أدب وفن

مشهد خيالي

الشبكة مباشر

#مشهد_خيالي
كشفتُ أوراقي أمامه، أنا مدركة إنني مشلولة بغرامه، فكريًا وجسديًا، وعاجزة عن التغاضي عن كل ما يجعلني مشدودةً إليه، سكت وأشاح بوجهه وهو يحك ذقنه بالولاعة الفضية التي أهديته إياه حين أشتركنا كلنا بحفل ميلاده المفاجئ، هم جمعوا بينهم المال لشراء هدية كبيرة تليق بمكانته في العمل؛ وأنا أخرجتُ مدخراتي لشراء الولاعة والمسبحة الكهرمان التي تستريح على الطاولة بيننا بعد قيامه بجولة تحسس سريعة لحباتها. سألني إذا كنتُ مستعدة لخوض غمار الحب لتقديم تضحيات في سبيل حبنا، فهو أيضا يبادلني المشاعر ذاتها لكنه يقول إنه كان مترددًا نحوي لأنني “مرحة -أكثر من اللازم- وتتصرفين بحرية، لا صداد ولا رداد” وأضاف “هذه أشياء يجب أن تغيرينها بنفسك من أجلي”.
على حين غفلة تراءى لي حلم يقظة، إنني وإياه مجتمعان في بيت واحد، أمه جالسة الساق فوق الساق برداء أسود صوفي ونظارة طبية مستطيلة ذات إطار فضي وتقول له “ربيها”.
تركت العمل بعد ذلك اللقاء، حاول التواصل معي مرات عديدة حتى أجبرت أهلي على تغيير رقم جوالي، قطعت صلتي بكل صديقات العمل، قلعت كل المشاعر التي كنت أكنها له وبدأت حياةً جديدة.
لم أندم يومًا على إظهار مشاعري له، لكنني ندمت لأنني تركت اللقاء من دون أن أقول الجملة التي تجمدت على طارف لساني “وهل أنت مستعد للتغير من أجلي؟”.
#غيد_آل_غرب

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. قصة رائعة مملؤها مشاعر صادقة وأسلوب راقي جدا بالسرد كل حرف منها حرك في داخلي مشاعر ظننتها قد ماتت لكنها أحيت حسا ينعش نبضات قلبي .

  2. سلمت كلماتك التي استطيع ان اصفها بأنها أشعة شمس أشرقت في نهار يوم شتوي شديد البرودة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى