أدب وفنمقالات

قصة عبدالستار ناصر الفقيد الاديب

#الشبكة_مباشر- أسطنبول- د. كاظم المقدادي

 

على صفحات الفيسبوك كتب الصديقان ( فهمي الصالح ، ورباح ال جعفر ) اجمل ما يكتب عن صديق مشترك هو عبد الستار ناصر .
ست سنين خلت ، وهو الغائب الحاضر ، شغل ومازال يشغل اهل القصة والمقالات ، وفاز بقلوب المعجبين والمعجبات ، بفضل من فيض روائع قصصه ، ورشاقة قلمه ، ومواقفه وجرأته في مقارعة الظواهر الاجتماعية المؤسفة .

وكم ساءلت نفسي .. مالذي يمكن إضافته على ما يكتب عنه .. عن صديق كان مثل ظلي ، قبل ان أحط الرحال الى باريس حاملا همومي وطني ، وماذا افعل وانا في حالة ذهول ، مذ غادرنا الى ما وراء المحيطات ، الى ان صعدت روحه الى اعلى السموات .

هو صديقي الاثير .. الذي اعرفه جيدا ، اكثر ما عرفت عن غيره .. ظريف في حديثه .. طريف في مشاكساته .. كان سعيد الحظ عند اللاتي يتعرف عليهن ، ليصبحن فيما بعد صديقات متميزات
ضمن جمهورواسع من القراء والقارئات .
صاحب دردشة مبتكرة ، مع اصدقائه ومحبيه ، يفضّل تناول السندويشات على الموائد السخية ، يحب التسكع كثيرا ، وكأنه يبحث عن قصص جديدة في الشوارع والأزقة والحانات الخلفية .

توطدت علاقتي معه ، في مجلتي والمزمار يوم كنّا نعمل بحماس ، في عمارة الرواف المطلة على شارع ابي نؤاس ، وكان رئيس التحرير الاستاذ الانيق ابراهيم السعيد يحسدنا على العلاقة التي نشأت بيننا ، و يومها شبهنا بالممثلين ( شارلس برونسون والان ديلون ) كنّا نلعب البليارد في الصالات القريبة ، وكثيرا ما يتفوق علي ، بحيلة ذكيةً بريئة .. ويكفي إلهائي بسرد مغامرة جديدة مع فتاة حلوة ، وبأسلوب فيه من الطرافة ، اكثر من البلاغة ، ومن السلاسة اكثر من السجاذة ، وينتهي الشوط الاخير .. واطلع انا الخسران، وهو من يفوز بالرهان ( وجبة عشاء ) في نادي الاعلام .

كتب عن كتابي الاول ( اوراق باريسية ) نقدا أدبيا رفيع المستوى . وعده منجزا متألقا في ادب الرحلات .
الغريب.. انه كلما أهديته نسخة ، يطلب ثانية وثالثة من الكتاب .. وانا بطبعي اسأله ، وفي حالة استغراب .
اطرف.. ماحصل لي معه.. وقبل ان احزم حقيبة السفر .. تقديمه وعظا مجانيا في أساليب صداقة الشقراوات ، وكان يقص علي مغامراته الناجحة مع النساء الأوربيات ، وعندما طبقت دروسه ، وقعت في مشاكل وازمات .
تحققت اقامتي في باريس ، ونجحت في الأسفار والاختبار .. عندها قرر صديقي الاثير عبد الستار القيام بزيارة خاصة .. ونزل في مطار أورلي الباريسي ، وقبل ان يفتح حقيبته ، حدثت معه مشكلة صغيرة ، استفسر منه رجل الامن .. ان كان يعرف احدا في باريس .. فذكر له وبنشوة المنتصر / نعم اعرف كاظم المقدادي وفريدة الشوباشي .. وهما من اصدقاء عمدة باريس ( جاك شيراك) .

وعندما استقبلته قادما من المطار ، ذكرلي الذي حدث جملة وتفصيلا .. و ضحكت طويلا.. كيف لا .. وهو ربما كان يظن اني كثيرا ما أتصل بجاك شيراك ..وادعوه لجولة في احياء و شوارع باريس ،، !!.
( في الصورة من اليمين الى اليسار / محمد الجزائري ، كاظم المقدادي ، عبد الستار ناصر ، محسن الموسوي / امام قوس النصر / جادة الشانزليزيه في باريس في مطلع الثمانينيّات )

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى