام بقسط وفير من الادب والتنكيل بالامة ،تتعامل مع الشيطان بلا تردد ،لذلك ساهمت وعبر حزبها اللبناني خدمة لولاية الفقيه جرائم منكرة بحق شعبالعراق وسوريا ولبنان وقتل الناس تحت مسميات طائفية ومذهبية وتعميق سياسة النزوح بحق العراقين وأهل الشام لا تمحي من الذاكرة .
لكننا نلاحظ ان المشروع الصهيوني يتقدم علي المشروع الصفوي من حيث القوة العسكرية والدعم الغربي والامريكي وعدم التقيد بالقوانين والتشريعات الدولية ويتقدم المشروع الصفوي الايراني علي الصهيوني من حيث المراوغة السياسية واسلوب التدليس وممارسة الخداع واعتماد صيغ التوريط ثم الانسحاب والتنصل من الالتزامات وهو ما نجح فيه بالتعامل مع دول الجوار عبر التاريخ .
وكلاهما من حيث المبدأيهدف الي تمزيق اللبنة المجتمعية العربية الاسلامية واحداث شروخ في بنيته القيمية والاخلاقية كمنظومة صعبة الاختراق وتقويض قدراته في المواجهةعلي كافة الاصعدة ،يصاحبه مع الآسف والالم النفسي قبول جزئ لما يحدث من قبل بعض الانظمة العربية التي تباطأت في نصرة القضية الفلسطينية كقضية شرق اوسطية ثم دولية وترك مصيرها متعلق بقرارات الغرب مطحونأ بالمزايدات واسواق المراهنة كما حدث في العراق عام 2003 حيث اعلن المزاد العلني تبعًا للمصالح وتم استباحة الساحة العربية بالفيضان الايراني وموجاته التترية ودفعت الفاتورة بأثمان باهضة ولا زالت الجريمة مستمرة تطيل الاردن وسوريا من جديد ومصر وهي ضريبة مضافة لمًا حدث وسبب الغصة ودعي حماس وفلسطين ان تلجأ إلي دفء الحضن الايراني كضرورة تاريخية لتجاوز منعطف استئصال دورهم الجهادي في التحرير .
ونتيجة لهذا الوضع صممت ايران شعاراتها التكتيكية تحت يافطة فلسطين قضية ايرانية ،الامر الذي دعي حزب الله ان يلعب دورا اجراميا في سوريا والعراق ولبنان مستثمرًا الموقف لينال من الاغراض والنفوس قتلًا وتشريدًا.
وهنا لابد من طرح الحقيقة في جوازية ان القاتل صهيوني وتوعدوا الأمة الاول لكن هذا لا يمنع ان تقاس الجرائم بما جرت وهو أمر يتطلب وعيًا لما يحاك للعرب والمسلمين وان تداخلت الخنادق وما هو في طريق البلورةمن استهدافات لمصير الامة والذي يدعونا بالضرورة الي قراءة المشهد بدقة وموضوعية كونه يمثل مشروعًا جديدا قابل للافتتاح فمن العراق الي غزة الي لبنان وعلي المدي القريب علي الاردن ثم مصر وبذلك تنتهي مراسيم المشروع الصهيوني الصفوي الغربي وعلينا تفويت الفرصة قبل أستفحالهاوسريان سرطانها في جسم الامة .