أدب وفن

الشخصية النرجسية *الدازاين والنزعة الذاتية الهوبزية * بقلم بسمة مرواني

الشبكة مباشر .....تونس

الشخصية النرجسية *الدازاين والنزعة الذاتية الهوبزية *
بقلم بسمة مرواني

رغم ان سعي الانسان تاكيد موجوديته باحساسه بالنرجسية مشروعة كون حب الذات غريزة وليست طموحا يكتسبه الانسان في وعي وجوده فقد اتخذت النرجسية مظاهر متعددة في العديد من الفلسفات مع هيدغير مع ابن رشد ومع فرويد مع اريك فروم مع كارل ماركس وغيرهم الذين اسهموا في إنشاء فِسارات (بكسر الفاء) استوعبت جميع النظريات التأويلية ، واجتهدت في استثمار التحليل النفسي الخصب ، عن خصائص الشخصية النرجسية.
وتقوم الفكرة على الاقتناء والاسـتحواذ والاكتناز والتملك `لفئة غير واعية بسلوكاتها المرضية فقط اهم ما تهدف اليه هو تحقيق نوزاعها الانسانية في الوجود. والتسمية جاءت من النرجس وهو نبت يزرع في التربة الجافة والبيئة ذات الشمس الخفيفة والظل وهو يقتل أي نبات بجواره .
صفات الشخصية النرجسية *الدازاين والنزعة الذاتية الهوبزية *
النرجسية سلوك عدواني مرضي سببه الاثار السلبية في الطفولة خاصة لخشونة الحياة الاولى وعدم الحصول على حنان الأب والام لتنعكس في المستقبل وعلى التصرفات في الكبر.
واحساس النرجسي بنقص ما ،يحاول ان يثبت عكسه حتى تصبح سببا في صقل موهبة صاحبها وزراعة الثقة بالنفس للتميز بالفرادة أو الاستثنناء لكنها ايضا تجعل من الشخص غير متماه مع المجتمع رافضا الاختلاط والذوبان فيه كليًّا ، تضخم الانا المفرِط موصل الى الأنانية والغرور، يكون معذبا في نزاع ليس في إمكانه يوماً أن يفهم ماهية الحقيقة؛ بذهن ملتوٍ، ذهنٌ مشوه وان ملك العديد من المهارات الحياتية فان الاعتلالات التشوهات الباطنية تظل بائنة وان اغمضنا عنها الجفن.
ان المتنرجس شخصٌية يعتقد انه ديزاين له كينونته الخاصة كما ذهب الى ذلك الفيلسوف هيدغير: ومن شأن كينونة هذا الكائن أنه يتعلق هو ذاته بكينونته. ومن جهة ما هو كائن هذه الكينونة فهو مسلّم إلى كينونته التي تخصه،
أي انه محور الكون ليس له نظيرا ، هو انموذج أساسيّ ذو أهمية قصوى ولا يُمكن الاستغناء عنه في حياة من حوله، سواء على مستوى العائلة أو العمل أو المجتمع الذي يعيش فيه.
حياته بعلاقات غير مستقرة ، فنجده لا سكينة له ،لا استقرار نفسي، لا سلام جواني بسبب الشك المفرط او عدم الثقة ،مما يسبب له القلق المستمر، هذا انه الرافض لكل رأيٍ مخالف لآرائه وعدم تقبله الانتقادات الموجهة إليه. يلتجىءالى االكذب والاختفاء المفاجىء بل القذر دون سبب حين يحس ان من يتعامل معهم وقع كشفهم لتلاعبه وخياناته… يتعبه بل يزعجه جدا حتى يشعر بالخوف والضعف حين يتأكد له انه فشل في إبعاد من يحب عن اصدقائه وحتى عن أهله وكل المقربين منه لانه يريد فقط فر ض سيطرته فيبشّع الناس جميعا ويجعلهم مصدر الشر والخبث
و قد تقابل ا ريك فروم مع سيغموند فرويد في هذه الفكرة تحليلا حيث يقول: إن الشخص النرجسي يتميز بالغيرة من الآخرين، والعجرفة عليهم، وفرط الحساسية تجاه آرائهم، وعدم تقبلها، بالإضافة إلى السخرية منها، فيعتقد الشخص بتميزه وفرادته عن غيره، إذ يمتلك شعورا متضخما بأهميته، ويستحوذ عليه وهم النجاح والتألق والانشغال في المبالغة بإنجازاته بالإضافة إلى ذلك، الشخصية النرجسية يعتقد انه لا يقوى أحد على الاستغناء عنه وان من يعرفهم عليهم ان يكونوا ملبين لاحتياجاته ورغباته وإمدادهم الا بما يرضيه وهو ما يفسر سبب وقوع الكثير من الشخصيات أو الضحايا في شباكه ، الكل يكتشف تلاعب النرجسي بالمشاعر هذا وان خوضه العلاقات العاطفية لا تدوم طويلا ولا يرضيه فردا واحدا .وتمر العلاقة العاطفية مع الشخصية النرجسية بثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة المثالية والتقييم الزائد،والمزيد من الاهتمام لجذب انتباه الاخر بالرعاية المفرطة ثم الهبوط المفاجئ والوقوع في مرحلة خفض قيمة وتقليل شأن الطرف الآخر و محاولة فرض ارائه وشروط للعلاقات باملاءات ، ثم الوصول أخيرا إلى المرحلة النهائية: مرحلة التجاهل حينها يصبح الشخص النرجسي أكثر مزاجية، رهيف الاحساس لااتفه الاشياء يستاء ويغلب ، يتعمد التقليل من شأن الطرف الآخر، وإلقاء اللوم عليه، ثم الاختفاء القذر بدون سبب معظم الوقت فيتعمد الغياب دون انذار ليبحث عن قيمته في انفس المحيطين يلجأ الى البحث عن بدائل للخيانة المؤقتة لملء فراغه العاطفى منتظرا ان ُيسأل عنه ويهتم به.
ويفقد سيطرته وصفاءه حين يجد العكس من ردود الفعل بالتجاهل فتتدمر اعصابه لانه يريد ان يتعامل بهذا الاسلوب مع الاخر ولا ان يعاملوه به.
يتعلل النرجسي بمشاغل وهمية او ما بسُط منها يجعله في حجم جبل وكلها تبريرات واهية وتمثيل دور الضحية وأنه في عناءة احوال وظلم الاخرين له حتى يدرك ذلك المقربون منه، فينفرون ويملون التعامل معه بل يكتفون من بشاعة تصرفاته و وضوح وجهه الحقيقي بعد سعي إلى فعل المستحيل وبذل أقصى الجهد لاسترداده ومحاولة تقويم ما فيه من اخطاء …فيصاب بخيبة الأمل ورغم ذلك تستمر علاقاته في حياته على عدم التوازن و سرعة البحث عن صيد يقتات منه فيجدد العلاقات …
وفي نهاية المطاف يصاب بالاحباط والقلق ولاذكر ما ورد على لسان فروم : الشخص النرجسي يستشعر الغرابة وعدم انتمائه لأي مكان أو أي شخص في معظم الوقت، فيسعى عقله باستمرار إلى مطاردة شخص جديد ليستمد منه ثقته بنفسه واحترامه لذاته.
يستلذ النرجسي ايضا بطريقة تحويل المحادثة وجعلها تتمحور حوله، ومن المحتمل أن يستحوذ على المحادثة يتحدث بثرثرة فائقة فضة ولا يترك فرصة للمستمع ان يفصح ولن يستمع إلى ما يقوله الآخرون. حتى عند اللقاء بعد الغياب عن من حوله لا يسأل عن الآخرين بل يتحدث الا عن نفسه وما قدمه له فهو كثير المن وكثير التباهي .
العقد كثيرة في هذه الشخصية المضطربة نفسيا يرفض ان يكون غيره امرأة او رجلا أحسن منهم يرفض ان يتميز عليهم ، يتكدر بل يتضايق النرجسي من الضاحك المستمتع ،لما يحمل في قلوبه من سواد وعتمة ، يرتدي ثوب الملاك كصورة يجمل بها صورته. يعمل على تثمين شخصيته الضعيفة أمام المجتمع فنراه يبحث عن المواصفات الخارجية ليكون شخصية سوية .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى