من عائلة سوريّة لآجئة في هولندا … الشابة محار فتال تفوز بمقعد في الإنتخابات البلدية
#الشبكة_مباشر_روتردام_وداد علي داود
فازت السورية الهولندية محار فتال في الانتخابات البلدية الهولندية التي تم إجراؤها منتصف الشهر الماضي، في نجاح جديد يضاف إلى اندماج السوريين في دول اللجوء والمهجر.
وحصلت محار فتال التي ترشحت عن حزب “اليسار الأخضر” على مقعد في مجلس بلدية مدينة أوتريخت رابع أكبر المدن الهولندية.
وتم تنصيب أعضاء مجلس مدينة أوتريخت البالغ عددهم 45 عضواً بينهم 23 عضواً جديداً خلال اجتماع احتفالي أول أمس.
ومن بين الأعضاء الجدد في مجلس البلدية كانت محار ذات الأربع والعشرين عاماً والتي قالت إن “سكان أوتريخت منحوني ثقتهم وسأكون ممثلة لهم”.
دعم اللاجئين السوريين
وعن خططها للمستقبل خصوصاً إزاء اللاجئين السوريين وغيرهم من القادمين الجدد الذين يعانون من عنصرية بعض الشركات، قالت محار في حديث خاص لموقع “تلفزيون سوريا”: “يجب أن نكافح بقوة ضد التمييز في سوق العمل (..) أسمعُ الكثير من القصص من أشخاص لم تتم دعوتهم حتى لإجراء مقابلة العمل في شركة، لأن اسمهم الأخير يبدو أجنبياً”.
وأضافت “في الواقع، تتم دعوة الأشخاص الذين يحملون اسماً هولندياً وكانوا في السجن أكثر أربع مرات من الأشخاص الذين يحملون اسماً عربياً”.
وأشارت إلى أنه “نحن بحاجة إلى معالجة ذلك.. على سبيل المثال، من خلال إرسال أشخاص يتقدمون بطلبات توظيف وهمية لدى الشركات لمعرفة ما إذا كان هناك تمييز، ثم نفرض غرامات عالية على الشركات التي تمارس التمييز”، مؤكدة أنه “يجب على البلدية أيضاً إنهاء التعاون مع الشركات التي تمارس التمييز”.
وأشارت محار إلى أن “حزب اليسار الأخضر التزم دائماً بالاندماج الجيد الذي يلبي رغبات الأشخاص الذين يندمجون”، مضيفة “نقدم في أوتريخت أكبر قدر ممكن من التوجيهات في البلدية، على سبيل المثال عند بحث القادمين الجدد عن مدارس اللغة أو المساعدة في العثور على تعليم أو دراسة أو وظيفة والتعاون مع منظمة مساعدة اللاجئين بحيث يمكن لجميع القادمين الجدد الحصول على مدرب أو صديق لغة”.
ولفتت الفائزة بالمقعد البلدي إلى أن الحزب يريد أن يواصل تعزيز هذا التعاون في السنوات القادمة.
“ازدواجية”.. ودعوة لسياسة لجوء عادلة
وعن رأيها بالازدواجية التي تُتهم بها الدول الأوروبية عموماً وهولندا خصوصاً إزاء استقبال اللاجئين قالت محار “يسعدني أن أرى أن الهولنديين يرحبون باللاجئين الأوكرانيين.. هذا ضروري في الأزمة التي نمر بها حالياً”.
وأشارت عضو مجلس بلدية أوتريخت “لكن في الوقت نفسه، أشعر بالحزن لأن تلك الأذرع المفتوحة لم تكن موجودة في أي مكان عندما فر أقاربي إلى هولندا عام 2015”.
وعبّرت محار عن أملها بأن يستمر في المستقبل تفهم سبب مغادرة اللاجئين لبلدهم والتضامن معهم الذي يعبر عنه كثير من الهولنديين.
كما قالت “آمل أن يكون هذا هو الوقت الذي نضع فيه سياسات لجوء إنسانية وعادلة لجميع اللاجئين بغض النظر عن المكان الذي جاؤوا منه”.
تجربة لم يعهدوها.. سوريون يشاركون في الانتخابات البلدية الهولندية لأول مرة
وولدت محار في هولندا بعد وقت قصير من قدوم والديها اللذين وصلا إلى هولندا كلاجئين سياسيين هرباً من ثمانينيات القرن الماضي.
وفي بداية الثورة السورية كانت محار ناشطة في مجل العمل الإغاثي حيث كانت تجمع الملابس للاجئين السوريين في الأردن وتركيا كما شاركت مع والديها في عدة مظاهرات داعمة لثورة السوريين ضد نظام الأسد.
وخلال الانتخابات البلدية، ترشح ستة سوريين بينهم ثلاثة من القادمين الجدد، حيث ترشح إضافة إلى محار كل من الهولنديين من أصول سورية عبد الرحمن الحسن عن حزب D66 في بلدة زوندرت وسومر شعبان أيضاً عن ذات الحزب في بلدية هورن.
كما شارك ثلاثة من القادمين السوريين الجدد وهم السوري الفلسطيني عبد السلام عباس عن حزب دنك في بلدية سخيدام وآلاء الحاج حسين عن قائمة مدينة “بابندريخت” المستقلة في بلدية بابندريخت جنوبي البلاد، إضافة إلى مجد عبد الله عن قائمة حزب “هوغفين للمصالح البلدية في بلدية هوغفين، ولم يحالف الحظ السوريين الخمسة في الانتخابات.
وشارك عدد من اللاجئين السوريين المقيمين في هولندا لأول مرة في التصويت بالانتخابات البلدية التي تم إجراؤها الشهر الماضي.
وعلى مدار العشرة أعوام الماضية، وصل إلى هولندا عشرات آلاف السوريين هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة ضده، وحصل عدد كبير من اللاجئين السوريين على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها.