أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباردوليكلمة العدد

الشهيدة شيرين أبو عاقلة بين الجريمة و ردة فعل العالم

#الشبكة_مباشر_بروكسل_د.عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير

شيع الفلسطينين جثمان أبنتهم شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس و يعلن رفع قضية القتل بدم بارد من قبل الجيش الأسرائلي الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وودع الفلسطينيون و العالم شيرين أبو عاقلة شهيدة فلسطين.. شهيدة القدس.. شهيدة الحقيقة والكلمة الحرة، ورمز المرأة الفلسطينية والإعلامية المناضلة..

شيرين بطلة ضحت بحياتها دفاعا عن قضيتها وشعبها، كانت صوتآ صادقآ ووطنيآ، نقلت معاناة أمهات الشهداء والأسرى ومعاناة القدس والمخيمات و الاعتصام واقتحامات المدن والقرى

جريمة قتل شيرين ليست الجريمة الأولى ولم و لن تكون الأخيرة حيث سقط العشرات من شهداء الكلمة من الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين.

و الجدير بالذكر فأن شيرين نصري أنطون أبو عاقلة وُلدت في 3 يناير 1971 في القدس و تحمل الجنسية الأمريكية التي لم تشفع عند الجيش الإسرائلي عند قُتلها بتعمد و بدم بارد في 11 أيار/ مايو 2022 في جنين و هي بسطور:

1. مراسلةً إخباريّة لشبكة الجزيرة الإعلاميّة بين عامي 1997 و2022
2. من أبرز الصحفيين في العالم العربي،
3. مراسلة مخضرمة، حيثُ وُصفت بعد وفاتها بأنها من “أبرز الشخصيات في وسائل الإعلام العربية”
4. تغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى بما في ذلك الانتفاضة الثانية بالإضافة إلى تحليل السياسة الإسرائيلية. وكانت تقاريرها حية على التلفزيون
5. ولدت شيرين أبو عاقلة في 3 يناير 1971 في القدس لأسرة مسيحيّة يعود أصلها إلى مدينة بيت لحم
6. . تخرّجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس.
7. درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام – فرعي العلوم السياسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن عام 1991
8. عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل:
• وكالة الأونروا،
• وإذاعة صوت فلسطين، و
• قناة عمان الفضائية
• 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية، حيث عملت أبو عاقلة على تغطية أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كافة حتى قُتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في 11 أيار/ مايو 2022.
• غطّت شيرين أحداث الانتفاضة الفلسطينيّة عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليّات العسكريّة الإسرائيليّة المختلفة التي تعرّض لها قطاع غزة. وكانت أول صحفيّة عربيّة يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام 2005، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.

العالم حمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتلها بشكل كامل، ولن تستطيع بجريمتها هذه أن تغيب الحقيقة، ولا يجب أن تمر هذه الجريمة دون عقاب و الفلسطينيين قالوا كلمتهم الموحدة” رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي من ارتكبت الجريمة، ولأننا لا نثق بهم،” وكما قال الرئيس االفلسطيني سنذهب فورآ إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين.

و بالرغم من الإدانة الواسعة الرسمية و الشعبية و الإعلامية و حتى من الإتحاد الأوروبي
فإن أميركا التي تحمل جنسيتها شيرين كان تصريح الخارجية الأمريكية لمقتل مواطنتهم شيرين بو عاقلة خجول بعض الشيء و كان هذا مثال على ازدواجية المعايير لديها و لو كان قد قتل أمريكي في أي بلد آخر لكن التنديد و الإجراءات تختلف كليآ و لكن شيرين أبو عاقلة فلسطينية الأصل و الهوى فلم يكون التنديد بحجم الجريمة.

و من جانب آخر فقد أثار بعض نشطاء التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً فيما يتعلق بجواز الترحم عليها من عدمه كونها مسيحية.

الترحم على شيرين أبو عاقلة يثير الجدل عند بعض الذين يبدوا أنهم يريدون التفقه بالدين من وجهة نظر ضيقة جدآ و ابتعدوا عن أصل الجريمة المرعبة و المتعمدة من الجيش الإسرائيلي.

و يثار هذا الجدال بشكل متكرر وبمشاركة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في العالم العربي، لدى موت شخصية مشهورة لا تتبع الديانة الإسلامية أو تثير مواقفها من الدين الانقسام.
ويرى بعض هؤلاء أن الرحمة لا تجوز إلا على الأشخاص المسلمين فيما ينتقد البعض الآخر هذا الأمر ويصفه بـ”التطرف”، ولكن اللافت هذه المرة، أن الكثير الكثير من الرواد اعتبروا أنه تجوز الرحمة على شيرين أبو عاقلة لأنها “كانت تناصر القضية الفلسطينية، وهي قضية مهمة للمسلمين” و العالم بأجمع.

وثقافة الترحم على غير المسلمين اليوم أصبحت أكثر انفتاحا مما كانت عليه في العقود السبعة الأولى من القرن الماضي وما قبلها، وأصبح من العرف الشائع، خاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، الترحم على موتى غير المسلمين.

وقد ساهمت العديد من العوامل في انتشار ثقافة الترحم على غير المسلمين، نجملها فيما يلي:

الاعتبار الأول: وجود اختلاف فقهي قديم حول المسألة
الاعتبار الثاني: دور المؤسسات الدينية الرسمية في العالم الإسلامي التي تنخرط هي أو بعض
رموزها، بين الفينة والأخرى في الترحم على غير المسلمين،
الاعتبار الثالث: بعض الرموز الدينية الإسلامية التي أعلنت الدعاء بالرحمة مع غير المسلمين، ويمكن
على سبيل المثال الإشارة إلى دعاء العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في سنة 2005
مع بابا الروم الكاثوليك يوحنا بولص الثاني
الاعتبار الرابع: الأساس الفكري لـتسامح المسلمين

وفي هذا المجال قالت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان: “ستجدون كثيرين ممن يقدمون أنفسهم كمتدينين ووعاظ وغيورين على الدين يقولون إنه لايجوز الترحم على شيرين ابو عاقلة وانها مسيحية كافرة!”، مضيفة بالقول: “الحقيقة لم يتعرض دين للتحريف مثلما تعرض له الاسلام.. لقد تعرض للتحريف والتجريف والتلفيق بصورة أشد مما تعرضت له بقية الأديان”.

و حتى الأعلام الغربي سلط الضوء على فضاعة الجريمة و منها صحيفة “الجارديان” أكدت على على حالة الصدمة التي خلفتها جريمة قتل مراسلة قناة الجزيرة، الصحفية الفلسطينية المخضرمة “شيرين أبو عاقلة”، صباح الأربعاء، وهي تغطي عملية مداهمة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن “شيرين” كانت ترتدي الخوذة والسترة الواقية بعلامة “صحافة” واضحة للجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن إسرائيل حملت مسؤولية مقتل “شيرين” للنيران المنطلقة من الجانب الفلسطيني، لكن “الجزيرة” اتهمت إسرائيل باستهداف مراسلتها عمدا أثناء اشتباك بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في مدينة جنين المحتلة.
وقالت القناة، في بيان، إن زملاء الصحفية في مكان الحادث قالوا إن الرصاص جاء من الجانب الإسرائيلي، ودعت المجتمع الدولي لتحميل إسرائيل المسؤولية ومحاسبتها.
وأضافت: “في جريمة صارخة وانتهاك للقانون الدولي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال مراسلة الجزيرة في فلسطين وبدم بارد”..
ونقلت “الجارديان” عن “شذى حنايشة”، الصحفية العاملة بشبكة القدس للأخبار والتي شاهدت جريمة القتل قولها: “ربما قتلت أنا أيضا ومباشرة، وظل إطلاق النار متواصلا حتى بعد سقوطها على الأرض ولم يكن أي منا قادرا على الوصول إليها، واستطاع شاب فلسطيني بطل أخيرا الوصول إليها وساعدني على جرها”.
وأضافت: “كنا مجموعة نرتدي سترة الصحافة، وكانت شيرين ترتدي خوذة، ومن الواضح أن من قتلها استهدف الجزء غير المحمي من جسدها، وهذه عملية اغتيال”.
إذن الجريمة مثبتة مع سبق الإصرار و الترصد و على المجتمع الدولي إتخاذ القرار المناسب بتحميل إسرائيل المسؤولية و معاقبتها بأشد العقوبات.
و نقول لشهيدة الأعلام الحر شيرين أبو عاقلة وداعآ و ستبقين نبراس ينير جميع زملاء هذا المهمة الراقية لقول الحقيقة و الواقع فكنتي تنقلين الخبر و أصبحتي أنت الخبر.
لروحك السلام و الرحمة و لعائلتك و زملائك و محبيك تعازينا ومؤاساتنا و دعائنا بالصبر و السلوان.
و تبقى فلسطين حرة أبية عاصمتها القدس.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى