أخبار العائلة العربية في المهجرالاخبارتكنولوجيادولي

الإمارات تعلن إطلاق المستكشف راشد لإستكشاف القمر في أول مهمة إماراتية إلى سطح القمر اليوم الأحد 11 ديسمبر 2022

#الشبكة_مباشر_دبي

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر -أول مهمة إماراتية إلى سطح القمر- اليوم الأحد، عند الساعة 11:38 صباحًا بتوقيت دولة الإمارات.

و تتجه أنظار المجتمع العلمي، الأحد، إلى قاعدة كيب كانافيرال الفضائية الأمريكية، المطلة على ساحل الأطلنطي، بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، والتي تشهد إطلاق المستكشف “راشد” في أول مهمة إماراتية إلى القمر.

وقد وصل إلى ولاية فلوريدا، الفريق الإماراتي لاستكشاف القمر لمتابعة عملية الإطلاق التاريخية، و قال سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، للوقوف على آخر الاستعدادات قبيل عملية الإطلاق،أن حالة الطقس ممتازة في الوقت الراهن، و

كل البيانات تشير إلى إطلاق “المستكشف راشد” في موعده المحدد، مشيرا إلى أن المهمة الإماراتية على القمر هي تمهيد لبرنامج أرتميس الفضائي بإرسال البشر مرة أخرى إلى القمر 2025، كما تعد خطوة في طريق إرسال البشر إلى المريخ في المستقبل.

إطلاق المستكشف راشد
و كشف المري عن أن آخر التجارب لعملية إطلاق المستكشف راشد، تبدو إيجابية للغاية، حيث تشير إلى أن المهمة ستنطلق وفق الموعد الأخير، الخميس الـ 12:39 ظهراً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، والـ 03:39 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “تأكدنا من جاهزية المستكشف راشد، كما جاءت نتيجة آخر الاختبارات لعملية الإطلاق بمعرفة شركة Space X الأمريكية كلها إيجابية للغاية، كما أجرت الشركة اليابانية آي سبيس ISpace المسؤولة عن هبوط المركبة (راشد) كل الاختبارات اللازمة قبيل عملية الإطلاق”.

وأشار المري إلى أن هناك عملية إطلاق فضائي بشكل أسبوعي تقريبا لشركة Space X والعملية بالنسبة لهم هي عملية روتينية والصاروخ المقرر أن يحمل “المركبة راشد” هو فالكون 9، وهو من أنجح الصواريخ المعدة لمثل هذه المهمات.

وأوضح المري أن مهمة المستكشف راشد تشمل إجراء تجارب علمية وتصوير ورصد حراري، لدراسة سطح القمر والتربة القمرية، مشيرا إلى أنه سيتم استغلال مهمة “المركبة راشد” في الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات حول سطح القمر.

وقال المري: لا نرسل مهمات إلى القمر كل يوم، حيث يعد الهبوط إلى القمر نادرا، ومن هنا تأتي أهمية المهمة الإماراتية على القمر، حيث نحاول إجراء تجارب علمية مميزة تفيد كل الجهات، داعيا المجتمع العلمي والأكاديمي في الإمارات لبناء برامج علمية متخصصة تعمل على فهم بيانات المستكشف راشد وتحليلها واستنباط النتائج المناسبة.

برنامج آرتميس
وحول أهمية المستكشف راشد بالتزامن مع برنامج آرتميس لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بإرسال البشر إلى القمر في غضون العامين المقبلين، أوضح المري، أن المستكشف راشد، هو إحدى الخطوات التمهيدية لإرسال البشر مرة أخرى إلى القمر، إذ سيوفر البيانات العلمية والتي سيتم تبادلها مع الجامعات ووكالات الفضاء الدولية، للاستعداد بشكل مثالي لعودة البشر مرة أخرى إلى القمر.

وأضاف: تكمن أهمية المستكشف راشد في أنه أول مهمة إماراتية تهبط على سطح القمر بأيدٍ إماراتية وتصميم إماراتي بالكامل، وهو ما يعد طفرة في نقل المعرفة وبناء القدرات الإماراتية في مجال الفضاء والتي تحققت خلال الـ ٢٠ سنة الماضية، ضمن الأهداف الاستراتيجية للإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أنه بالرغم من أن مشروع إرسال المركبة راشد إلى القمر هو مشروع إماراتي، لكنه ذو طابع دولي يعزز الشراكة العالمية لاستكشاف الفضاء، حيث تتولى شركة Space X الأمريكية عملية الإطلاق، كما تتولى الشركة اليابانية آي سبيس ISpace عملية هبوط المركبة “راشد”، كما تمت الاستعانة بمعدات علمية من فرنسا، ومن جامعات من هولندا وبلجيكا، وكلها أمور تصب في النهاية في صالح برنامج آرتميس وعودة البشر إلى القمر.

برنامج المريخ
وعن مدى ارتباط برنامج استكشاف القمر ببرنامج استكشاف المريخ، وأهمية المستكشف راشد، قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: صحيح أن المستكشف راشد هو ضمن برنامج استكشاف القمر، لكنه في النهاية يمهد الطريق للخطوات الإماراتية في استكشاف المريخ، حيث تعد خطوتنا الصغيرة على القمر بداية لخطوتنا الكبيرة على المريخ.

وأضاف: “دعنا لا ننسى أن برنامج استكشاف القمر واستكشاف المريخ هما برنامجان مرتبطان ارتباطا وثيقا، حيث ترى بعض النظريات أن رحلة البشر الأولى إلى المريخ ستكون صعبة للغاية بدون بناء وجود دائم للبشر على القمر، ولذلك يتم العمل على بناء المحطة الأرضية على القمر في الوقت الراهن، كما تستمر خطط إرسال المعدات والمستكشفات إلى القمر والمريخ معا.

وتابع المري أن رحلة المريخ ستكون صعبة للغاية على البشر فالرحلة سوف تستغرق ما بين 7 و9 أشهر ذهابا فقط، ومثلها في رحلة العودة، كما أن الخطة تقتضي المكوث سنة على الأقل على سطح الكوكب الأحمر، وهذا أمر ليس يسيرا، ولذلك فإن رحلة المريخ ستحتاج إلى موارد ومعدات ضخمة للحفاظ على حياة رواد الفضاء لمدة تتجاوز العامين ولذلك فإن الحفاظ على وجود بشري دائم على القمر هو مرحلة للوصول إلى المريخ.

وعن آخر التطورات في مشروع المدينة الإماراتية على المريخ بحلول 2117، أجاب المري مبتسما: مدينة المريخ جار العمل عليها في الوقت الراهن، حيث سوف يتم بناء نموذج منها في الإمارات خلال الفترة المقبلة لدراسة كيفية الحياة على سطح المريخ، وإجراء التجارب المختلفة سواء متعلقة بالطاقة أو التغذية أو حتى مصادر المياه وكل البحوث العلمية الأخرى، لافتا إلى أنها مدينة معقدة للغاية، وهي تحت الإنشاء في الوقت الراهن.

ميزانيات الفضاء
وبسؤال مدير مركز محمد بن راشد للفضاء، عن حالة الجدل الدائمة حول كيفية استفادة المواطنين العاديين من برامج استكشاف الفضاء، لاسيما مع مواجهة وكالات الفضاء العالمية مثل ناسا ببعض الانتقادات بسبب الميزانيات الضخمة لبرامج استكشاف الفضاء، في حين أن البعض يرى بضرورة توفير هذه

الميزانيات للإنفاق على برامج الصحة أو التعليم إلى آخره، أوضح المري أن الإنفاق في الفضاء هو إنفاق على الأرض، مشيرا إلى أن اغلب أوجه الإنفاق سواء من خلال شركات أو مهندسين هي في حقيقة الأمر إنفاق في الأرض، لكن إذا كانت الاستثمارات في الأرض فإن الإنتاج يأتي في الفضاء.

واستطرد: دعني أوضح لك، أن ما نستخدمه اليوم في حياتنا العادية هو في حقيقة الأمر تقنيات فضائية، من مكالمات فيديو، إلى تقنية تحديد المواقع، إلى تطبيقات الـ GPS التي تساعد كل فرد في الوصول إلى وجهته ما كان يمكن أن يحدث هذا لولا برامج استكشاف الفضاء، حيث إن هذه التقنيات اخترعت

أساسا للاستخدام الفضائي، فضلا عن خدمات حالة الطقس من الأقمار الصناعية، وتتبع الكوارث، وحتى الاتصالات ومشاهدة مباريات كاس العالم في كل بيت في الأرض، كل هذه تقنيات فضائية، ولم تكن لتحدث لولا برامج استكشاف الفضاء.

وأضاف: “هناك بعد آخر لأهمية برامج استكشاف الفضاء، ألا وهو استكشاف محيطنا، حيث إن رحلة البشر منذ فجر التاريخ قائمة على استكشاف المحيط والترحل واستكشاف مناطق جديدة غير مأهولة، فالطموح البشري للاستكشاف لا يتوقف، ولذلك فإن الفضاء هو مجال الاستكشاف الطبيعي التالي للبشر،

للتعرف على محيطنا الفضائي وعالمنا الكوني، لكننا قبل الذهاب بعيدا إلى أعماق الفضاء يجب أن نضع خطواتنا بثبات على القمر وهنا تأتي أهمية المستكشف راشد”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى