كلمة العددمقالات

9 أبريل-نيسان ذكرى الإحتلال الأمريكي الغاشم لبلدي بداية النهاية

#الشبكة_مباشر_بروكسل_مؤسس و رئيس التحرير عصام البدري

نحن نعيش ألان هذه الأيام الحرب الضروس بين روسيا و أوكرانيا و هي أكملت عامها الأول جراء إعتداء صارخ روسي مستمر على أوكرانيا التي طمحت بالإنضمام الى حلف الناتو/الأطلسي و الإتحاد الأوروبي و التي كانت تمثل خط أحمر و صاعقة على روسيا مما بررت لنفسها الإعتداء على سيادة بلد أوروبي مهم و مصدر أساس للقمح في العالم.

و كان رد بوتين على إنتقادات أمريكا و أوروبا حول تسميتهم بالعدوان بدون تخويل من مجلس الأمن الذي يمثل خرق صارخ للقانون الدولي بتذكيرهم بإحتلال العراق بدون مبرر أيضآ و بدون تخويل من مجلس الأمن و تدمير العراق و تغير نظامه الوطني و تهجير الملايين و لا أقارن في هذا المقال الفرق بين الحربين بالتفصيل و لكن القاصي و الداني أدرك جيدآ ما عانى منه العراق و شعبه أثناء العدوان و بعده و هو يهجر و يدمر بمنهجية خبيثة و لكن دقيقة جدآ ليجعلوا من العراق العظيم دولة فاشلة بغطاء ديمقراطي واهي.

مابين الدعم و الإسناد لأوكرانيا بكل شيء و الترحيب العالي باللاجئين الأوكرانيين في آوروبا و ربما جميع دول العالم في الوقت الذي أغلقت الأبواب أمام اللاجئين العراقيين بإستثناء بعض الدول العربية و بعض دول آوروبا.

و بالنسبة لي و للملايين من أبناء هذا البلد الجريح و في هذا اليوم بالذات 9/4 مهما مرت الأيام والسنين الا إنها لا يمكن ان تمحي من الذاكرة ذكريات هذا اليوم المشؤوم و الأيام المشئومة من شهر مارس و من يوم 20 منه بالذات حيث بدأ العدوان الأمريكي البريطاني و ماسمي العدوان الثلاثيني بأمر من جورش بوش الإبن من الساعة 5:50 فجرآ حيث بدا بسقوط مئات الصواريخ كروز و توماهوك في جميع أنحاء العراق و الأساس على العاصمة الحبيبة بغداد حوالي أكثر من ألف صاروخ منها فقط على بغداد 350 صاروخ موجه ودقيق الإصابة.

لا وجود للتكافؤ وقتها بقدرات العراق و التحالف الذي أصر على تغيير النظام السياسي و الجيش و عموم قوى الأمن الداخلي بدون وجه حق فيما بعد بتدمير كل شيء بالرغم من عدم وجود للخيانة نهائيآ من داخل السلطات المختلفة في الدولة العراقية كافة و هو السؤال الذي سمعناه من الكثير حول الخيانة في الجانب الرسمي و حتى وصلت الأصابع الى قائد الحرس الجمهوري و رئيس المخابرت و هي مجرد إدعاءآت باطلة لا أساس لها من الصحة و كانت الأمور تسير بأنسابية و تسلسل في الأوامر و الشعب مغلوب على أمره.

الخطأ الإستراتيجي للنظام وقتها هو إسناد حماية بغداد الى الحرس الجمهوري و ليس وزارة الدفاع و عدم إعتماد خطة الوزارة و حصر الأمور بيد أبن رئيس الدولة و هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

الخيانة الوحيدة التي كانت موجود من العراقيين كانت من خارج الحدود مع الكثير من الطابور الخامس في الداخل الذي خدم احتلال بلده بكل قوة و إصرار و خسة بحجج واهية يعيب عليها الزمان و لعناته عليهم الى يوم الدين.

كانت أيام عصيبة جدا على العراقيين و البغداديين بصورة خاصة فالقصف تسمعه من كل مكان و ربما لا تعلم أين كان إلا من مصادرنا الخاصة وهي رسمية و بعضها تراها بالعين المجردة.

كانت الأوضاع في بغداد مؤلمة جدآ جدآ تشعر بأن كل شيء انتهى بالرغم من الدولة موجودة بأجهزتها كافة و وفرت الحصص التموينية و بكميات تكفيه لستة أشهر و لكن الجميع صار عنده تصور بان الاحتلال صار واقع حال و بدأت بعد 10 أيام على بدأ العدوان بمئات بل آلاف العوائل تخرج من بغداد و تشهد طوابير السيارات و بإزدحام شديد عن طريق سيطرة الراشدية شرق بغداد .

تجولت بالأيام الأخيرة من شهر آذار و بداية شهر نيسان حتى 9/4 بحذر شديد في أطراف بغداد التي كانت كارثة حسب ما شاهدت بأم عيني أسلحة الحرس الجمهوري موجودة ولكن بدون بشر و الفلوجة و زرت سامراء التي كانت طبيعية جدآ.

يوم 9 نيسان 2003 يوم دخول الجيش الأمريكي ساحة الفردوس وسط بغداد و سقوط تمثال رئيس الدولة و ظهوره بالمقابل و بنفس التوقيت في الأعظمية مع الجماهير و كأن شيء لم يكن الهتافات و الإسناد و الإصرار على النصر و مواجهة العدوان.

اليوم الأول من أحتلال بغداد الحضارة بداية نهاية دور العراق العظيم
هو اليوم رقم واحد من أيام احتلال العراق الرسمي بدخول قطعان الاحتلال الأمريكي مع من جاء بهم من آراذل الأقوام التي تأتي بكل زمان و مكان و التي تكشف معادن الأصلآء الذين لا يرتضون
أن يكونوا دليل لمحتل بلدهم و لكن شاء حظي أن أكون أحد الموجودين في بغدادتنا الجميلة في هذا الوقت الصعب الذي مر به العراق في زمن نعيشه مع الذين بأعمارنا التي تعتبر من أجمل الأعمار الستينات و سبعينات و ثمانينات القرن الماضي الذي أجزم أنها أجيال لآ تتكرر في تاريخنا المعاصر الحديث و المستقبل
ﻧﺤﻦ الجيل الذي كان يمشي ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎ ‏ﻓﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺻﻴﻔﺎ و ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ‏ طوال السنة الدراسية ﻛﺎﻣﻠﺔ مع أصدقاء لنا لا نعرف أنتماءاتهم العقائدية و لا حتى الطائفية

9/4/2003 و هو يوم الكارثة حين تشهر كغريب في بلدك لأول مرة بتاريخنا للأسف و أن يتولى البلآد من هم غرباء أصلآ عن هذا البلد و بدأ من اليوم الأول بتهديم كل ماهو جميل في بلدي فبدأنا نشعر في حيينا بأن الوضع الكارثي بدأ طائفيآ و المصطلحات الغريبة عن قاموس الشرف العراقي طيلة القرون الماضية فتركت مدينتي الغالية بغداد و أنتقلنا الى مدينة آبائي و أجدادي في سامراء التي كانت وقتها خارج الأحتلال و بعدها بأيام شهدت بنفسي مفاوضات دخول الجيش الأمريكي لمدينة سامراء و أنتهى كل شيء.

و لنا الأمل الكبير بتخطي بلدي و شعبه هذه الكارثة و يبدأ بنفسه و بقوة لإعادة بناء عراق بقوة متطور لا تهزه الرياح الطائفية التدميرية و الولاءات المتعددة ليكون فعلا عراق الحضارة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى