أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباراوربيمقالات

تأثير التغيير السياسي القادم بعد نتائج الإنتخابات في السويد على الأسرة العربية هناك

#الشبكة_مباشر_إستكهولم_ د. سناء صاحب الخزرجي

بعد فوز كتلة اليمين بزعامة رئيس حزب المحافظين أولف كريسترشون بحصوله على 176 مقعداًوبفارق ضئيل عن كتلة اليسار بحصولهم على 173 مقعداً، أصبح التغيير السياسي أمراً واقعاً. تلا ذلك تقديم رئيسة الوزراء السابقة ماجدالينا

أندرشون استقالتها إلى رئيس البرلمان، معبّرة عن أهمية تولّي المحافظين، الليبراليين والمسيحيين الديمقراطيين مهامهم ومباشرة مسؤولياتهم في وقف خطاب الكراهية في المجتمع. وبعد تعرضها إلى التهديد وشعورها بخيبة الأمل بما

حصدته الانتخابات من نتائج ولكن بمزيد من الثقة أيضاً بانتصار المجتمع السويدي على خطاب الكراهية، أعلنت رئيسة حزب الوسط آني لوف إستقالتها من رئاسة الحزب. فضلاً عن المطالبة باستقالة رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار

بسبب الأصوات القليلة التي حصل عليها حزبها.

وهكذا بعد ثمان سنوات من حكم كتلة اليسار، بدأ المجتمع السويدي مرحلة تأريخية مفصلية تزامناً مع فوز ديمقراطيو السويدSD،والذي أصبح الكتلة الأكبر في أحزاب اليمين الأربع: حزب المحافظين، الحزب الليبرالي، الحزب المسيحي

الديمقراطي والحزب السويدي الديمقراطي وهذا الأخير المثير للجدل لدى المجتمع السويدي بصفة عامة ولدى الجالية الأجنبية بصفة خاصة ومنها الجالية العربية التي نحن بصددها. فمنذ بدء الانتخابات وفرز الأصوات بدأت الجالية العربية تترقب

بقلق كبير المنافسة الإعلانية التي خاضتها الأحزاب المتنافسة بضراوة شديدة، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الحزب الليبرالي مع نظيرهم الديمقراطي السويدي برئاسة جيمي أوكيسون وإعلانهم عدم رغبتهم في العمل معهم بل وانهم لن

يسمحوا لهم أن يكونوا في الحكومة القادمة.

ثم تزايد الأستياء نتيجة للإعلانات المستفزة تلك التي أعلنها الحزب السويدي الديمقراطي (ذي الجذور العنصرية). والذي ركّز منذ البداية على الجالية الأجنبية مطالباً بتشديد سياسة الهجرة، بحجة حماية المجتمع السويدي على ثقافته

الأصيلة وحمايته من المد المتزايد للثقافة الاجنبية وخصوصا الاسلامية. ثم لم يألوا جهدا في الإفصاح عن علاقة اللاجئ بازدياد نسبة الجريمة في المجتمع والتركيز على الأفراد الذين يعيشون على المساعدات ولم يتقنوا اللغة السويدية. بينما

غضّوا النظر في دعاياتهم عن الجانب المشرق لجالياتنا بمختلف قومياتهم وأديانهم أولئك الذين ساهموا في بناء المجتمع السويدي بمختلف شهاداتهم ووظائفهم وفي مختلف الاختصاصات، فضلا عن العمالة الكبيرة في مؤسسات الرعاية

الصحية وفي وسائل النقل العام وغيرهما.

ثم أفصح جيمس أوكيسون عن ضرورة إندماج اللاجئ في ثقافة المجتمع السويدي ومن خلال الانخراط في سوق العمل، ولنا أن نتسائل عن شكل وماهية الإندماج الذي يطمح إليه رئيس حزب السويد الديمقراطي؟! لما يحمله هذا المفهوم من

معاني مختلفة لم يشر إليها.

ولا يخفى علينا إنقسام الجالية العربية بين مؤيد ومعارض لأهداف الحزب الديمقراطي السويدي، فمنهم من يرى أن تلك الأهداف لاغبار عليها لا سيما وأنها تهدف إلى إصلاح المجتمع وتخليصه من الجريمة، التي بدأت تزداد في السنوات الأخيرة

أثناء حكم كتلة اليسار برئاسة ماجدالينا أندرسون. فضلا عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وارتباطها بالأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة في السويد، وهذا ما استخدمه الحزب السويدي الديمقراطي في دعايته للفوز في الانتخابات. أما البعض

الآخر فيرى أن هذه الأهداف تنطوي على نيّة معلنة في الإضرار بمصالح اللاجئ تحت مسميات او حجج متعددة منها الترحيل بحق مرتكبوا الجرائم، خصوصاً عندما يتم إستغلال مرونة القوانين واستغلالها في كيل الاتهامات للمهاجرين.

ومن الجدير بالذكر أن هناك نسبة من الجالية العربية انتخبت بالفعل هذا الحزب (SD) وسط حيرة واستغراب الاخرين من هذا السلوك الذي يعكس أنانية من قام بالتصويت لهم، فضلا عن اتهامهم بضعف الوعي السياسي والاجتماعي. وعبّر

الكثير منهم على وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما على منصة “الكومبس” وكالة الإعلام السويدية الناطقة باللغة العربية عن استياءهم من الدور الذي لعبته هذه الفئة، والتي ساعدت هذا الحزب المعروف بعنصريته على الفوز. أضف إلى ذلك

دخول حزب إسلامي جديد يدعى بحزب نيانس إلى الانتخابات، وقد اتهمه البعض ايضا بتشتيت أصوات اللاجئين وبات في مصلحة الحزب آنف الذكر. ولا يخفى أيضا دعم فئة من الجالية المسلمة بما فيها العربية لحزب نيانس الذي اعتمد في

دعايته الانتخابية على العوائل التي خسرت قضاياها مع مكتب العمل الاجتماعي “السوسيال” وفقدانها أطفالها. بينما انتقدت فئة أخرى هذ الحزب واتهمته بإضعاف كتلة اليسار المدافعة عن حقوق الأقليات في المجتمع السويدي، ولا ننسى

أخيراً الفئة الثالثة التي نظرت بعين الارتياب من أهداف هذا الحزب وبمن يقف ورائهم داخل وخارج السويد لاسيما وأن فيهم من أُتُهِم بنزاهته.

وكانت عدم مشاركة بعض أفراد الجالية العربية في الانتخابات مخيبة للآمال، إذ اعتبرها البعض خدمة بلا مقابل لحزب السويد اليمقراطي. وهانحن اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة قادمة إلى المجتمع السويدي. مما يعيد لنا ذكريات سيئة

عن معاناتنا من ظروف أمنية واجتماعية سيئة، ومن حكومات دكتاتورية جعلنا نغادر وطننا بمرارة كبيرة، ثم عدنا من جديد إلى قلق مزعج حول ما ينتظر أبنائنا وبناتنا من مستقبل مجهول. وتساؤلنا حول ما اتخذناه من قرار بالهجرة من أجل

مستقبل آمن لأطفالنا الذين أن فقدوا الأمن في وطنهم الجديد الذي اعتادوه ، هل كان صائباً؟! وسيكون من الصعب جدا ان لم يكن مستحيلاً توافقهم مع مجتمع آخر بعيد كل البعد عمّا وجدوه في مجتمع مسالم وطيب كالمجتمع السويدي.

د. سناء صاحب الخزرجي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى