مقالات

🌴 في ذكرى شهيد سامراء الشيخ عبدالحي طه علوان

#الشبكة_مباشر_سامراء_د. مصعب السامرائي

في مثل هذا اليوم وبتاريخ 2004/10/1م الموافق 16/شعبان/1423هـ

وفي صباح يوم ذي بأس شديد على مدينة سامراء جرت أحداث حيّرتْ الرشيد ، وأذهلت ذوي الرأي السديد ، وصعق هولها القريب والبعيد ، جاست العلوج الأوباش مدينة المجد التليد ، وأفزعوا بعددهم وعدّتهم الشيوخ والصبيان وشاب من

الخوف حتى الوليد ، وصالوا وجالوا بالقتل والترهيب والظلم للعبيد ، ولَم ينجُ من بطشهم الا من لزم البيوت واعتصم بركن شديد ، وفِي خضّم الهرج والمرج سقط الناس بين جريج وشهيد .

وكان فيهم الشيخ الهمام ، والليث الضرغام ، الخطيب والمدرّس والإمام ، والسيد المقدام ، شيخنا وأستاذنا عبد الحي ابن الشيخ طه علوان الحنفي مذهباً ، الرفاعي القادري سلوكاً ، والأشعري معتقداً ، النيساني عشيرة ، السامرائي مولداً ومدفناً – رحمه الله –

عرفته منذ تسعينيات القرن الماضي في أروقة المدرسة العلمية الدينية ، ومحراب جامع الإمام الغزالي ، وركن المكتبة الرفاعية .

بعد قدومه من بغداد المحمية ، وتدريسه العلوم في الحضرة القادرية ، وخطبته في جامع عثمان بن عفان مع طلته البهيّة وأنفاسه الزكيّة

لا يستصعب علماً ، ولا يهاب فنّاً ، ولا يخاف منبراً ، ولا يضيّع مناسبةً .

يُبحر في المنقول ، ويغوص في المعقول ، ويجول بين الكتب بلا تهيّب أو ذهول ، امتاز بالرجاحة والبصيرة بين أهل العقول .

جمع بين العلم والسلوك ، ولَم يخش السلاطين ولَم يبالِ بالملوك ، يحبّه من رآه ويبسط الحديث مع السيد والمملوك .

درستُ عنده النحو ، والصرف ، والعقيدة ، والتصوّف ، والميراث ، والبلاغة صيفاً وشتاءً صباحاً ومساءً

حبّبنا في الصالحين ، وأول من سافر بنا الى زيارة بغداد ، ورؤية الأولياء والعارفين ، وكانت سابقة عظيمة بين المدرّسين ، تركتْ في نفوسنا أدباً ومحبة لأهل الله أجمعين

يُحبّ طلبة العلم ، ويرفع همّة ذوي الفهم ، ولَم يفارق الكتاب والقلم ، ولم يترك التدريس من الفجر حتى الليل مع الصحة والسقم ، وله أقوال وحكم .

يحضر للدرس قبل الطالب ، ويحرص على نيل تلاميذه المراتب ، ويجتاز بهم المصاعب من غير أن تسجّل عليه المثالب .

يحاور الطلبة ويبادلهم أطراف الحديث بأجمل العبارات ، ويُرشدهم الى الخير بأرقّ وألطف الكلمات ، وينصح ولا يجرح وإن خالفه الآخر بالآراء والمعتقدات ، رأيته محافظاً على الطاعات ، ملتزماً بالنوافل والمستحبّات ، يُحي الشعائر ويشارك في جميع المناسبات .

حافظ على زيّه المتمثل بالجبّة والعمامة ، تحبّه الخاصة والعامّة ، وتكسوه الهيبة وظهرت على يديه الكرامة .

كتبه التي أهديت لكلية الإمام الأعظم الجامعة في سامراء تبكي لفقده ، ومحرابه ومنبره يئنّ لفراقه ، ولم تفارق الحسرة طلّابه لأنهم لم يقدروا على وداعه

تغمّده الله بواسع رحمته ، وأدخله فسيح جنّته

تلفذك مصعب
سامراء

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى