مقالات

يبقى العراق بحاجة لرجال دولة يفهمون السياسة والحياة د. فوزي الكناني

الشبكة مباشر ....بروكسل

يبقى العراق بحاجة لرجال دولة
يفهمون السياسة والحياة

د. فوزي الكناني
إن مفهوم الثقافة السياسية بالرغم من عدم وضوحه المنهجي باعتبار أختلاف تصوراته إلا أنه كمصطلح مجرد ، قادر على إثارة فهم بديهي سريع لمدلوله من خلال جوانبه المعرفية والحسية ، وبالرغم من توسع الدراسات السياسية في العلاقة بين الحاكم والشعب في الأقطار العربية وتركيزها على مستوى التحليل التقليدي وتوسيعها إلى مستوى غير تقليدي فأن مشكلة العجز الديمقراطي تبقى قائمة.فالسياسة في عالم اليوم تستدعي قادة أذكياء يفهمون السياسة وأسرارها فهما كاملا ويتعاملون مع الطرف الآخر وفقا لفهمهم السياسي الذي ينبغي أن يكون تاما ومتميزا في آن واحد والسبب الجوهري هنا أن الخلل السياسي الذي قد يعاني منه القائد سيقود الشعب أو الأمة التي يقودها نحو مسارات خاطئه ، فتقع مرغمة في حواضن الجهل والتخلف والحروب العشوائية التي تنتج عن الفهم السياسي المختل للقائد.
لذا يعد الفهم السياسي من أهم الشروط التي يجب أن يتحلى بها الإنسان الذي يرغب بالتصدي لفن القيادة ولهذا غالبا ما تفشل الأمم والشعوب بتحقيق أهدافها في التطور والارتقاء إذا كان قادتها قاصرين عن التعامل السياسي الناجح مع الآخر سواء كان في الداخل والخارج ومن سوء الحظ أن يتصدر قيادة الشعب حاكم لايتحلى بالفهم السياسي فيصل إلى دفة الحكم في الانقلابات العسكرية وماشابه ، حيث تسيطر مجموعة من الأشخاص على مقدرات الإنسان حيث تصبح مصائر الناس وحياتهم مرهونة بغباء القائد السياسي ..هكذا يكون الفهم ضرورة إذا أراد الإنسان أن ينجح في حياته فكيف به إذا كان قائدا لشؤون الشعب؟إن الفهم العام لمفاصل الحياة مطلوبة من لدن الجميع وفي حالة فشل أحدهم بتحصيل هذا الفهم العام فإنه حتما سيبقى قابعا في أسفل درجات الحياة حيث التخلف والجهل ، والمعاناة من الفوضى والمرض والعوز المزمن إذ بخلافه يكون الإنسان فاهما وعارفا بشؤون حياته وحياة الآخرين ويكون عارفا بسبل التعامل مع الجميع بصورة تؤدي به إلى النجاح بعد أن يجهد في تحقيق نسبة عالية من الفهم بجهوده في الاطلاع على المعارف والعلوم.
على السياسي الناجح ويدير دفة الحكم أن ينظر لنجاح شعبه العام على أنه نجاحه هو نفسه، فالسياسة العامة للدولة تشير إلى عموم الناس الذين يتأثرون بخيارات واضعي السياسات ، ولكن من هم هؤلاء الناس ؟ وما هو أكثر شيء يهتمون به؟
تتطور السياسات مع تغير أهتمامات الأجيال بمرور الوقت وبغض النظر عن جيلك سواء كان هذا أو ذاك فإن الناس يريدون الاشياء نفسها ،
الازدهار
الكرامة
تكافؤ الفرص
العدالة _ الأمن ، واليوم فإنه بمقدورنا جميعا الحصول على المعلومات الفورية ولكن المفارقة هي أن الحصول على المزيد من المعلومات لم يجعل الناس أكثر انفتاحا وأوسع أفقا على العكس فقد أصبح من الأسهل كثيرا التأكيد على الافتراضات والقوالب النمطية لكل شخص من خلال فلترة رؤية الجانب الآخر.
إن جهل القائد السياسي في شؤون السياسة إنما يعد بمثابة الكارثة على الشعب الذي يقوده بل من سمات القيادة أن يكون القائد عارفا لشؤون الحياة كافة ومن أهمها أن يتقن فن السياسة ويفهمه تمام الفهم لانه ليس علما حديثا أو غير قابل الفهم فالسياسة ليست من العلوم الحديثة بل وجدت منذ وجود الإنسان في هذه المعمورة مع أدب الترحال ..وكل أنسان يحتاج إلى السياسة وفي جميع المجالات :
سياسة مع نفسه
سياسة في تعامله وتعايشه مع عائلته
سياسه مع عدوه
سياسة مع جميع أفراد المجتمع
سياسة مع الأصدقاء
وطالما الجميع يحتاج إلى فهم السياسة حتى الإنسان العادي لكي يدير علاقاته مع الآخرين بصورة جيدة فإنه من باب أولى وأصح أن يكون القائد أكثر فهما من الإنسان العادي بأضعاف ليس في فهم السياسة وحدها بل في فهم مجالات الحياة كافة على نحو جيد،،والسبب أن الفهم الشامل يفتح للقائد آفاقا واسعة تواجهه في الداخل والخارج لأن السياسة لا تعني شؤون السلطة والحكم فحسب بل تدخل في جميع مجالات الحياة ..والجهاد العلمي والفكري أهم وسائل تحصيل المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى