بصراحة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صورة العراق اليوم
هيهات من الذلة
……………………
هَیهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة، هي جملة معروفة قالها الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء. بحسب المصادر التاريخية قد أمر عبيد الله بن زياد جيشه بمحاربة الإمام الحسين في واقعة الطف في حالة عدم استسلامه. فألقى الإمام يوم عاشوراء خطبة أمام معسكر ابن زياد وقال فيها: “إنّ الدَعيّ ابن الدعيّ قد ركزني بين اثنتين، بين السلّة والذلّة” (أي يريد مني الاستسلام له أو أسل سيفي وأحاربه) و”هیهات منّا الذلّة”، يأبى الله ذلك لنا ورسولُه، والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت. نؤثر مصارع الكرام على طاعة اللئام.
العراق اليوم وعود كاذبة من حكومات متعاقبة ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني اثر على رواتب الموظفين والمتقاعدين حوالي الى النصف بلا كهرباء وبلا ماء ، جندر مخدرات، تجارة جنس، تهريب، فساد، أخلاق فى الحضيض، لغة الشارع تحكم، لا سيادة، لا وطن، لا حكومة، لا مواطنة، لا حوار، اعلام فاسد حكومات متعاقبة فاشلة ، شيوخ يساهمون فى الخراب، والنزاعات العشائرية ، مافيا فى كل الوزارات، تعليم متراجع، جامعات فوضى، نقل من العصور الاولى، وزراء محاصصة فاشلون و محنطون , شعارات رنانة و خطب ممجوجة، رئيس غائب عن الوجود و مجلس نواب الشعب غائب ينهب الاموال بلا مقابل، ارهاب متخفى بالسياسة و تسريبات حزبية قذرة و صراع محموم على المواقع و الكراسى، شعب متروك لأزماته و مصاعبه و صعوباته، لا حكومة فى العراق لا رئيس و لا مرؤوس، مظاهرات مسيسة و اموال خليجية فاسدة، مخابرات اجنبية و مهمات قذرة، خفايا امنية مزعجة لا تحكى و قضايا ارهاب تقبر بقدرة قادر، اخطاء طبية قاتلة بالجملة و حالات من غياب الضمير القصوى، محافظون معتمدون غائبون، مناظرات عبر القنوات مشكوك فيها و امتحانات بلا رقيب و لا حسيب، محافظات تحترق بنزاعات عشائريه و شعب مطحون و مستقبل مظلم .
هذا بعض من توصيف الوضع فى العراق لذلك نرى قوافل الموت تسير فى الطرقات المرورية الى النهاية المحتومة و لذلك نسمع عن اعداد الانتحار للشباب والشابات يوميا لان الجميع يريد ان يرحل من هذا الوضع او من هذا السجن المخيف، الجميع اليوم كره الاحزاب الاسلامية والعلمانية و التوافق و الوفاق و كل المفردات البائسة التى خرجت من افواه السياسيين الحاكمين فى هذا البلد المنكوب، هناك من يحن على على الماضي ويلعن الحاضر لان المستقبل مجهول و هناك من يفكر بصوت عال فى هذا الامر و هناك من يخجل من نفسه لانه شارك بالمظاهرات وانا منهم لان البعض سرق الانتفاضة وتسلق المناصب باسم تشرين ، حكومات متعاقبة منذ ٢٠٠٣ و تغيير و تبديل و ترحيل و اقالة و لا شيء يتحرك فى المشهد الاقتصادى البائس و لعل الجميع اليوم قد اقتنع بفشل التغيير نحو الافضل ،
و بنجاح المقامرين فى الاستيلاء على أهم مفاصل الدولة بحيث بات الحلم بالتغيير نحو الافضل مجرد حلم باهت بائس لا يستقيم فى ظل انهيار اقتصادى و حالة من الارتباك الحكومى، لم يسبق للعراق أن عرف مثل هذا الانهيار ، مثل هذا السقوط، مثل هذه الحالات المفجعة من التسيب و عدم الاكتراث بالأخر ، مثل هذه الفضائح و الجرائم اليومية ، الكل اليوم فى صراع محموم بحثا عن المال بكل الطرق و بأيسر الطرق و لو من لحم القاصرات و الغوانى الذين امتلأت بهم شوارع بغداد حتى ظن البعض أن البلد قد تحول الى ليالي ماجنة بلا رقيب وحسيب .
كلنا نشهد اليوم و نعلم و نبصم بالعشرة أن هذا الشعب هو سبب البلية وانه جزء من المشكله وليس الحل و أن من انتخبهم لقيادة المرحلة بؤساء تعساء بعيدين عن روح المسؤولية و القدرة على تجنيب البلاد كل هذه الارتطامات المستمرة ، نحن لا نستحق هذا الوطن و هذا الوطن يستحى و يتأفف أن نكون من أبناءه و من صلبه، نحن من دمر الوطن و من خانه و من باعه و من مزقه و من تطاول عليه و من استهزأ بتاريخه و ماضيه و حاضره، هذا الوطن يتيم لأنه فقد كل ابناءه فى معركة البحث عن مستقبل أفضل تحولت بفعل تداخل مخابرات و أياد أجنبية متآمرة من تغيير مباركة الى هزيمة شعبية مؤلمة فأصبحنا نبحث عن أنفسنا فى خضم هذه الاصابع المتشابكة التى تبحث عن تقسيم الوطن و تمزيق لحمته و جسمه المنهوك بفعل سنوات من الديكتاتورية المقيتة و الكبت المجنون، لقد قيل الكثير فى هذا التغيير ، من البداية كال الجميع لهذا الشعب من قصائد المديح و الغزل ما جعله يفقد الوعى ليتسلل الفاشلين والفاسدين الى سدة الحكم و يحصل ما حصل في الوطن ،
وصلنا الى اسفل الدرك على كل المستويات و لم يعد هناك مخرج لهذه الهزيمة السياسية الواضحة ولاضوء في نهاية النفق للخروج من هذا المستنقع المخيف .
نحن من نسوّق للذلة بتصرفاتنا التي تبعدنا عن أي طريق صحيح، سواء للحسين أم لغيره،فبأعمالنا هذه ابتعاد عن الإنسانية وعن كرامتها.فلتغمس عقول محبي الذلة بالوحل وليضحك من أوصلهم الى الحضيض .
• نحن في الدرك الاسفل من الذلّ والهوان بسبب أصحاب هذه الشعارات الزائفة والحكومة الفاسدة ،
كامل الصافي الموسوي
30/4/2020