أخبار العائلة العربية في المهجرالرياضةكلمة العددمقالات

{ مؤيد البدري الظاهرة الجميلة العالقة في ذاكرة العراقيين دائمآ }

#الشبكة_مباشر_جلاسكو_د. عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير

مقالنا اليوم عن شخصية محبوبة للعراقيين خصوصآ و العرب عمومآ في مجال الرياضة و التلفزيون و الإعلام و في مجال الإتحادات العراقية و العربية والأسيوية و الدولية الا و هو المعلق الرياضي المعروف الذي لا ينسى في ذاكرة العراقيين مؤيد البدري
“أبو زيدون”
ولد الاستاذ مؤيد عبد المجيد عبد اللطيف حسين ظاهر حمد علي حسن عرموش بدري (جد عشيرة البو بدري وهي أحد عشائر مدينة سامراء المعروفة) بن حسين (الملقب بعرموش) بن علي بن سعيد بن بدري في محلة السفينة في الأعظمية عام 1934
من أسرة عريقة سامرائية قبيلة البدري المعروفة في العراق و العالم

فوالده تاجر معروف و خاصة التتن الدخان في الأعظمية يكنى بسيد مجيد ابو عبدالحميد و أخوته معروفين في الرياضة و مجالات أخرى وهم كل من:

1. الأكبر المرحوم الأستاذ عبد الحميد البدري رئيس إتحاد المصارعة الأسبق و هو لواء بالجيش العراقي
2. المرحوم الدكتورالمهندس موفق البدري مديرعام في وزارة الري ( مدير السدود و الخزانات العامة)
3. المرحوم الفريق الركن طارق البدري أشهر و أنجح مدير للتموين و النقل بتاريخ وزارة الدفاع العراقية و في أصعب الظروف أيام الحرب الضروس مع إيران و الذي لديه قصة للأسف مؤلمة معروفة مع الرئيس الأسبق
صدام حسين لا مجال لذكرها الان.
4. المرحوم المغدور الدكتور المهندس مثنى البدري الخبير النفطي المعروف و مدير شركة الأستكشافات النفطية الأسبق غدر به من إحدى العصابات الخاصة بسرقة النفط و الفساد و رجل معروف بالنزاهة طيلة حياته
5. و شقيقتين مربيات في التعليم
• المرحومة الأستاذة بثينة البدري مديرة مدرسة
• الأستاذة هيفاء البدري الله يطول بعمرها
• و أيضآ الأخت المرحومة السيدة عفيفة البدري أم عمر ( من غير أم)

تخرج من ثانوية الأعظمية ببغداد عام 1953
تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية في جامعة بغداد عام 1957

سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة دراسية

حصل هناك على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم الرياضية

أصبح أمين صندوق الإتحاد العراقي لكرة القدم عام 1962
سكرتير الإتحاد العراقي لكرة القدم عام 1970 – 1977

رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1977- 1980 و أيضآ عام 1988
مدير الألعاب الرياضية في وزارة الشباب عام 1962- 1984
مقدم لبرنامج “الرياضة في أسبوع” المحبب للعراقيين ثلاثين عام 1963 – 1993
أستاذ جامعي ثم عميد كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد
تقاعد عن العمل الرسمي عام 1993 و من الأضواء
ثم سافر الى قطر نادي العربي هناك.


بين الأعظمية والجامعة و الأندية الرياضية طرق أبواب النجاح والشقاء بيد ان الحديث عن أبو زيدون لن يكتمل ما لم نذكر برنامجه الشهير الرياضة في أسبوع الذي إستمر يعزف سيمفونية “حلاق اشبيلية” لثلاثة عقود متواصلة مليئة بالمعاناة والنجاحات المستمرة وفجأة توقف وغادر .
ذكريات إنشاء البرنامج ربما ليست معروفة للجميع حيث أن الفكرة ترجع الى عام 1963 حين كان الأستاذ زكي جابر زميله في الدراسة في أمريكا والأخ ضياء حسن كان أبن محلته و أصبحوا مسؤولين في الإذاعة والتلفزيون عام 1963 فطلبوا منه أن يقدم برنامج رياضي و كان قد سبقه في هذا المجال أساتذة كبار قدموا مثل هذا البرنامج مثل المرحوم مجيد السامرائي و حمزة مسلم والمذيع المعروف حسين حافظ و تردد حينها أبو زيدون في بداية الأمر لانه لم يسبق أن ظهر في التلفزيون سابقآ و الأضواء لها مخاوف في بداية الأمر في الوقت الذي كان التلفزيون العراقي قد بدأ منذ عام 1956 وهو بطبيعة الحال ثاني تلفزيون في آسيا و أول تلفزيون في المنطقة العربية وكان يجب عليه ان يتفرغ له تماما ولم يكن التسجيل الصوري موجودا بل كان البث مباشرآ و هذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة له و خاصة في حال هناك خطأ ما ولذلك كان متردد وبعد أسبوعين قالوا يجب أن يقدم البرنامج وكان يشاهد المرحوم مجيد و حمزة مسلم وحسين حافظ كيف يقدمون البرنامج وكان يفكران التلفزيون هو صورة ويجب ان يقدم الصورة للمشاهد بدلا من الكلام والصدفة التي خدمته هو وصول منتخبي الأهلي والزمالك بكرة القدم الى بغداد وكان هناك فلم في وزارة التربية لنهائي كاس أوروبا في الستينيات بين فريقين آوروبيين كبيرين هما فريق ريال مدريد من اسبانيا وفريق إنترلاخ من بلجيكا فاخذ هذا الفلم وعمل مقابلة مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم في وقتها المرحوم أديب نجيب وقدم لقاء مع المصريين وكذلك صور بعض الأنشطة المحلية و التصوير حينها كان بالنيكاتيف وتعرض في التلفزيون بوزتيف و أحيانا كانت تصل أفلام عالمية بالطائرة ولم تكن هناك أقمار صناعية ذلك الزمان او فيديو وقدم البرنامج لأول مرة و يتذكر العراقيين وقتها بأن أبو زيدون في بداية التقديم حتى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأها في الورقة فكان مرتبك و أول مرة يقابل الكاميرا بحياته,
كان هذا في 24 آذار 1963 وكانت أول حلقة ولم تدم أكثر من 25 الى 28 دقيقة و
كانت تجربة صعبة جدآ بالنسبة له.

كان في الليل يعد البرنامج كأنه لديه امتحان و في الحلقة الأولى يسأل رئيس الاتحاد واللاعبين وقدم مباراة ريال مدريد وطارت الورقة و أسماء اللاعبين فيها و هو لا يعرفهم.

في بداية العمل كانت التجربة بالنسبة له صعبة جدآ ولكن بعد ذلك عشقها و
يقول البدري عن تجربة البرنامج هي اكبر من إبنه زيدون فهو مواليد سنة 1973 والبرنامج ولد عام 1963 أي أكبر منه بعشر سنوات وانه أحب البرنامج وكان يحدد سفراته و يمتنع عن بعض السفرات بطبيعة عمله كرياضي وفي الاتحاد العراقي والدولي لكرة القدم لأنه مجبر أن يقدم البرنامج بأوقاته .

يروي الاستاذ ضياء حسن الإعلامي العراقي عن ذكريات تأسيس البرنامج :
فكرنا في ان يكون هناك برنامج رياضي في التلفزيون وجرت مداولة بيني وبين الأستاذ الدكتور زكي جابر الذي كان مدير البرامج في التلفزيون العراقي عام 1963 فصار الاتفاق أن يقدم الأستاذ مؤيد هذا البرنامج وان هذا أزعج بعض الأشخاص في التلفزيون من المحترفين على أساس أن يعهد لهم بذلك ولكن شعورنا أن الأستاذ مؤيد خريج المعهد العالي للتربية الرياضية ويحمل أيضا شهادة بكالوريوس وماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية و بالإضافة الى أنه رياضي وإبن الرياضة ومثقف رياضيآ فهو أولى بإعداد برنامج يطل أول مرة من شاشة التلفزيون العراقي .

المعروف عن مؤيد البدري إنفعاله في التعليق وحماسته إثناء المباريات الرياضية ويروي حادثة عن انفعالاته استشهد بها المرحوم الشيخ جلال الحنفي .

كان برنامج الرياضة في أسبوع بعد الأخبار في الساعة التاسعة وهناك إخبار الساعة العاشرة أي محصور بين أخبار و أخبار و الأخبار كانت مهمة جدآ بالنسبة لتلفزيون العراق و البدري محصور ومحكوم بالوقت وكان هناك شيء يجب أن يشرحه للجمهور فقطع الكلام بقوله بعصبية “هذا ما يسمح به الوقت ” وعبر عنها بما موجود في داخله من تلقائية وبعد يومين كتب المرحوم الأستاذ جلال الحنفي هذه الطريقة البغدادية بالنسبة للناس الذين يريدون أن يقدموا شيء ولكن لا يستطيعون بسبب الوقت آو الضيق او لأمور خارجة عن الإرادة .

وعن سبب إختياره ليوم الثلاثاء بالذات كيوم لتقديم البرنامج يروي البدري بأن البرنامج كان يقدم يوم الأحد وبعدها قدم الخميس وكان النقل الخارجي لهذين اليومين كثيف بالنسبة لبداية ونهاية الأسبوع للنشاطات الإجتماعية والثقافية والسياسية وكلها تنقل في هذين اليومين , رئيس قسم التنسيق الأستاذ غازي شويش يذكره دائمآ بالخير قال له لا تقدم البرنامج في بداية الأسبوع آو نهايته قدمه في وسط الأسبوع حيث لا يوجد أي شيء فيه فاخترنا يوم الثلاثاء و إستمر لغاية أخر حلقة و أخر حلقة كانت يوم الثلاثاء.

أما صديقه المخضرم المدرب المعروف المرحوم عمو بابا يروي بعضآ من ذكرياته عن مؤيد البدري بقوله

” أبو زيدون أعتز به كثيرا و بأخوته وصداقته ولا أنساه ففي تعبيره من خلال التعليق كان يقيمني بنتائجي و إسلوبي و بعصبيتي وكان يطلب مني إن اكون إكثر هدوءآ و انا لم أكن أقبل بها و بالنسبة لي حتى هاتفي وضعت فيه موسيقى حلاق اشبيلية الخاصة ببرنامجه فانا وغيرنا من يمارسون الرياضة يقدرون من لهم فضل على الرياضة في العراق “.
أما البدري فيروي بعض من ذكرياته عن المرحوم عمو بابا
” علاقتي به منذ ان كان لاعبا و انا مشاهد ومن ثم انا حكم فنحن حكمنا مباريات للحرس الملكي والقوة الجوية والمنتخب العسكري وبعدها عندما أصبحت مسؤول في اتحاد كرة القدم هو أصبح مدرب فبقيت العلاقة لأكثر من أربعين سنة سافرنا سوية واختلفنا سوية واختلافنا لانه هو يريد ان يأخذ الفريق لأطول فترة في سبيل أن يعده ويحقق بطولة و بالفعل حقق كل البطولات و انا كأمين سر الاتحاد أريد ان امشي الدوري فخلافنا على كرة القدم وانصب على مصلحة الفريق فعمو بابا حصل على كاس الخليج عام 79 وبطولة أسيا عام 82 التي لعبناها في الهند كان هو المدرب وانأ رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم و حصل بطولة الخليج عام 88 في السعودية كمدرب وبقت العلاقة بيننا ومازالت قوية و أيضا جاء مدرب الى بطولة تصفيات كاس العالم في الدوحة والى ألان واتصالي مستمر معه سواء كان في بغداد أو عمان وانأ في الدوحة”.

برنامج الرياضة في أسبوع حقق حضور و إهتمام العائلة العراقية من صغيرها الى كبيرها لدرجة انه طلب منه ان يقدم بعض النصائح التي قد يكون لا علاقة لها بالرياضة
و حدث أن طلب منه الدكتور خالد القصاب أولا ان يقدم نصائح عن التدخين و ثانيا توجيهات للمرور و هو متحيز للمرور أكثر والإشارة الضوئية جاءت للعراق متأخرة والناس لا يحترمونها وقال له أنه مستعد , اما بالنسبة للتدخين قال كيف تريدون أن أمنع التدخين والمدرب على مسطبة الإحتياط يدخن فكان صعبة عليّه .

تميز البرنامج بانه كان السبّاق في استخدام الاتصال التلفوني مع الجمهور , الأمر الذي كان يعتبر مجازفة في ذلك الوقت .

كان مجازفة بالطبع , فانه أول مرة استعملها في كاس الخليج في الدوحة عام 1976 والفريق العراقي تعادل مع الكويت في النقاط و يجب ان تكون هناك مباراة فاصلة و هو كان في الدوحة و رجع الى بغداد لأنه كانت هناك مباريات أخرى تجري فقدم البرنامج واستعمل الاتصالات و اخذ في حينها رقمين خاصين من الإذاعة ووضع مذيعتين يجبن على أسئلة الجمهور و البدالة كانت قديمة وتعطل بسبب الزخم عليها وجاءه سؤال في الدقيقة الخمسين من البرنامج ماذا ستعطي الدولة للفريق إذا فاز في البطولة و انا متفاجئ وقال وقتها جواب دبلوماسي بان هذه المؤازرة وهذا الدعم وهذا التشجيع من الدولة والشعب هو وسام لهم و رأى صادق علي شاهين مسؤول التنسيق يدخل ضاحكا و بيده ورقة ومكتوب فيها انه أمر الرئيس البكر رحمه الله بتكريم اللاعبين ببناء بيوت لهم و بالفعل أذاع ذلك ورغم خسارة المباراة الختامية ولكن كل اللاعبين حصلوا على بيوت وكان من ضمنهم مساعد المدرب عمو بابا والغريبة هو كان الوحيد الذي لم يحصل على شيء رغم انه كان سبب في حصولهم عليها .

كان البرنامج يتواصل مع الجمهور من خلال الرسائل و كان عددها كبير جدا وتصل الى البرنامج كل يوم .

كان يفتحها ويقرأها و يجيب عليها , وكانت هناك زاوية لرسائل المشاهدين وكان يتعمد أن يعطي بعض المعلومات من خلالها ولو لم تكن من أسئلة المشاهدين فهو يريد أن يوصل معلومة مهمة يراها في تبديل جديد بالقانون و أمور كثيرة يحاول ان يوصلها للمشاهدين من خلال هذه الزاوية وكانت هناك رسائل مميزة ورسائل حب ورسائل إعجاب وتقدير ورسائل انتقاد .

بعد ثلاثة عقود على بداية البرنامج من عام 1963 فجأة وبدون أي سابق إنذار يظهر البدري مساء يوم 30 مارس 1993 و في نهاية الحلقة قبل الختام ليعتبرها هذه آخر حلقة و يعتذر ويعتزل ويختفي تمام عن الشاشة.

اختمرت الفكرة لديه في بداية السنة الثلاثين للبرنامج ولكنه لم يبوح بها لأحد وحتى كانوا يسألونه عن رأيه في البرنامج وهل سيستمر و يقول لهم نعم سأستمر, وانه قدم البرنامج بصورة إعتيادية وحتى المخرج لم يكن يعرف.

كانت الظروف تسير ضد البرنامج , ظروف متعددة وخاصة بعد حرب الخليج 1991 والحصار الذي فرض و كانت الظروف في الإذاعة صعبة جدا, فبعد عام 1991 أرسل بطلبه المدير العام للتلفزيون الأستاذ سامي مهدي ليقول له أريد منك تقديم برنامجك بنصف ساعة فقط في سبيل ان نمشي البرامج قال له أبو زيدون لا انا أريد أن أقدم إلا ساعة وقال لي نحن نحتاج نصف ساعة ومن هنا بدأت الفكرة .

كان ختام البرنامج قاسي جدا .
و قال البدري حينها لا بد لكل شيء أن ينتهي وحتى الحياة تنتهي ولكن العمل في الإذاعة و التلفزيون أصبح صعبآ لا يمكن الاستمرار به ولذلك قال أنها هذه أخر حلقة يقدمها للمشاهدين و سيخرج من التلفزيون كما دخل اليه لا يملك شيئا سوى حب الجمهور , وداعا ” .
الجمهور حاول إعادة البرنامج .

كانت تصل له رسائل كثيرة ولكنها لم ترجعه عن هذا القرار, وكتب الموضوع في الجرائد و حتى الإذاعة والتلفزيون اتصلوا به و لن يتراجع الشيء الثمين الذي كسبه هو علاقته الناجحة بالناس.

كانت هناك تجربة قاسية وقتها في التلفزيون مع ظاهرة المصارع عدنان القيسي والموضوع سبب له مشاكل نقلوه في حينه الى البصرة بسببها و لكن لم تحبط عزيمته لانه على حق علمآ بأن عدنان القيسي مصارع ابن محلته في الإعظمية بالسفينة وكان في ذلك الوقت عبد الرزاق محمد صالح و إموري إسماعيل حقي ومهدي صالح و مهدي وحيد و خلدون عبدي هؤلاء الأوائل بالنسبة للمصارعة وحصلوا على بطولات عربية كثيرة وعدنان القيسي كان من ضمنهم وسافر الى أمريكا وهو لو كان قد استمر بالهواية كان ممكن ان يكون بطل أولمبي و ذهب الى المصارعة الحرة وجاء للعراق عام 1966 وخرج في لقاء عادي ولكن في بداية السبعينات عاد ليجري مباريات مع مصارعين مثل كوريانكو وجون فريري ولكن عندما صارع كوريانكو لم يعلق عليه و بدأ يأتي كل يوم ثلاثاء يريد ان يظهر في البرنامج لكن البدري يرفض وقال البدري عباراته التي بقت في ذاكرة العراقيين وهي ” أن البرنامج برنامج كل العراقيين وكل الألعاب ونحن كنا صريحين ونقدم الشيء الصحيح ولا نريد أن نخدع الجمهور بهذه الصيغة ” فكان عنده نزال مع جون فريري فقال البدري أيضآ ” انه في يوم الجمعة المقبل يلتقي المصارع عدنان القيسي مع متحديه جون فريري رأس سطر (وهذه هي التي انقذتني) وتشير الدلائل أن عدنان القيسي سيفوز في النزال كما فاز في النزالات السابقة فاثناء البرنامج قام المخرج خالد المحارب بقطع الصوت وقال لي الأستاذ محمد سعيد الصحاف كان مدير عام الإذاعة والتلفزيون يريدك بعد البرنامج انأ عرفت لماذا يريدني بعد انتهاء البرنامج ذهبت اليه وقلت له نعم استاذ ابو زياد قال لي ماذا تقصد بان عدنان القيسي سيفوز في هذا النزال كما فاز في النزالات السابقة قلت له استاذ مثلما نقول ان مانشستر يونايتد يلعب مع الارسنال ومانشستر أفضل من الارسنال فسيفوز قال لي اذا كنت تقصد هذا فلا يوجد شيء , وبعدها صدر أمر نقلي الى البصرة ولم اذهب, لانه صار هناك نوع من البلبلة , لماذا ينقل مقدم برنامج بسبب خبر في التلفزيون الى البصرة وبالفعل الرجل الذي لغى الأمر كان أمين العاصمة إبراهيم محمد الجبوري ذهب الى نائب رئيس الجمهورية وكلمه بالموضوع والغي الأمر وانتهى الموضوع”.

الأستاذ مؤيد البدري متزوج من الدكتورة أم زيدون و المقيم معها حاليآ في أسكتلندا الذي ليس له علاقة سابقة بها و زواجه كان صدفة حيث كان ماجد الكحلة تلميذه في التربية الرياضية وتم تعيينه في الكلية الطبية وأقام مهرجان رياضي فيها واتصل به وقال أريدك أستاذ ان تحضر وهذا مهرجان رياضي وفيه أطباء حاضرين وذهبت ورأيتها هناك وصارت القسمة .

من الأولاد لديه المهندس زيدون الذي يكنى به و لديه أحفاد منه و بنتان طبيبتان.
و البدري عراقي أصيل و حسب قوله دائمآ:
“أنا اموت في شيء اسمه العراق نحن نريد العراق الذي نحلم به وعشناه في الخمسينات والستينات و السبعينات”

مغادرة البدري العراق خسارة كبيرة في حينها للعراق ففضلا عن كم المعلومات الهائل الذي بثه في كتاباته و إدارته للمناصب المختلفة ترك الرجل فراغا لا يمكن نسيانه أبدآ و يبقى عالقآ في ذاكرة العراقين جميعآ و يبقون ينشدون بحنينهم لمؤيد البدري.

و أخيرآ قبل الأستاذ مؤيد البدري على تكريمنا له في ملتقانا القادم في دبي
” ملتقى الإمارات الدولي الأول للتبادل الثقافي” شهر نوفمبر القادم بوسام الجودة و التميز العالي و سيكون معنا أبنه زيدون إن شاء الله ليتسلم شهادته و
ونفى زيدون البدري إبن الإستاذ مؤيد البدري ما تردد من أنباء عن وفاة والده لأكثر من مرة وقال إن والده بحاله صحية “مستقرة نوعا ما” داعيا محبيه إلى الدعاء له بالصحة والعافية.

و قبل الختام أذكر ما قال بحقه الدكتور قيس العبيدي الخبير بالقيادة الأسطورية و المدرب المعروف بالعراق و قطر و الإمارات:
“الأستاذ مؤيد البدري :اهم الشخصيات الرياضية والنماذج القيادية في العمل المهني الحضاري وكذلك من اهم الاساتذة الاكاديمين والمدربين والتربوين في تعليم وتوجيه الطلبة والرياضين، اما في مجال الاعلام التلفزيوني وكمقدم برنامج فهو مدرسة للاعلاميين المتخصصين الذين تفوق عليهم بجدارة. وايضا انه حصل على لقب شيخ المعلقين الرياضين.

اذكر حادثة يمكن ان تضاف للتعريف بحق هذا الانسان النموذج، وهي في بداية الثمانينيات كنت انفذ برنامج تدريبي للادارة العليا في المعهد الاذاعي والتلفزيوني، بنايتة مقابل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، والحضور كان كافة مدراء التلفزيون في بغداد والمحافظات، وقدمت في حينها للمتدربين في الاسبوع الثاني دراسة حالة عن شخصية اعلامية متميزة لكي يتعلموا منها ومن البرنامج وخصائصه، كانت من اجمل الجلسات، لانها تضمنت اخلاق وثقافة ومهارات شخصية الاستاذ مؤيد البدري، وكذلك تصميم وتنفيذ البرنامج وتطويره المستمر واستمرارية بقائه وزيادة اعجاب فئات المجتمع به، رياضين وغير رياضين، كان البرنامج بحق ظاهرة اعلامية متميزة لم يشاهدها الناس الا قليلا جدا كما في العلم للجميع وتحت موس الحلاق مع الاساتذة رحمهم الله كامل الظباغ وسليم البصري. المفاجأة ان المتدربين القادة الاعلامين اجمعوا بان معد ومقدم البرنامج والبرنامج حالة استثنائية متميزة، وعلى رأس الحضور كان الاستاذ عبد الجبار مدير تلفزيون بغداد ان ذاك.

في عام 2007, التقيت في قطر، في النادي العربي الخبير الاستاذ مؤيد وجلسنا نتحدث وذكرت له هذا الموضوع العلمي عن شخصيته وقد دخل الفرح الى قلبه جدا وقال انا اسمع الحكاية لاول مرة. في نفس اللقاء كان يجلس ويستمع عدد من اعضاء مجلس ادارة النادي، اذكر منهم الصديق د. احمد العمادي، الذين اشادوا بهذه الشخصية المهنية المحبوبة.

مؤيد البدري شخصية من الصعوبة ان تتكرر، لكن من السهولة ان يتعلم منها قادة الرياضة والاعلامين عموما في العراق. ونقترح ان يكتب عن هذه الشخصية الرائعة بحث علمي من قبل متخصصين في القيادة وعلم النفس.
شخصيا ذكرت تجربتي المتواضعة معه في بحث عن نماذج من القيادة المهنية في العراق”.

ليبقى مؤيد البدري قامة عراقية شامخة تستحق منا كل الإحترام التقدير و الفخر.
دعواتنا له بالصحة و العافية و طولت العمر.

د.عصام البدري مؤسس و رئيس تحرير الشبكة مباشر
15 أبريل 2022

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هو مؤيد عبد المجيد عبداللطيف حسين ظاهر حمد
    وليس عبد اللطيف حسين مهدي ظاهر مهدي هو اخو عبد اللطيف
    والد الشاعر صالح مهدي البدري

    1. ألف شكر و تقدير
      تسلم و تعيش حبيبي محمد بن الخالة الغالية الله يرحمهم جميعآ
      و أذا فيه تعديلات أخرى أكون ممنون

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى