منذ (٤٣) ثلاثة وأربعين سنة لم تدخل بطولة الخليج العربي لكرة القدم إلى أرض العراق ورغم كل هذا البون الشاسع في الزمن ما بين عام ١٩٧٩ حيث اقيمت كأس الخليج العربي الخامسة في بغداد العروبة وبين دورة الخليج العربي الخامسة والعشرين التي تقام الآن في البصرة الحبيبة ورغم كل ما حدث
بينهما من أحداث وهموم ومشاكل وبغض النظر عن أسبابها ومسبباتها إلا ان العراقيين الأصلاء لم ينقطعوا عن أهلهم في الخليج العربي سواء في متابعة البطولة خلال فترة انقطاع العراق عنها او من خلال المشاركات العديدة فيها وكذلك في حب العراقيين لأهلهم العرب في الخليج العربي وكل الوطن العربي
الاكبر وتواصلهم معهم عبر كل الطرق والوسائل وهذا ان دل على شيء فانه دليل على مدى شغف العراقيين بانتمائهم لهذا الوطن الكبير الممتد من الخليج العربي شرقا حتى سواحل المحيط الاطلسي غربا بكل ما فيه من قوميات متآخية مع العرب في الوطن كله كالاخوة الاكراد والتركمان والامازيغ والطوارق
والبربر وغيرهم اضافة الى مختلف الديانات والمذاهب التي تسكن البلاد العربية فالعراقي الذي اعتاد على حب انتمائه لا يفرق بين هذا عرق او دين او مذهب من يشاطره السكن والحياة بل ويتصاهر معه ويتقاسم معه لقمة العيش وشربة الماء ونسمة الهواء في هذه البقعة العربية المباركة من خريطة العالم .
وهاهم أبناء الرافدين يؤكدون انتماءهم ومحبتهم لأشقائهم العرب من خلال كل هذا الشغف والترحيب منقطع النظير من قبل اهل بصرة العز وكل عراق الإباء والحضارة الغائرة في القدم بأخوتهم عرب الخليج وهم يشرفوننا اليوم في دروتهم الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي على ارض البصرة
الحبيبة الفيحاء كما سبق وان عبروا عن سعادتهم الكبيرة بالنجاح المبهر للأشقاء في قطر في تنظيم كأس العالم وفرحتهم العظمى بما حققته الفرق العربية وخصوصا اسود العرب المغاربة في هذه البطولة المتميزة في كل تاريخ بطولات كأس العالم وباعتراف العالم كله كما هم متضامنون دائما مع اخوتهم العرب
في كل قضاياهم المصيرية .
إذاً فسيبقى انتمائنا نحن للوطن العربي الكبير كالدم يسري في عروقنا نحن العراقيون مهما حاول أعداء هذه الأمة تفريقها وتعميق تجزأتها وتقوية الفواصل بين اقطارها.
فمرحبا بكم أحبتنا في خليجنا العربي وانتم تنزلون في ارض العراق الحبيب وبصرته العظيمة بكل ما فيها من تاريخ وتقاليد وكرم وشموخ عربي نعتز به.